هل النحو معرفة أم ضرورة..؟

foulla

كاتب جديد
تعريف النحو
لغة :
جاء في المعجم الوسيط : النحو : القصد ، يقال نحوت نحوه ، قصدت قصده ، و المثل ، والمقدار ، والنوع ، والنحوي العالم بالنحو .ص 908 . باب النون .

اصطلاحا: وهو العلم بالقواعد التي يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من الاعراب والبناء وما يتبع ذلك .


قال ابن جني في كتابه الخصائص:
"النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وأن لم يكن منهم، وأن شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوا، كقولك قصدت قصدا، ثم خص به انتحاء هذا القبيل من العلم" ( الجزء الأول – صفحة 34)

فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلامهم تجنبا للحن، وتمكينا للمستعرب في أن يكون كالعربي في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
فالعلم الذي يضع القواعد التي تحقق هذين الغرضين هو علم النحو.


نشــــأة النحو:


قام أبو الأسود الدؤلي ووضع علامات الشكل، وكانت في أول الأمر نقطا فوق الحرف للفتحة وتحته للكسرة وإلى جانبه للضمة، ولما أرادوا نقط الحروف لتمييزها بعضها من بعض، رأوا أن يفرقوا بين النقط التي للأعجام والنقط التي للشكل، فجعلوا كلا منها بلون خاص.
ثم عدلوا عن ذلك وجعلوا للشكل علامات اخرى هي حروف مد صغيرة فالضمة واو صغيرة والكسرة ياء صغيرة والفتحة الف مائلة قليلا.
ثم اتجه العلماء بعد ذلك إلى تمنمية النحو وإكمال أبوابه وتفصيل مسائله فنشط فريق منهم لذلك، وكان ميدان النشاط والبحث هو بلاد العراق في مدينتي البصرة والكوفة. . . مما أدى إلا خلاف بين البصريين والكوفييين كانت أسبابه: 1. تباين المدينتين في الموقع. 2. تباينهما في ميول السكان. 3. تباينهما في الطباع. 4. تباينهما في الصفاء في العروبة. 5. تباينهما في نهج البحث الذي سارت عليه كل منهما.

فقد اشتهر الخليل بن أحمد من البصريين في علم النحو، بينما اشتهر معاذ الهراء المتوفي سنة 187 هجرية في علم الصرف، وهو الذي أخذ عنه الكسائي ثم أخذ عن الكسائي: يونس بن حبيب المشهور.

كما اشتهر من الأسماء اللامعة في تلك الفترة: سيبوية (وهو عمرو بن عثمان بن قنيبر) وكان أعلم المتقدمين والمتأخرين بالنحو، وقد ذكره الجاحظ فقال: لم يكتب الناس في النحو كتابا مثله(يقصد كتاب سيبوية)، وقد أخذ سيبويه عن الخليل بن أحمد، وعن يونس بن حبيب وعن عيسى بن عمر الثقفي.
كما اشتهر الأصمعي (وهو عبدالملك بن قريب) وقد أخذ الأصمعي عن الخليل بن أحمد أيضا كما أخذ عن غيره. . وقد ذكر ابن النديم أن للأصمعي نيفا وأربعين كتابا في موضوعات مختلفة.
كما اشتهر أبو زيد الأنصاري (وهو أبو زيد سعيد بن أ,س الأنصاري من أهل البصرة) ، وقد أخذ عن أبي عمرو بن العلاء.
وكما اشتهر أبو عبيده معمر بن المثنى، مولى بني تميم ولد سنة 110 هجرية ، وأخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عثمان المازني وأبو حاتم السجتساني
ولن ننسى الكسائي المتوفي سنة 189 هجرية واسمه علي بن حمزة مولي بني أسد، وأصله فارسي. وللكسائي عدة كتب في النحو والقراءات والأدب والنوادر.
ثم الأخفش الأوسط، وهو أبو الحسن سعيد بن مسعدة من أكابر أئمة النحاة الذي أخذ النحو عن سيبويه
ثم الفراء، وهو أبو زكريا يحيى بن زياد. الذي كان تلميذا للكسائي، والذي كان معلما لإبني المأمون.
وهناك أسماء كبيرة كثيرة بعد هؤلاء، ساهموا برفعة علم النحو كمثل: أبو عثما المازني والتوزي والسجستاني وأبو يوسف يقوب بن السكيب وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد والأخفش الأصغر وابن خالويه وأبو علي الفارسي وابن جني والربعي والثمانيني والتبريزي والزمخشريوالمطرزي وابن الشجري وابن الخشاب وابن الإنباري وابن الدهان وابن الخباز والزبيدي بالأندلس وأبو بكر القرطبي وابن القطاع والأعلم والشأطبيوالشلوبين وابن عصفور وابن حيان الغرناطي وجودي بن عثمان الطليطلي والغازي بن قيس وعبدالله بن سوار بن طارق القرطبي ومحمد بن عبدالسلام بن ثعلبة الخشبي ومحمد بن عبدالله بن الغازي القرطبي والأفشين وابن معط وابن مالك الطائي الجياني وأحمد بن جعفر الدينوري والوليدب بن محمد التميمي المشهور بولاد وأحمد بن محمد بن ولاد وأبو جعفر أحمدج بن محمد بن اسماعيل النحاس ومحمد بن عيسى وابن يعيش وبان هشـــام وابن الحاجب وابن عقيل وابن الصائغ والشمني والسيوطي والشيخ حسن العطار والشيخ محمد الصبان. . . وغيرهم كثير كثير.

ولعل أول كتاب شامل في النحو هو كتاب سيبوية المتوفي سنة 183 هجرية ويأتي بعده من حيث الشمول كتاب "المفصل" للزمخشري المتوفي سنة 538 هجرية ، وهناك بعض الكتب أسرد أسماءها هنا للذكر فقط:
1. رسالة الكسائي في نحو العامة
2. المذكر والمؤنث للفراء
3. المقصور والممدود لابن ولاد المصري
4. اعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم لبن خالويه
5. ملحمة الإعراب للحريري
6. إصلاح المنطق لابن السكيت
7. سر النحو لإبي العباس الكوفي
8. كتاب الكامل للمبرد
9. كتاب المقتضب للمبرد
01. الأمالي للزجاجي
11. الخصائص لأبن جني
21. سر صناعة الإعراب لابن جني
31. الأصول لابن السراج
41. الإيضاح والكلمة لأبي على الفارسي
51. المفصل للزمخشري
61. الكافية وشرحها لأبن الحاجب
71. الوافية وشرحها لإبن الحاجب
81. ألفية ابن معطٍ
91. ألفية ابن مالك
02. كتب ابن هشام في النحو والصرف
12. كتب السيوطي
22. جمع الجوامع في النحو وشرحه المسمى همع الهوامع للسيوطي
32. الاقتراح في أصول النحو للسيوطي.


* * * * *
ضرورة تعلم علم النحو :

مع أن الكثرة الكثيرة من الناس تشكو من درس النحو العربي، وما تعانيه من الكد في سبيل إتقانه وإقامة ألسنتها وأقلامها عليه، إلا أن هذا التأفف والمعاناة، لا محل لهما، ذلك لأننا لا نعرف لغة اهتم بها أهلها قدر ما لقيت العربية من اهتمام، ومنذ عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، والعلماء يتتابعون واحدا في إثر واحد ومدرسة بعد مدرسة، في إنشاء النحو العربي وتطويره وتأصيله، حتى بلغ مرحلة من النضج العملي والوضوح النهجي لم يبلغها علم آخر.

حتى غير العرب، قد تنبهوا لوضوح قواعد اللغة العربية، فذكر ذلك كثير من المستشرقين ، فهذا يوهان فك يقول: "ولقد تكلفت القواعد التي وضعها النحاة العرب في جهد لا يعرف الكلل، وتضحية جديرة بالإعجاب بعرض اللغة الفصحى وتصويرها في جميع مظاهرها ، من ناحية الأصوات ، والصيغ، وتركب الجمل ومعاني المفردات على صورة شاملة حتى بلغت كتب القواعد الأساسية عندهم مستوى من الكمال لا يسمح بزيادة لمستزيد" (كتاب "العربية" دراسة في اللغة واللهجات والأساليب، تأليف يوهان فك الألماني وترجمة الدكتور عبدالحليم النجار بمطبعة الخانجي بالقاهرة سنة 1951 ، الصفحة الثانية.)

مع أني أرى ، أن طريقة تدريس النحو في مدارسنا وفي جامعاتنا غير صالحة في نقل ما وضعه النحاة إلى الناشئة والدارسين، ولعل ضعف مدرس العربية ثمرة من ثمرات التخطيط الذي أشرت إليه هنا، فالعيب – في الحق – ليس في النحو العربي ولكنه يكمن فينا نحن لا جدال.

ودليلي على هذا أنّ هناك شبابا من الأوربيين يتكلمون النحو العربي ويتقنونه ويرجعون فيه إلى مصادره الأولى كما أنني أرى أعدادا لا حصر لها – كل يوم – ممن يمارس اللغة فيتقنها كتابة وضبطا وأداء.

وفي رأيي أن النحو أساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية، في الفقه والتفسير والأدب والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم، لأنك لا تستطيع أن تدرك المقصود من نص لغوي دون معرفة بالنظام الذي تسير عليه هذه اللغة.

يقول عبدالقاهر: "إن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها، وأن الأغراض كامنة فيها حتى يكون هوة المستخرج لها، وأنه المعيار الذي لا يُتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يُعرض عليه، والمقياس الذي لا يُعرف صحيح من سقيم حتى يرجع إليه، ولا ينكر ذلك إلا من ينكر حِسّــه،وإلا من غالط في الحقائق نفسه" وعبدالقاهر الجرجاني، صاحب كتاب الإعجاز، وتستطيع أن تقرأ قوله هذا في الصفحة الثالثة والعشرين من طبعة المنار سنة 1131 هجرية.



 

ابتسامة طفلة

كاتب محترف
رد: هل النحو معرفة أم ضرورة..؟

اشكرك فله

موضوع جميل جداا

استمتعت به

تقبلي مروري,,
 

foulla

كاتب جديد
رد: هل النحو معرفة أم ضرورة..؟

مرسيتووووووووو للتفاعل
 
أعلى