مُتَدَيِّنون .. / تَ / حْ / تَ .. المِجْهَر

جنرال وبس

كاتب جديد
.
.
.
.




الإيمان خروج مِن زِنزانَة النَّفس الامارَه بالسوء .. والتحَرر مِن أغلال الهَوى وَقُيود الشهَوات .. وانعِتاقَة مِن شُح النَّفس وبُخلَها .. وانطِلاقَة في رِحاب الحَق ..
والإيمان هُوَ تَحول نَوعي في صَميم البَشَريَّة يَعمَل على إخراجَها مِن إطَارَها الضيِّق المَحدود نَحوَ آفاق الآخَرين .. لِتَعيش تَطَلعاتَهُم وهُمومَهُم .. بالإضَافَة إلى تَطلُّعات النَّفس وَهُمومَها ..

ولَكِن .../ إنَّهُ لَمِن المُؤسِف أن أرَى شَخصاً بانَ عَلى مَظهَرِهِ جُلَّ أنواعَ الإلتِزام الديني والعَقائدي .. في حين أنَّ نَفسَهُ تَجَردت مِن الإلتِزام المُطالَب بِهِ كُلَّ مُسلِم - الأخلاقي - .. بيدَ أنه بَذَلَ جُهدَاً جَهيداً في آداء الفرائِض والواجِبات مُتَناسياً قَولَهُ عَليهِ أفضَل الصلاة والسلام : ( إنَّما بُعِثتُ لاُتَمم مَكارِم الأخلاق ) ..

ذاكَ الذي لايَترُكُ مَعروفاً إلا وأمَر بِه / ولا مُنكَراً إلا وَكَان ناهِياً عَنه .. نَراهُ قَد تَخَلق بالجَانِب السيء في التَعامُل مَعَ الغَير ..
لِتَغتالُ غَفلَته في النُّصحِ آدابٌ وأخلاقيات حَرياً بِهِ أن يُزَمِّلَ نَفسَهُ بِها لِتودي بِذلِكَ خَيراً كانَ مَقصَدها ..
إنهُ لَيحتَكئ الأسَى في دَواخِلَنا عَلى ماوَصَل إلَيه حَال البَعض مِن تَقَهقر أخلاقي / وإسفاف فِكري / وَجَهل بِحَقيقَة التَديُّن ..
مَتى كَانَ تَقصيرُ ثَوب وإطَالَة لحيَة وإلقَاء خُطَب ومَواعِظ دَلالَة عَلى تَمام الروح المؤمِنَه .. !
ومَتى كَانَت قارئة القُرآن / لابِسَة القُفازان مُستَقيمَة دينياً دونَ التَّخَلُّق بِأخلاق الإسلام .. !

ولَعَل الكَثير يَتساءل إن كانَت الأخلاق أَتَت في الدَرَجَة الاولى مِن الرسالَة الإلَهيَّة ؟ أم هِيَ مِن الدَرَجَة الثانِيَة ؟
وإذا حازَت الأخلاق المَرتَبَة الأولى .. فَما هُوَ تَفسير الإهتِمام الأكثَر في الدين بالشَّعائر الإسلامِيَّة كالصلاة والصيام ... مَعَ التَهاون بالأخلاقِيات !

إنَّ كَلِمَة الأخلاق لَها مَفهومَ واسِع وآخَر ضَيق ..
فَهيَ في مَفهومِها الضَيق .../ تَعني الصدق / الوفاء / الإصلاح بَينَ الناس / عَدَم الغيبَة والتُّهمَة والنَّميمَة / وتَجَنب سائِر الصفات الرذيلَة ..
بينَما تَعني في مَفهومِها الواسِع .../ الخَلفيات الروحِيَّة للأخلاق الفاضِلَة .. فالصدق مَثلاً نابِع مِن الإستِقامَة في النَّفس / والإصلاح ناتِج عَن رؤيَة صافِيَة إلى الحَياة / والوَفاء مُنبَثِق مِن شَجاعَة نَفسيَة لَدى الإنسَان / أما الكَذِب والنَّميمَة والتهمَة والغيبَة فَإن هَذه الصفات السَّلبية نابِعَة مِن انحِرافَات نَفسية .. وتَشَوش واضطِراب في الرؤيَة .. وفقدان البَصيرَة في الحَياة ..
وَعَلى هَذا .. وطِبقاً للمَفهوم الضيق تَأتي مَرتَبَة الأخلاق بَعدَ كثير مِن الواجِبات .. عَلى عَكس المَفهوم الواسِع الذي يَعتَبِر الأخلاق قاعِدَة لِسائر الفَضائل .. بَل مُنطَلَقاً حتى للإيمان بالله سُبحانَهُ وتَعالى ..

أقولُ قَولي هَذا ولي عُذري .. فَإن النَّفس لَتَغير عَلى مِثلِ نَفسِها ..
وَكَيفَ لا .. وأنا أرى الكَثير مِن إخوَتي وأخَواتي قَد غَطَّ في سُبات المَظاهِر .. وأبى أن يَستَيقِظ مِن حُلم الإقتِناع بِها إلا بِحَقيقَة كَونِه حُلم .. !

.
.
.
.
.

مايستَفاد مِن المَوضوع .../
في حَقيقَة التَّدين .. الأخلاق أولاً ..

أسألُ مِن الله الهِدايَة لي ولَكُم
..
 
المواضيع المتشابهة

زهرة الأمل

كاتب جيد جدا
رد: مُتَدَيِّنون .. / تَ / حْ / تَ .. المِجْهَر

طرح غايه بلتميز

وحقا فقد اصبح مفهوم التدين لبعض البشر يسئ للمعنى الحقيقي

اصبحو يختفو تحت هذه الستاره الطاهره...

يحتمون بمباديء رااااقيه ....

وانا بدوري اسأل الله ان يهدينا جميعاا
تحياتي لك سيدي ولك تحياتي
 

مشاااااغبة

نجمة الموقع
رد: مُتَدَيِّنون .. / تَ / حْ / تَ .. المِجْهَر

انا مو ضد الاحتشام بلبس اكيد
سدقني انو بعمرو اللبس ما بغير نفسية الانسان وتقواة

ان التقوى وخوف الله مو بس بلبس بل كمان بلاعمال

ومو كل انسان لابس محتشم معناتو انسان صالح والعكس كذلك

من خاف الله نجا وكان من الصالحين

جزاك اله خير خيو

تقبل مروري
 

ابومحمود

كاتب جيد
رد: مُتَدَيِّنون .. / تَ / حْ / تَ .. المِجْهَر

بارك الله فيك يا غالي
 
أعلى