هل انتم بحياتكم سعداء؟

الحل
يبدو لي من سؤالك عزيزي بأنك لست سعيداً في حياتك، وتود من المجيبين أن يوافقوك الرأي لتشعر ببعض الونس والطمأنينة بأنك لست وحدك... سأريحك وأقول لك أن معظم البشر لا يشعرون بالسعادة، ليس لأن حياتنا صعبة، بل لأن من طبعنا أن نطلب المزيد من كل شيء؛ فإن حصلنا على الجمال ترانا نطلب المزيد وغير راضين بما لدينا وقد نلجأ لعمليات التجميل أو وضع الكثير من مستحضرات الجمال، وإن كان لدينا المال نطمع أكثر ونسعى لكسب المزيد، وإن اعتقد شخص بأنه سيكون أسعد إنسان في العالم لو قبلت فتاة أحلامه الارتباط به فستراه عندما يتزوجها يبدأ بطلب أمور أخرى كالأطفال أو المنصب الوظيفي أو أحياناً قد ينظر لامرأة أخرى... هكذا نحن البشر نفني عمرنا في البحث عن السعادة وأسبابها، ولا نستشعر بالنعم التي نكون فيها إلا بعد زوالها، وما يحدث معنا اليوم بسبب تداعيات جائحة كورونا هو...

أسيل

كاتب جيد جدا
يبدو لي من سؤالك عزيزي بأنك لست سعيداً في حياتك، وتود من المجيبين أن يوافقوك الرأي لتشعر ببعض الونس والطمأنينة بأنك لست وحدك... سأريحك وأقول لك أن معظم البشر لا يشعرون بالسعادة، ليس لأن حياتنا صعبة، بل لأن من طبعنا أن نطلب المزيد من كل شيء؛ فإن حصلنا على الجمال ترانا نطلب المزيد وغير راضين بما لدينا وقد نلجأ لعمليات التجميل أو وضع الكثير من مستحضرات الجمال، وإن كان لدينا المال نطمع أكثر ونسعى لكسب المزيد، وإن اعتقد شخص بأنه سيكون أسعد إنسان في العالم لو قبلت فتاة أحلامه الارتباط به فستراه عندما يتزوجها يبدأ بطلب أمور أخرى كالأطفال أو المنصب الوظيفي أو أحياناً قد ينظر لامرأة أخرى... هكذا نحن البشر نفني عمرنا في البحث عن السعادة وأسبابها، ولا نستشعر بالنعم التي نكون فيها إلا بعد زوالها، وما يحدث معنا اليوم بسبب تداعيات جائحة كورونا هو دليل على كلامي هذا، فكم كنا في نعمة عندما كنا نذهب أينما نريد دون خوف وقلق، وعندما كنا نحتضن أحبابنا بدفء، ونتعلم في مدارسنا، ونستنشق الهواء الطلق دون أن نخنق أنفسنا بالكمامات.

لكن الحكماء قالوا لنا أن نتوقف عن رحلة البحث هذه وأن نعرف أن السعادة تكمن في الرضى، والرضى فقط... والدليل على كلامي هذا أنك لو نظرت إلى وجوه بعض الناس البسطاء أو الذين يعانون من ظروف صعبة سواء ظروف مادية أو يعيشون في بلد فيها حروب أو أنهم فقدوا عزيز، تجدها مرتاحة وبشوشة ومبتسمة دائماً ليشعرك الواحد منهم بأنه أسعد شخص في العالم.

أعرف رجلاً مسناً يبيع الصحف على إشارات "البشيتي" في خلدا ينطبق عليه ما قلت تماماً، فرغم ظروفه الصعبة ووقفته على الإشارة صيف شتاء إلا أنه يقف معتدل القامة بشوش الوجه، أحب أن أمر من هناك لأصبح عليه وأتحدث معه قليلاً منذ حوالي 5 سنوات، فقد تعرفت عليه وأصبح يعرفني ويعرف أين أعمل ويدعو لي بالتوفيق دائماً ولابن أختي بالشفاء.
مرة رأيته وأنا شديدة الحزن فطلب رقم هاتفي وكلمني ودعاني لأن أصبر على ظروفي وشحنني بالطمأنينة والإيجابية.
أدعوك أن توقفه وتتحدث معه وتشتري منه الجريدة كلما مررت من هناك لتمتلئ بالطاقة الإيجابية ولتعرف ماذا أعني تماماً.

إن أردت إجابتي على سؤالك هذا فلن أكذب عليك، فأنا لا أشعر بالسعادة فعلياً، ولكنني لا أشعر بالتعاسة على الأقل، ولن أسمح لنفسي أو لظروفي أن توصلني لهذا الحد، وأحاول دائماً أن أرضى وأتأقلم مع ظروفي هذه وأن أخلق أمور تفرحني أو تريحني على الأقل وتشتت انتباهي عن هذه الظروف.



كيف أفعل ذلك...

- تعلمت مؤخراً طريقة التنفس الصحيح وأصبحت أمارسها بانتظام، وكلما أحسست بالضيق... استنشق الهواء من أنفك ببطء لمدة 5 ثوانٍ واحبسه لثانيتين ثم أخرجه من فمك لـ 7 ثوانٍ وكأنك تطفئ شمعة.

- حافظ على صحتك الجسدية لتستطيع الصمود وإيجاد الحلول لمشاكلك وحتى لا تشعر بآلام جسدية تزيد الطين بلة؛ فاتبع نمط حياة صحي بممارسة التمرينات الرياضية والهوايات وتناول الأطعمة الصحية وحافظ على النوم الصحي والاستيقاظ المبكر والتعرض لأشعة الشمس...

- حافظ على صحتك النفسية بممارسة هواياتك والضحك وإحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين وممارسة أعمالك وواجباتك في العمل أو على صعيد الأسرة على أكمل وجه.

- اشكر الله دائماً على نعمه الصغيرة والكبيرة، وقد يفيدك أن تكتب قائمة بالنعم التي تشعر بها.

- قدر ما عندك من نقاط قوة عن طريق كتابتها وتذكرها وتطويرها، وكذلك نقاط ضعفك لتعمل على التخلص منها.

- اقضِ على وقت الفراغ الذي يجعلك تجتر اللحظات السيئة في حياتك وتبالغ في ردود أفعالك نحوها.

- تذكر أن السعادة قرار، وهذا القرار بيدك وحدك، فلو كانت الظروف هي التي تصنع السعادة أو التعاسة لوجدت جميع الناس الذين يمرون بنفس الظرف الصعب تعيسين، ولوجدت جميع الناس الذين تكون ظروفهم جيدة سعيدين.

- تذكر دائماً قاعدة 10/90 التي مفادها أن 10% فقط من الأمور التي تحصل معنا في الحياة هي أمور لا إرادية تحدث رغماً عنا، ولكن ردود أفعالنا عليها تشكل ما نسبته حوالي 90%... فاضمن الـ 90% بالسيطرة على نفسك وعلى ردود أفعالك تجاه الأمور، ولا تكبّرها.
 
أعلى