يد إيران الثانية في سوريا تتمدد.. لعب على وتر الطوائف

في الآونة الأخيرة، لم يعد يخفى على أحد الدور الروسي القوي داخل سوريا، والذي بات جلياً بمعظم مفاصل الحياة، آخرها كان الاستيلاء على حقول النفط ومنح شركات موالية للاستثمار.

وأمام هذا التمدد، كان لا بد لحليف الأسد الآخر أن يتحرّك ويحصل على نصيبه من "التركة"، فقررت إيران تعزيز وجودها على الأرض، وبالتالي عملت على زيادة عمليات التجنيد.

فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الميليشيات الموالية لإيران تابعت تغلغلها في عموم المناطق السورية، متسلحة بـ "المال واللعب على الوتر الطائفي".

الثانية بعد حزب الله​


وأضافت المعلومات بأن حملة كبيرة تقوم بها ميليشيا "لواء فاطميون" هذه الأيام، لتجنيد السوريين وضمهم إليها في الريف الشرقي لحلب، وذلك بعدما أضحت القوة الضاربة الثانية لإيران في سوريا بعد حزب الله اللبناني.

كما لفتت إلى أن الميليشيا دخلت بقوة على الخط وقامت بإنشاء مكاتب وتقديم عروض مادية سخية للشباب السوريين الذين لم يعد أمامهم حلول للعيش إلا الانضمام وسط وضع مادي واقتصادي صعب للغاية.

واستطاعت الميليشيا منذ بداية شهر شباط/فبراير تجنيد مئات الشبان من أهالي مسكنة والسفيرة ودير حافر ومناطق أخرى شرقي حلب.

لعب على الوتر الطائفي​


إلى ذلك، ذكر المرصد أيضاً بأن وفداً شيعياً قد زار المنطقة أواخر شباط/فبراير الماضي، تلبية لدعوة أحد زعماء العشائر في المنطقة، والتقى الوفد مع عدد من شيوخ العشائر في مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي.

كما شهد أوائل الشهر الماضي، تشجيع شيوخ العشائر للأهالي في مدينة مسكنة وقراها على اعتناق المذهب الشيعي، بإيعاز من قيادي في "لواء القدس" الإيراني، وكان وفد من المذهب الشيعي قد زار شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة ذاتها، ووعدوا المنتسبين بالرواتب والحماية، وسط معلومات عن 100 ألف ليرة سورية للشخص الواحد.

الجدير ذكره أن عمليات التجنيد لصالح الإيرانيين ليست جديدة أبداً، إذ بدأت قبل 4 سنوات تقريباً، عبر أذرع إيران من جنسيات سورية وعلى رأسهم ميليشيا "لواء باقر"، التي استغلت الأوضاع المعيشية الكارثية للمواطنين والوضع المادي الصعب.

يشار إلى أن التنافس الروسي الإيراني بات واضحاً في سوريا، وظهر في مواقف عديدة منها الاستثمارات بحقول الطاقة أو نشر القوات في مناطق مختلفة، وسط عجز كامل لقوات النظام عن ضبط الموقف على الأرض.
 

مواضيع مماثلة

أعلى