رغم محادثات فيينا.. إيران تختبر صاروخاً مثيراً للجدل

منذ أن استؤنفت قبل شهرين الجولة الثامنة من المفاوضات المباشرة بين إيران والدول التي لا تزال طرفاً في الاتفاق النووي، زادت طهران من مناوراتها الصاروخية المثيرة للجدل.

فقد ظهرت مؤخراً مساعي الحرس الثوري لصنع صاروخ يبلغ مداه 5 آلاف كيلومتراً

إذ أعلن قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، عن تجارب صاروخية جديدة "بمحركات قوية تعمل بالوقود الصلب واستخدام مواد مركبة في جسم الصاروخ بدلاً من المعادن"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "فرهيختغان" التي تصدرها الجامعة الإيرانية الحرة.

ووفق الصحيفة فإن هذا الأمر قد يسمح لطهران بتجاوز أقصى مدى للصواريخ الإيرانية في الوقت الحاضر، وهو 2000 كيلومتر.

صواريخ بالوقود الصلب وأجسام غير معدنية​


كما أعلن حاجي زاده الخميس الفائت أنه "تم لأول الأسبوع الماضي، اختبار محرك لصاروخ حامل لقمر صناعي إيراني يعمل بالوقود الصلب بنجاح".

وعادة ما تستخدم الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية الوقود السائل. غير أن محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب الخالص، ترتبط بشكل أساسي بأنظمة الصواريخ الباليستية، وهذا ما يثير القلق بشأن سلمية تجارب إيران في مجال الصواريخ الفضائية.

كذلك كشف قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري أن "جسم الصاروخ الجديد يصنع من مادة غير معدنية هي كومبوزيت (مواد مركبة)".

ومن شأن هذه المسألة أن تزيد القلق حول أهداف البرنامج الصاروخي الإيراني، حيث إن عدم استخدام المواد المعدنية يعني خفة وزن الصاروخ، واستخدام الوقود الصلب يعني إعطاء قوة دفع أكبر له. إذاً هذا الأمر في مجمله مؤشر على محاولات إيرانية لزيادة مدى صواريخها.

2000 كيلومتر​


يذكر أن القائد السابق للحرس الثوري، محمد علي جعفري، كان أعلن في نوفمبر 2017، إن مدى الصواريخ الإيرانية تم تحديدها بـ"2000 كيلومتر" وفقاً لسياسات المرشد علي خامنئي.

كما أضاف آنذاك أن "الأميركيين يتواجدون بما يكفي ضمن دائرة 2000 كيلومتر حول بلادنا، بحيث سيتم الرد عليهم في حال تعرضنا لهجوم".

لكن بعد مرور عام على تصريحات جعفري، هدد حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الحالي والذي كان يشغل نائب قائد الحرس الثوري آنذاك، بأنه "إذا زادت الضغوط على إيران، فستضيف المزيد من المدى إلى صواريخها".

كذلك هدد حاجي زاده، الدول الغربية في ديسمبر 2020، قائلاً: "لم يجبرنا أحد على تحديد مدى 2000 كيلومتر لصواريخنا".

رفض التفاوض على الصواريخ​


يشار إلى أن إيران ترفض التفاوض على برنامجها الصاروخي المثير للجدل، وتصفه بـ"الخط الأحمر"، في الوقت الذي تعرب فيه بلدان إقليمية وغير إقليمية، عن قلقها بشأن تطوير طهران لبرنامجها الصاروخي وتدعو لاتفاق شامل مع إيران في مختلف القضايا، بما في ذلك الحد من برنامج الصواريخ الإيراني.

وبالرغم من تكرار تصريحات المسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن البرنامج الصاورخي الإيراني وربطه بـ"المخاوف الكبيرة بشأن انتشار الأسلحة النووية"، علق مسؤولون أميركيون على إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل مع طهران ليشمل البرنامج الصاروخي وسلوك إيران الإقليمي بالإضافة إلى برنامجها النووي.

إلا أنه في الأشهر الأخيرة، ركزت الإدارة الأميركية بشكل كبير على القضايا النووية فقط في الاتفاق.
 
أعلى