عقب كشف تحالفاتهم.. "الإخوان" تتبرأ من منصور عباس وجماعته

بعد أن تكشفت اللعبة وتبين للجميع تحالفاتهم مع إسرائيل، أعلنت جماعة الإخوان تبرؤها رسميا من الإخواني من الأقلية العربية في إسرائيل منصور عباس، الذي ظهر إلى جوار نفتالي بينيت، الزعيم الإسرائيلي اليميني المتطرف، وحلفائه، وذلك بعد لحظات من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء ومنحه أغلبية حاكمة في البرلمان.

وقالت الجماعة في بيان رسمي اليوم الاثنين، إن منصور لا ينتمي لها فكريًا أو تنظيميا، وكذلك حركته المسماة بالحركة الإسلامية وأنها بعيدة عن الإخوان. ونفى البيان صلة الجماعة بالحركة الإسلامية التي أسسها عبد الله نمر درويش قبل 50 عاما على أسس وأفكار الجماعة الإخوانية.

ووفق المعلومات الرسمية عن الحركة التي تنتمي فعليا لتنظيم الإخوان في إسرائيل فإنها تأسست على يد عبد الله نمر درويش الذي ولد في العام 1948 في كفر قاسم، وعقب تخرجه في العام 1971 من المدرسة الإسلامية في نابلس، وعمل نمر على تأسيس الحركة داخل الأراضي الفلسطينية بفكر حركة الإخوان المسلمين.

أول نواة للحركة الإخوانية في كفر قاسم​


وفي العام 1972، أقام درويش أول نواة للحركة الإخوانية في كفر قاسم، ثم توسعت ووصلت إلى كفر برا، جلجولية، الطيرة والطيبة وأم الفحم وباقة الغربية وجت، والنقب، والناصرة وبلدات الجليل.

واعتُقل في العام 1981، وحُكم عليه بالسجن 4 أعوام، أمضى منها 3 أعوام، وأفرج عنه في العام 1984، وعقب خروجه من السجن تغير كثيرا وبدأ يخفف من حدة انتقاداته لإسرائيل وتوسع في إنشاء شبكات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والطبية.

خلاف.. وانشقاق​


ووفق المعلومات المعروفة والمؤكدة التي نشرتها "العربية.نت "قبل أيام أنه في العام 1996 وبسبب الخلاف حول المشاركة في انتخابات البرلمان الإسرائيلي انشقت الحركة الإسلامية التي كانت المسمى الرسمي لجماعة الإخوان في إسرائيل، وانقسمت لفرعين: الفرع الجنوبي وهو فرع صغير يتزعمه عبد الله نمر درويش ومعه إبراهيم صرصور وحامد أبو دعبس وشارك في الانتخابات، وأصبح له أعضاء في البرلمان الإسرائيلي، منهم عبد المالك الدهامشة وعباس منصور، وتبنى هذا الجناح ما عرف باسم "المقاومة المدنية"، وتجنب التصادم مع إسرائيل، والمشاركة في الانتخابات ودخول الكنيست كوسيلة لانتزاع حقوق الأقلية العربية.

أما الجناح الآخر من الإخوان الرافض للمشاركة في الانتخابات فأطلق عليه الفرع الشمالي، ويترأسه رائد صلاح ومعه كمال الخطيب، وتعرضوا إزاء ذلك للاعتقال كثيرا حتى قررت السلطات الإسرائيلية حظر هذا الفرع في العام 2015.

فوق الطاولة وتحتها​


في الجانب المقابل خاض الفرع الإخواني الجنوبي الذي تزعمه عبد الله نمر درويش، انتخابات الكنيست ضمن تحالفات مع قوائم عربية، ودخل الكنيست أعضاء منها، حيث انتخب عبد المالك دهامشة وهو محامٍ ليكون رئيس القائمة العربية الموحدة وممثلا عن الحركة الإسلامية في الكنيست.

ومنذ العام 1996 جرت تحالفات وتفاهمات كثيرة فوق الطاولة وتحتها بين الفرع الجنوبي لجماعة الإخوان والسلطات الإسرائيلية، وعقدت لقاءات كثيرة بين قيادات الحركة وسياسيين إسرائيليين، للتفاهم حول ترتيبات خاصة بمصالح الحركة وأعضائها تحت زعم خدمة الأقلية العربية في إسرائيل، في حين كانت التفاهمات تختص بالحصول على موافقات وتراخيص لإقامة شبكات من المدارس والمؤسسات التي تحقق مصالح ربحية للفرع الإخواني.

مصالح لحزبه وجماعته​


وكان جمال عبادي مدير وحدة دراسات التطرف والإرهاب في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي قد أكد في تصريحات سابقة لـ"العربية.نت"، أن ما فعله الإخواني منصور عباس ليس غريبا عنه وعن شخصيته، فهو معروف بإثارته للإشكاليات، وهو أحد تلاميذ عبد الله نمر درويش، ويعتبر امتدادا لمدرسته، التي تعتمد على سياسة التقية لتحقيق مصالح براغماتية ونفعية لحزبه وجماعته رغم أن تلك السياسة تثير الانقسامات داخل المجتمع العربي في إسرائيل، مشيرا إلى أن تصريحات الرجل غير متوازنة وتعبر عن تناقضات جماعة الإخوان وسياستها التي تهدف في النهاية لمصلحة الجماعة والحزب التابع لها بعيدا عن أي مصالح وطنية أو عربية
 
أعلى