رجل وامراة وكلب من نيويوك

الباشا11

كاتب جيد
[align=right]صباح يوم من ايام شهر نيسان المشمس، الناس يتحركون في الشوارع كل الى مقصده، والمكان ساحة عامة في احدى شوارع نيويوك.

امراة متانقة في بداية الثلاثينيات ونهاية العشرينيات تسير بخطى سريعة تحمل بيدها حقيبتها الانيقة.

نباح ياتي من بعيد وحركة غريبة من المارة وفجأة ......... يظهر كلب شارد مذعور قبيح المظهر من بين الحشود يهجم على المرأة المـتأنقة، يملا الصراخ المكان والناس تجمهروا لمشاهدة ما يحدث:

- المرأة: النجدة... النجدة أرجوكم ساعدوني أبعدوا هذا الكلب عني.
- أحد المارة: لينقذ أحدكم هذه المرأة المسكينة.
- إحدى المارات: يا الهي سيقتلها فلينقذها أحدكم.
يظهر مصور من بين الحشود ويبدأ بالتقاط الصور وهو يصرخ : أبعدوا هذا الكلب عنها سيقتلها.
ولكن لم يتجرأ أحد من الاقتراب وظلت المرأة تصرخ وتستنجد من حولها دون جدوى.

يخرج من بين الحشود رجل في منتصف الثلاثينات، ذو لحية خفيفة، يركض بسرعة الى احد المقاعد المتواجدة ليقتلع منه خشبة ويتجه بسرعة إلى المرأة التي تمزقت ثيابها وسال دمها وراح يضرب الكلب بالعصا ضربا شديدا حتى قتله وخلص المرأة من شره.

يصفق الحشود ويصفر للبطل الشاب ويهنئونه على بطولته. وراح الصحفي يلتقط الصور له وللمرأة وللكلب الميت. يتجه الرجل ذو اللحية الى المراة ويسألها ان كانت بحاجة للمساعدة:
- الرجل: سيدتي هل انت بخير؟
- المرأة: شكرا لك يا سيدي اني مدينة لك بحياتي.
- الرجل: اذا كنتي بحاجة للمستشفى فلننقلك اليه قبل ذهابي.
- المرأة: لا يا سيدي شكرا لك اني بخير فلم يتمكن الكلب من عضي بشكل مباشر.
- الرجل: اذا يا سيدتي استميحك عذرا فانا على عجلة من امري وقد تاخرت على عملي.
- يقترب الصحفي من الرجل: سيدي سيدي مهلا، اريد صورة لك مع المرأة.
- الرجل باستهزاء: ولماذا؟
- الصحفي: ستكون سبقا صحفيا في جريدة المساء.
- المرأة تقترب من الرجل بدلال وتقول بغنج: نعم يا سيد دعه يصورنا معا فانا مدينة لك بحياتي. تلف يدها حول ساعد الرجل الذي قال بغضب: يا سيدتي ويا سيدي لا اريد ان اظهر في الصحف لقد تاخرت عن عملي.
- الصحفي: مهلا يا سيدي سيكون عنوانا رائعا في الصفحة الاولى ( بطل من نيويورك ينقذ أميرة نيويوركية)) ما رايك؟
تعود المراة لتلف يدها حول ساعد الرجل وتظهر له انها احبته: نعم سيكون عنوانا رائعا.
- الرجل بحدة وغضب دافعا المرأة عنه: يا سيدي لم افعل شيئا مهما فأنا لست من نيويورك.
- الصحفي: لا بد اذا انك من واشنطن، لا بأس سيكون العنوان ( بطل من واشنطن ينقذ أميرة نيويوركية)) ها ما رايك؟
- الرجل: يا سيدي انا لست من واشنطن ايضا وقلت لك اني تاخرت عن عملي فدعني انصرف.
الصحفي: لا بد اذا انك من تكساس لسمرة بشرتك سيكون العنوان .....
- الرجل مقاطعا: انا لست من تكساس.
- الصحفي: لا باس يا سيدي سنغير العنوان ليصبح (( بطل امريكي ينقذ اميرة امريكية)) ها ما رأيك؟؟
- المرأة: عنوان رائع اليس كذلك ايها البطل؟
الرجل بسخرية: أنا لست امريكيا ايضا.
- الصحفي: اذا ما انت؟
- الرجل: انا افغانستاني.
- الصحفي يصرخ مندهشا: ماذا... افغانستاني؟
- المرأة تبتعد عن الرجل بنفور وتصيح متقززة: افغانستاني؟
- الرجل: أجل ووداعا.
- ينصرف الرجل مسرعا الى عمله.
- الصحفي: يا للوحش الهمجي لقد قتل الكلب بكل همجية سيكون عنوانا على الصفحة الاولى: ((همجي من افغانستان يقتل كلبا امريكيا لطيفا بكل وحشية)).
- تقترب المرأة بثيابها الممزقة حاضنة راس الكلب: يا للكلب المسكين لقد قتله ذلك الهمجي بكل وحشية....................


(( منقولة بتصرف عن الراحل السوري الكبير ممدوح عدوان))
[align=right][/align]
[/align]
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: رجل وامراة وكلب من نيويوك

الصحفي: يا للوحش الهمجي لقد قتل الكلب بكل همجية سيكون عنوانا على الصفحة الاولى: ((همجي من افغانستان يقتل كلبا امريكيا لطيفا بكل وحشية)).

مفارقات غريبة في هذه الحياة
افغاني يعني ارهابي
وبالمقابل
امريكي يعني بطل
يا لسخرية الحياة..
اللهم انصرنا على اعدائنا اعداء الدين
ومكنا منهم يا رب العالمين
مشكور اخي الباشا
طرح رائع جدا
ومرحبا بعودتك الميمونة
كن بخير
 

الباشا11

كاتب جيد
رد: رجل وامراة وكلب من نيويوك

)).

مفارقات غريبة في هذه الحياة
افغاني يعني ارهابي
وبالمقابل
امريكي يعني بطل
يا لسخرية الحياة..
اللهم انصرنا على اعدائنا اعداء الدين
ومكنا منهم يا رب العالمين
مشكور اخي الباشا
طرح رائع جدا
ومرحبا بعودتك الميمونة
كن بخير


منورة اخت سارة والله غيبتي ما كانت بيدي

بس دائما ظروفنا اقوى مننا

وكتير زعلت اني بفترة العيد ما كنت معكون
دمتي بكل الود
 

مواضيع مماثلة

أعلى