قراءة لبحث الشبيه .. هل هناك نسخة أخرى منك في هذا الكون؟

رضا البطاوى

كاتب جيد جدا
قراءة لبحث الشبيه .. هل هناك نسخة أخرى منك في هذا الكون؟
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول مقولة وجود شبيه للإنسان وهذا الشبيه بالطبع هو نسخة جسدية من الإنسان
عرف العطار ما سماه ظاهرة الشبيه فقال :
"ظاهرة الشبيه معروفة منذ القدم ولها أصداء في فلكلور أغلب الشعوب. يطلق عليها بالانجليزية أسم (doppelganger) وهي كلمة مأخوذة عن الألمانية وتعني المزدوج، تعني عمليا وجود شبيه أو نسخة ثانية لإنسان مازال على قيد الحياة، هذا الشبيه يكون ذو طبيعة أثيرية ويتجلى للآخرين بشكل منفصل تماما عن صاحبه فيثير الدهشة والرعب في النفوس."
واستدل الكاتب على وجود الشبيه الجسدى بحكايات موجودة في الثقافات المختلفة انتقى منها بعضا اختصرناه نظرا لطول البحث فقال :
"من واقع التاريخ
ظاهرة الشبيه لا تقتصر على قصص وتجارب القراء المنتشرة هنا وهناك على المواقع والمنتديات، فكتب التاريخ والأدب لا تخلو بدورها من ذكر لبعض الحوادث والمواقف الغريبة المتعلقة بتلك الظاهرة. الشبيه .. هل هناك نسخة أخرى منك في هذا الكون؟
الادميرال جورج تريون
...العجيب في القصة هو أنه بينما كان الأدميرال يغوص إلى أعماق البحر قبالة سواحل طرابلس اللبنانية، كانت زوجته تقيم حفلا باذخا في منزلها بلندن دعت إليه العديد من أصدقائها وأقاربها. خلال هذا الحفل وأمام أنظار الجميع حدث أمر لا يصدق، فقد ظهر الأدميرال تريون وهو يرتدي بزته الرسمية التي تعلوها الأوسمة والنياشين، نزل السلم من الطابق الثاني ومضى بصمت ووجوم بين الحضور من دون أن يلتفت لأحد، سار عبر البهو الكبير وصولا إلى حجرة المعيشة حيث تلاشى واختفى هناك. وقد تسبب ظهوره المفاجئ بصدمة كبيرة للحضور خصوصا بعدما تواترت أخبار موته في اليوم التالي.
قصة الأدميرال تريون ليست فريدة من نوعها، فهناك حوادث مماثلة مر بها أشخاص ظهر شبيههم قبل موتهم بوقت قصير، ولهذا السبب ينظر بعض الناس في الغرب إلى ظاهرة الشبيه على أنها نذير شؤم ودلالة على موت وشيك. ومن المشاهير الذين صادف ظهور شبيههم قبيل مفارقتهم الحياة هم الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن وملكة انجلترا إليزابيث الأولى وإمبراطورة روسيا كاترين الثانية والشاعر الانجليزي بيرسي شيلي."
قطعا لا وجود لتريون بعد موته كما قال تعالى :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "
وأما تواجد هذا الشبيه فهو فيما يبدو إنسان ارتدى قناع وجه مماثل لوجه لتريون وكان المطلوب منه أن يسير ويتحرك صامتا ثم يختفى لغرض في نفس الزوجة أو في نفسه هو أو هما معا
وقص علينا حكاية المعلمة ساجى فقال :
"ولنأخذ قصة المعلمة الفرنسية ايميلي ساجي كمثال. المعلمة ساجي عاشت في القرن التاسع عشر. كانت معلمة لغة فرنسية، وكان مشهودا لها بالتميز والكفاءة، لكن لسبب ما لم تكن الآنسة ساجي تمكث طويلا في المدارس التي تعمل فيها، فخلال سنوات قليلة تنقلت ما بين تسعة عشر مدرسة حتى انتهى بها المطاف أخيرا إلى مدرسة داخلية للبنات في لاتفيا، تلك الدولة الصغيرة المطلة على بحر البلطيق.
في البداية كانت إدارة المدرسة راضية كل الرضا عن أداء الآنسة ساجي، وكذلك الطالبات، لكن ذلك لم يدم طويلا، إذ سرعان ما تكشف للجميع السر الذي كان يقض مضجع المعلمة المسكينة ويجبرها على الانتقال من وظيفة إلى أخرى.
- الآنسة ساجي لديها شبيه! .. همست إحدى الطالبات في أذن زميلتها وهي تومئ إلى الآنسة ساجي أثناء مرورها بالباحة الرئيسية للمدرسة. جميع الطالبات كن يتحدثن عن نفس الموضوع، لم يكن الأمر مجرد إشاعة، فالشبيه شوهد من قبل 13 طالبة خلال إحدى حصص الآنسة ساجي، فبينما كانت تكتب على السبورة ظهر شبيهها إلى جانبها، كان نسخة مطابقة عنها في كل شيء حتى في الحركات، باستثناء أنه لم يكن يحمل طبشورا في يده. والغريب أن جميع الطالبات الحاضرات شاهدن الشبيه باستثناء الآنسة ساجي التي لم تفطن لظهوره. بعد ذلك بأيام، أثناء تناول العشاء، ظهر الشبيه مرة أخرى خلف الكرسي الذي كانت تجلس عليه الآنسة ساجي وأخذ يقلد حركاتها في تناول طعامها لكنه لم يكن يحمل ملعقة.
في مناسبة أخرى ظهر الشبيه أمام أنظار أكثر من أربعين طالبة كن مجتمعات في فصل التطريز والخياطة. ...إحدى الطالبات الجريئات قامت من مكانها وحاولت لمس الشبيه، لكنها أحست بمقاومة خفيفة في الهواء حوله فتراجعت. طالبة أخرى كانت أكثر جرأة قامت من مكانها وقفزت بين الطاولة والكرسي مخترقة بأقدامها جسد الشبيه، لكن لم يحدث شيء، أستمر شبيه الآنسة ساجي جالسا من دون حركة لبرهة ثم أخذ يتلاشى بالتدريج حتى اختفى تماما.
حين سألوا الآنسة ساجي عن شبيهها قالت بأنه لاحقها وسبب لها مشاكل مع الآخرين طوال حياتها لكنها لم تره أبدا، العلامة الوحيدة على ظهوره بالنسبة لها تمثلت بشعور مفاجئ بالتعب والخمول كأنما ظهوره يمتص الطاقة من جسدها. كان الشبيه للأسف هو سبب تنقل الآنسة ساجي المستمر بين المدارس"
يبدو أن شبيهة ساجى ربما كانت توأمتها أو ربما امرأة أخرى كانت تريد منها شىء وربما الحكاية كلها مجرد شائعات من منافسات ساجى لطرها من العمل وهو أمر يحدث بين المعلمين وبين المعلمات حتى أنه هناك مثل يقوب :
" عدوك ابن كارك "والمراد أن باغض الإنسان هو من ينافسه في نفس المهنة وما أسهل ان تضحك معلمة أو معلمات على الطالبات بحكايات أو من خلال عمل أقنعة ترتديها بعضهم لتثبت الشائعة
وقص الحكاية الثالث عن عضو المجلس النيابى راش وشبيهه فقال :
"...بعد انتهاء الجلسة سأل سير باركر زملاءه فيما إذا كانوا قد رأوا سير فردريك، فأجاب بعضهم بالإيجاب وقالوا بأنه بدا شاردا ولم يتكلم أبدا، لكن أحدا منهم لم يشاهده وهو يترك مقعده ويغادر مبنى البرلمان .. ببساطة اختفى فجأة كأنه تبخر من مكانه.
في اليوم التالي زار أحد الأصدقاء سير فردريك في منزله وعاتبه على تجاهله لزملائه خلال جلسة البرلمان السابقة، فكان رد سير فردريك بأنه كان ومازال مريضا راقدا في الفراش لم يغادر منزله ولم يحضر أية جلسة للبرلمان منذ أسبوعين، لكنه لم يكن مستغربا لرؤيتهم لشبيهه داخل قاعة البرلمان لأنه بزعمه كان يرغب بشدة في حضور تلك الجلسة"
قطعا قد يوجد شبيه حضر الجلسة أو أن أحدهم أو احداهن قامت بعمل قناع مشابه لوجه الرجل وباعتباره يعرف مرض الرجل فهو لم يتكلم اطلاقا ولم يرد على الاخرين حتى لا ينكشف
وقص عليما حكاية أخرى جنونية عن شبيه الـديب موباسان فقال :
"الكاتب الفرنسي غي دي موباسان (1850 - 1893) له أيضا قصة شهيرة مع شبيهه ذكرها في إحدى كتبه، يقول: كنت جالسا في مكتبي ذات مساء وأنا أصارع من أجل إيجاد أفكار جديدة من أجل روايتي القادمة فجأة دخل شخص إلى الحجرة، الغريب أنه كان نسخة مني في كل شيء، كان يشبهني تماما، تقدم مني وجلس على الكرسي قبالتي ثم راح يملي علي ما يجب أن أكتبه!.
الرواية التي أملاها الشبيه على دي موباسان كان أسمها " The Horla " ، وهي رواية مرعبة تتحدث عن كيان شرير يتلبس بأجساد الناس ويتغذى على عقولهم حتى يقودهم إلى الجنون. المفارقة أن دي موباسان أصيب بالجنون بعد فترة على نشره لهذه الرواية وتم إدخاله إلى المصحة العقلية حيث مات هناك، مما دفع البعض للاستنتاج بأن الشبيه الذي ظهر لدي موباسان وأملى عليه تفاصيل الرواية هو نفسه الذي كان يعتاش على عقله وقاده إلى الجنون والموت"
قطعا الحكاية لا تصدق رجل يملى رجل على رواية كاملة في ليلة يكتبها كما أملاها ربما كانت الحكاية نوع من الدعاية أطلقها الناشرون للترويج لتلك الرواية وربما كان إدخال موباسان المصحة نوع أخر من الدعاية حتى تزداد مبيعات الرواية ومن غير بحث عن مبيعات تلك الرواية فإنها سوف تأتى في المرتبة ألأولى أو الثانية من حيث المبيعات بين روايات موباسان
لا وجه للغرابة ففى الغرب من الممكن فعل أى شىء من أجل تحقيق المال والشهرة
وتحدث العطار عن وجود تفسيرات متعددة لحكاية الشبيه كان أولها القرين فقال :
"هل هناك تفسير لظاهرة الشبيه؟
التجارب والقصص التي ذكرناها آنفا ما هي إلا عينة بسيطة، ...وفيما يلي سنقدم بعض الفرضيات التي تحاول أن تفسر هذه الظاهرة.
القرين
بحسب الموروث الديني فأن لكل إنسان قرين يلازمه طوال حياته، أي منذ ولادته حتى مماته، وهذا القرين يكون من الجن، وظيفته أن يوسوس ويزين الأمور السيئة للإنسان حتى يحرفه عن جادة الصواب، يمكن أن نشبهه بتلك الفكرة التي تخطر على بالك فجأة من دون سابق إنذار لتحرضك على عمل يخالف إيمانك وتهون عليك أمر ذلك الخلاف. ولأن الجن أطول أعمارا من البشر فأن القرين يبقى بعد وفاة صاحبه، وقد يظهر للناس على هيئته في أماكن أعتاد التواجد فيها، فيظن الرائي بأنه شاهد شبحا ولا يعلم بأنه شاهد قرين الميت. ويقال بأن للقرين القدرة أيضا على ترك جسد صاحبه في حياته ليظهر للناس في هيئته وشكله، وهذا يعطي تفسيرا محتملا لظاهرة الشبيه، باعتبار أن ما شاهده الأشخاص الذين مروا بهذه الظاهرة هو قرين الشخص الذي توهموا بأنهم رأوه. لكن هناك علماء دين ينفون إمكانية حدوث ذلك باعتبار أن القرين لا يمكنه ترك جسد صاحبه أبدا في حياته لأنه موكل ومكلف بمرافقته، فهو أحد الحارسين الموكلين بكل مولود في هذه الدنيا، أحدهما ملاك طاهر يحرسه ويحضه على فعل الخير، والآخر شيطان حقود من شياطين الجن يزين له الآثام والسيئات. وكلا الحارسين ملتزم بوظيفته لا يغفل عنها لحظة واحدة مادام الإنسان باق على قيد الحياة.
جدير بالذكر أن الفراعنة هم أول من آمن بفكرة القرين، فقالوا بأن كل إنسان تخلقه الآلهة تخلق معه كيانا يدعى (كا) يرافقه طوال حياته ولا يفارقه إلا ساعة مماته، لكنه فراق مؤقت، فالـ (كا) تبقى مع جثة صاحبها (المومياء) بانتظار أن تتمكن الروح (با) من اجتياز الرحلة الخطيرة إلى محكمة الآلهة لتقف في حضرة ديان الموتى أوزيريس، وفي حال اجتازت الروح محاكمتها بنجاح فأنها تعود لتتحد بالـ (كا) لتشكلان معا روحا نورانية تدعى (اخ) تصعد إلى السماء لتعيش مع الآلهة"
قطعا لا وجود للقرين الجنى لأن الجن أنهم يتم الوسوسة لهم من قبل الشيطان كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس "
فالقرين الموسوس هو الإنسان نفسه كما قال تعالى :
"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "
ونتيجة الخلط السابق تحدث عن الجن مناقضا كلامه عن أن القرين جن كما يقول رجال الدين عنده فقال :
"الجن
مخلوقات أثيرية تعيش في عالم منفصل عن عالمنا، يقال بأنهم يرونا ولا نراهم، ولقد تواترت القصص والأخبار عنهم منذ عصر الجاهلية، وأتى القرآن الكريم على ذكرهم. وبحسب الموروث الديني والشعبي فأن بعضهم مسالم لا يؤذي البشر، والبعض الآخر شرير يستمتع بالتلاعب بالناس وقد يتلبس أجسادهم، وهذا النوع الأخير له نظير في الثقافة الغربية يعرف بأسم (Demon) أي الأرواح الخبيثة الشريرة التي بإمكانها إيذاء البشر والتلبس بأجسادهم.
طبعا عالم الجن يبقي من الغيبيات التي لا يمكن الوقوف على تفاصيلها بدقة ويقين، لكن الناس يتداولون قصصا كثيرة عن ذلك العالم الخفي المفعم بالأسرار، بعض تلك القصص تتحدث عن قدرة الجن الخارقة في التشكل على هيئات وصور مختلفة، غالبا أشكال حيوانية، كالقطط السوداء، لكن لديهم القدرة أيضا في التشكل على هيئة البشر...
هذه القدرة الخارقة في التغول على هيئة البشر تعطينا تفسيرا معقولا لظاهرة الشبيه، ربما يكون الشبيه جنيا يريد إرعاب ضحاياه تمهيدا لتلبس أجسدهم، أو ليحظى بالوصال مع امرأة يعشقها، أو هي مجرد طريقة للتلاعب بالناس والضحك عليهم. "
قطعا الجن لا يروننا بمعنى يشاهدوننا وإنما يروننا بمعنى يعرفون بوجودنا كما نعرف بوجودهم ولكنهم لا يظهرون في عالمنا كما لا نظهر في عالمهم والظهور كان خاص بعهد سليمان(ص) كما قال تعالى على لسانه :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
ومن ثم لم يظهروا من عهد سليمان (ص) ولن يظهروا حتى القيامة وأما حكاية التشكل فهى خاصة بالرسل المصطفين منهم وهم الملائكة فهم باعتبارهم رسل أعطاهم الله معجزة التشكل بشكل الناس كما في قصة مريم :
" فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا "
ومن ثم التشكل لا يعطى لكل الجن وإنما للملائكة منهم
وتحدث عن البعض النظريات التى قد تفسر الظاهرة وأعلن لأنه لم يفهم منها أى شىء فقال :
العوالم المتعددة والعوالم المتوازية وانزلاق الزمن
"في فيزياء الكم هناك نظرية تعرف بأسم العوالم المتعددة (Many-worlds interpretation) تقوم على أساس أن الكون ليس واحد كما نتصوره بل يوجد ما لا يحصى عدده من الأكوان، في كل واحد منها توجد نسخة ثانية عن نفس الشخص لكن بحيثيات مختلفة تتحدد في ضوء خياراته وما يترتب عنها.
هذه النظرية ليست من وحي الخيال، بل هي نظرية علمية مدعومة بالمعادلات الرياضية وقد أشبعها علماء الفيزياء دراسة وبحثا، وزاد الاهتمام بها مؤخرا بعد أن أثبت بعضهم أمكانية تحققها، وقد تسببت لي بصداع شديد حتى استطعت أن أفهم عن ماذا تتحدث .. هذا إن كنت قد فهمت شيء أصلا! .. وسأحاول أن أبسطها عن طريق الأمثلة. تصور بأنك تفكر بالارتباط بحبيبتك، هذا التفكير يجعلك أمام خيارين، أما أن تتزوج أو لا تفعل. بحسب نظرية العوالم المتعددة فأن مجرد تفكيرك بهذا الأمر سيجعل الكون ينقسم إلى كونين، في الكون الأول ستتزوج بحبيبتك فعلا، أما في الكون الثاني فستظل أعزب، وستعيش كلتا النسختان، المتزوج والأعزب، في كونين منفصلين عن بعضهما من دون أن يعلم أي منهما بوجود الآخر. ولنفترض بأنه بعد فترة على زواجك بحبيبتك نشبت بينكما الخلافات فأخذت تفكر بالطلاق، هنا أيضا سينقسم الكون إلى كونين، في أحدهما ستمضي بخيار الطلاق أما في الآخر فستحاول مصالحة زوجتك، ولنترك نسختك المتصالحة ونمضي خلف نسختك المصرة على الطلاق، فصباح اليوم الذي كان مقررا عليك أن تذهب إلى المحكمة لإكمال إجراءات الطلاق وقفت أمام خزنة ملابسك وفكرت أيهما ترتدي، قميصك الأبيض أم الأزرق، بمجرد تفكيرك في هذا الأمر سيظهر كونان جديدان، في أحدهما ستمضي بالقميص الأبيض، وفي الآخر ستذهب بالقميص الأزرق، ولنترك صاحب القميص الأبيض ونمضي وراء القميص الأزرق، فبعد أن خرجت من المنزل بدأت تفكر، هل توقف سيارة أجرة أم تستقل الحافلة، هنا أيضا سينقسم الكون، نسخة منك ستذهب بسيارة الأجرة وأخرى ستنطلق بالحافلة ..
هذه الانقسامات ستستمر طوال حياتك، كلما كان عليك اتخاذ قرار ستظهر أكوان جديدة على عدد خياراتك، مما يؤدي بالنهاية إلى ظهور ملايين الأكوان في كل منها تعيش نسخة منك تختلف عن الأخرى بحسب الخيارات التي اتخذتها، يعني قد تكون عامل نظافة في كون، وطبيب في كون آخر، وطيار في كون ثالث، وسفاح في رابع، وميت في خامس .. وهلم جرا أما أفضل ما في نظرية العوالم المتعددة فهو أنك لن تموت أبدا، دائما ستبقى هناك نسخة حية منك في كون آخر حتى لو حاولت الانتحار بإطلاق النار على رأسك، لأنه سيكون هناك دوما خياران، أما أن يعمل المسدس أو لا يعمل، أما أن تنجح في إصابة رأسك أو لا تنجح، أما أن تكون الإصابة قاتلة أو لا تكون الخ .. وطبقا للخيار الثاني فأن محاولتك الانتحار ستستمر إلى ما لا نهاية!.
هناك نظرية أخرى في فيزياء الكم أسمها نظرية العوالم المتوازية، هي مشابهة لنظرية العوالم المتعددة، طبقا لها فأن كل كون هو غشاء يحتوي بداخله على أكوان أخرى، وقد يكون في كل منها نسخة مختلفة منك، وهذه النسخ جميعها تعيش في حيز متقارب ومتواز، يعني ربما أنت ونسختك الثانية تعيشان في نفس الحجرة من دون أن يعلم أحدكما بوجود الآخر لأنكما في عالمين مختلفين."
وأنهى كلامه بأن تلك النظريات المثبتة بمعادلات رياضية لا قيمة لها فهى مجرد سفسطات أى تخاريف فقال :
"لحظة رجاء! .. ما علاقة كل هذه السفسطة الفارغة أعلاه بمقالنا عن الشبيه؟ ..
سؤال جيد .. والجواب هو أن كل نظرية وكل شيء في هذا الكون يحتمل الخطأ وقد تشوبه بعض الانحرافات، فالكمال لله وحده، ولهذا يجد البعض في هذه النظريات تفسيرا محتملا لمسائل غيبية وما ورائية طالما أثارت حيرتنا ومخاوفنا .. كالأشباح والجن والشبيه الخ .. على اعتبار أن حدوث خلل أو انحراف مؤقت في القوانين الفيزيائية التي تحكم هذه العوالم المتعددة هو أمر وارد ويمكن أن يؤدي إلى تداخل مؤقت بينها يترتب عليه حدوث تواصل مباشر قصير المدى بين سكان تلك العوالم. تصور مثلا بأنك تمشي داخل منزلك أثناء حدوث انحراف أو خلل فيزيائي يؤدي إلى تداخل عالمك الحالي مع عالم آخر توجد فيه نسخة أخرى منك تسكن منزلا مشابه لمنزلك تماما، النسخة الثانية ستراك وأنت تمشي في منزلها، والذي هو منزلك أيضا، طبعا لن يدوم ذلك سوى لحظات معدودة لأنك ستختفي حالما ينتهي الخلل.
انت نفسك ربما تكون شبح بالنسبة لسكان عوالم أخرى! ..
من المؤكد بأن النسخة الأخرى ستشعر برعب شديد من ظهورك واختفائك المفاجئ .. ستظن حتما بأنك كيان غامض قادم من عالم آخر مجهول، بعبارة أخرى، بينما أنت مشغول بقراءة قصص الأشباح والجن على موقع كابوس وتشعر بالرعب منها، ربما تكون أنت نفسك جني أو شبح بالنسبة لأناس آخرين يعيشون في عوالم أخرى! .. وعليه فأن الشبيه ربما لا يكون سوى نسخة أخرى عن نفس الشخص تظهر أحيانا بسبب خلل في القوانين الفيزيائية، والأمر ذاته ينطبق على الأشباح والجن، ربما تكون كائنات من عوالم أخرى موازية. وهذا الأمر نجد له صدى واضح في الموروث الديني حيث توجد نصوص مقدسة تشير إلى وجود عوالم أخرى خفية تعيش في نفس الحيز الذي نعيش فيه.
هناك نظرية أخرى تدعى انزلاق الزمن يمكن أن تقدم لنا أيضا تفسيرا محتملا لمسألة الشبيه، هذه النظرية قريبة جدا من نظرية العوالم المتعددة، ويزعم واضعوها بأن المراحل والحقب التاريخية لا تنتهي أبدا، بل تستمر وتتكرر في أكوان وأبعاد زمنية أخرى، يعني اجتياح المغول للعالم القديم لازال مستمرا لكن في بعد زمني آخر، والحرب العالمية الثانية مازالت حامية الوطيس في بعد زمني آخر، وربما أنتصر فيها هتلر!.
هذه النظرية تبدو صعبة التصديق، لكن علينا أن نتذكر بأن الزمن هو ليس شيء ثابت كما نتصوره، هذا ما أثبته اينشتاين بنسبيته وأكدته الدراسات والبحوث العلمية على مدار العقود القليلة الماضية. ولنأخذ مثالا بسيطا يوضح الأمر، تصور بأن هناك مجموعة شمسية أخرى تبعد عنا مقدار 200 سنة ضوئية وتضم كوكبا مأهولا من قبل كائنات أكثر منا تطورا، وبينما نحن نتحدث الآن فأن هناك كائن من سكان ذلك الكوكب يحدق إلينا عبر تلسكوب متطور يتيح له رؤية تفاصيل دقيقة جدا"
هذه النظريات تعيدنا إلى مسألة التقمص وهو تواجد الإنسان في عصور مختلفة وهو ما نفاه الله بأن محمد(ص) لم يكن موجودا في عصر موسى(ص) فقال :
" وما كنت بجانب الغربى إذ نادينا "
ونفى وجوده في عصر مريم فقال :
" وكنت لديهم إذ يختصمون "
وتساءل عن المشاهد لو صدق التفسير الكاذب فقال :
"ماذا تعتقد بأنه سيشاهد حين ينظر إلى الأرض؟ ..
دعني أفاجئك .. ما سيشاهده ذلك المخلوق هو ليس أرضنا الحالية، بل الأرض في عام 1814، لأنه ينظر إلى الشعاع الذي غادر كوكبنا قبل 200 عام - فرق المسافة الضوئية بيننا -. ذلك المخلوق سيشاهد جيوش الحلفاء وهي تتأهب لدخول باريس بعد هزيمة نابليون في معركة لايبزج .. لكنه لن يرى برج إيفل حتما لأنه لم يكن قد شيد بعد.
طبعا قد يقول قائل بأن فكرة وجود نسخة حية وملموسة عن حقبة تاريخية معينة تبدو أمرا خياليا. لكن التاريخ لا يخلو من تجارب حقيقية زعم أبطالها بأنهم عاشوا حقا - لفترة قصيرة - في أجواء تاريخية تسبق عصرهم، لعل أشهر تلك القصص هي قصة الآنستان موبرلي وجورديان اللتان وجدتا نفسيهما فجأة في عصر وزمان آخر أثناء زيارتهما لقصر الفيرساي في فرنسا ..ولو افترضنا جدلا بأن هذه النظريات صحيحة، أي وجود أبعاد وعوالم زمنية مختلفة، فلا يستبعد أن يكون الشبيه هو مجرد تكرار لفترة سابقة من حياة نفس الإنسان لكن في بعد آخر، يعني لتوضيح الأمر أكثر تصور بأن هناك تسجيل يصور لعبك الكرة في باحة منزلك قبل عامين، هذا التسجيل محفوظ بشكل حي في بعد آخر، وفي حالة حدوث تداخل ما بين الأبعاد لسبب ما، فأن ذلك التسجيل سيعاد، أي أنك ستقف في نافذة حجرتك وسترى النسخة الأخرى منك تلعب الكرة في باحة منزلك كأنك تنظر إلى شريط فيديو، وطبعا التفسير الوحيد في جعبتك لهذه الظاهرة سيكون الشبيه."
ثم جدثنا عن تفسير الاسقاط النفسى فقال :
"الإسقاط النجمي
هو أحد تفسيرات تجارب الخروج من الجسد (out-of-body experience) ، ويزعم مريدوه بأن كل جسد مادي لديه جسد نجمي على شكل هيئة أثيرية منفصلة عنه وقادرة على مغادرته والتحرك خارجه.
طيب لماذا أسموه بالنجمي؟
.. ببساطة لأنه مرتبط بعالم علوي أو كوكب نجمي مختلف عن عالمنا المادي الذي نعرفه. ومن خلال التمارين الروحية والتدريب المكثف والتأمل والتصوف فأن الإنسان قد يتمكن من التحكم بجسده النجمي والسفر بواسطته إلى تلك الكواكب والعوالم العلوية فيما يبقى جسده المادي على الأرض مرتبطا بالجسد النجمي بواسطة خيط فضي رفيع.
لكن ليس جميع من مروا بالاسقاط النجمي تدربوا عليه أو كانوا من المتصوفة، أحيانا يحدث الأمر بشكل طارئ وعرضي لأشخاص عاديين ليست لهم علاقة بالتمارين الروحية وليس لهم أية دراية بمفهوم الإسقاط النجمي، هذه الحالات تحدث غالبا أثناء النوم، وقد يظن من يمر بها بأنها مجرد حلم شديد الغرابة"
بالقطع هذا كلام لا وجود له بتدريب أو بغيره والإمكانية الوحيدة هى :
الأحلام التى من الممكن مشاهدة أى شىء فيها ولكن دون معرفة تفسيره الحقيقى
ثم حدثنا عن جنون أخر وهو أن الحالات النفسية لإنسان قد تتشكل في هيئات ذهنية غير المعروفة فقال :
"طاقة الذهنية
بحسب بعض العلماء المهتمين بالخوارق والباراسيكولجي، فأن الأفكار يمكن أن تتجلى أحيانا على شكل طاقة ذهنية تتخذ هيئات مختلفة من دون أن يشعر الإنسان نفسه بذلك، بمعنى آخر فأن جميع قصص الأشباح والجن والشبيه ما هي إلا تجلي لقدراتنا الذهنية الكامنة التي تحفزت عن طريق مشاعر معينة كالرعب أو الغضب، وقد تناولنا هذا الموضوع بالتفصيل في مقال. أمراض نفسية وهلوسة بصرية
أخيرا فأن أغلب العلماء لا يأخذون كل ما ذكرناه وسطرناه أعلاه على محمل الجد ولا يرون فيه سوى خيالات وأوهام ناجمة عن أمراض نفسية أو ربما تكون نتيجة لتعاطي بعض الأدوية والعقاقير والمخدرات التي تؤثر على أداء الدماغ"
الشبيه في القرآن هو :
إنسان أخر غير شبيهه يشبهه جسديا حتى أنه لا يمكن التفرقة بينهما كما حدث في قصة عيسى(ص) حيث ألقوا القبض على شبيهه وفى هذا قال سبحانه :
" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
والمعروف أن الإنسان قد يقابل في حياته شبيهه الجسدى وقد قابلت مرة أحدهم من ثلاثين فتى وهو يشبهنى جسديا تماما وهناك احدى بناتى هناك بنت من عائلة أخرى تشبهها تماما ولم أستطع التفرقة بينهم وكذلك أحد زملائى اعتقد أنها ابنتى ولم تلق عليه التحية وعاتبنة فضحكت وحكيت له نفس الشىء وهناك حالة ثالثة وهى ابنة أخى وهى تعيش في بلدة بعيدة ومع هذا في بلدتنا أخرى شبيهه بها تمامت وهما من نفس العائلة
وهو ما يجعل المثل :

بنى آدم له أربعين شبيها قولا صادقا في العديد من الأحيان
 
المواضيع المتشابهة

مواضيع مماثلة

أعلى