حارم في محافظة ادلب

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
حارم

حارم مدينة ومنطقة في محافظة إدلب الخضراء في سورية تقع في حوض العاصي الأدنى عند سفوح النهاية الشمالية الغربية لجبل الأعلى، إلى الشمال الغربي من مدينة إدلب، وترتفع عن سطح البحر 138م، وهي تطل على لواء اسكندرونة غرباً، وتبعد عن حلب 67كم. وتعد حارم عقدة مواصلات مهمة، كونها تتصل مع ما يجاورها من المدن (حلب، إدلب، جسر الشغور، أنطاكية) بطرق معبدة، وتتصل مع خارج القطر عبر نقطة الحدود في باب الهوى. وتشتهر بأشجارها وحدائقها الكثيرة ومياهها الغزيرة وأوديتها المتجهة نحو سهل العمق، فمعدل أمطارها السنوية قرابة 500مم، ولكثرة فواكهها وينابيعها أطلق عليها مؤرخو العصر الوسيط اسم «دمشق الصغرى».


حارم1905


جغرافيا
إن الموقع الجغرافي والفلكي لحارم عند تقاطع خط الطول 36 درجة و30 دقيقة مع خط العرض 36 درجة و13 دقيقة، جعلها تتمتع بمناخ لطيف، فهي غير باردة شتاءً وصيفها حار قليلاً، وأجمل فصولها الربيع. وحارم مركز المنطقة المسماة باسمها، والتي تبلغ مساحتها 820كم2 (14% من إجمالي مساحة محافظة إدلب). تقع منطقة حارم طبيعياً بين جبل سمعان في الشمال الشرقي، وسهل الروج وإدلب من الجنوب، ووادي العاصي وسهل العمق من الغرب والشمال، ويجاورها لواء اسكندرونة من الشمال والغرب، ومنطقة جسر الشغور من الجنوب الغربي، ومنطقة إدلب من الجنوب والجنوب الشرقي، ومحافظة حلب من الشرق.

تاريخ
يعود تاريخ المدينة إلى عصور قديمة مكملة للمنطقة المجيطة بها والكثير من المواقع الاثرية وفي التاريخ تعرضت هذه للعديد من الغزوات والحروب، فقد وقف تيمورلنك على أسوار قلعتها مدة تسعة أيام حتى سقطت بيده، فققر معاقبة أهلها بأن أمر جنده بقتل كل السكان رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، كما أمر بقتل الدواب كافة واقتلاع الأشجار ، ثم قام برش الأرض بالملح ثم قام جنده بحرثها كيلا ينبت فيها الزرع من بعد. لكن خاب املة واصبحت حارم من اخصب البقاع ويزرع فوق ارضها الخصبة شتى انواع الفواكه والخضروات التي لامثيل لها من حيث الجودة .


حارم 1972م
إعمارها قديم، يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ومن أهم معالم حارم الأثرية قلعتها الحصينة التي بناها البيزنطيون عام 959م على ذروة تل مساحته 4.5 هكتار وارتفاعه 45م، احتلها الصليبيون عام 1098م، فأصبحت من ممتلكات إمارة أنطاكية الصليبية، وحرّرها السلاجقة عام 1164م، وجدَّد بناءها وعدَّل شكلها الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي عام 1199م، فقد كانت القلعة قديماً مثلثة الشكل، فجعلها من جهة القبلة على شكل نصف دائرة عدا شماليها فإنه على خط مستقيم، وبنى أبراجها مربَّعة، وأحاطها بخندق اصطناعي، قسم منه محفور بالصخر، ورصفت منحدراته بالبلاط، على غرار قلعة حلب، عدا المنحدر الشمالي العمودي، وهكذا صارت من القلاع العربية الإسلامية المهمة. وفي سنة 1260م استولى هولاكو على حارم فقتل أهلها وخرَّبها.


حارم1969
ظلت حارم أطلالاً إلى سنة 1234هـ، حيث بدأ عمرانها والتف حولها السكان، وعادت إلى نشاطها من جديد قرب القلعة، وصارت مركز القضاء، وبحسب تقديرات عام 2002، بلغ عدد سكانها 10194 نسمة، بعد أن كان 1000 نسمة فقط عام 1882، أما منطقة حارم فبلغ عدد سكانها 161368 نسمة (7.13% من مجموع سكان محافظة إدلب)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن حارم كانت في عام 1903 مركز قضاء يسكنه 28981 نسمة، وكان يضم آنذاك الريحانية، باريشا، قصبة سلقين، قصبة كفر تخاريم.

حارم مدينة أثرية معروفة بمواقعها الأثرية الفريدة مثل (قلعة حارم) والكثير من الاثار المنتشرة في المدينة ومحيطها وقد سكنها الانسان منذ اقدم العصور ، تقع على الشريط الحدودي مع تركيا سكان حارم قبل الثامن من آذار 1963 كانوا من آل كيالي وآل برمدا وآل الكيخيا وآل هنانو أما الآن فكثرت الهجرات من المناطق المجاورة وزاد عدد سكان المدينة ، وتتطورت بشكل كبير وفيها كافة المرافق الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية وبعض الصناعات الغذائية والاسواق التجارية المتنوعة.

الزراعة
تشتهر بينابيعها المعدنية وبساتينها الخضراء ، تشتهر بالزراعة بكافة انواعها واهمها زراعة المشمش وخاصة النوع المسمى (شكر برا) وهذا النوع من أطيب أنواع المشمش على الأطلاق ، كما تشتهر بقطنها وبخضرواتها المتنوعة وأخص الفليفلة الحارمية الحارة (قرن الغزال) كما تشتهر بالزيتون والتين الشهير كذلك في حارم والعديد من الفواكه المميزة.

وتعد حارم من المراكز الزراعية الجيدة والخصبة، وتتميز أراضيها بقلة الأحجار فيها، وتتخللها أقنية الري الترابية، وتكثر فيها الينابيع وخاصة في شرقيها، وتبلغ مساحة أراضيها الزراعية 180 ألف دونم (76% منها مشجر)، ومن أشجارها المثمرة اليوم المشمش والجوز والجانرك والكاكي (تعرف محلياً باسم مشمش اليابان) والخوخ والدراق والعنب والرمان والحمضيات والتفاح، وأراضيها البعلية مزروعة بالزيتون وخاصة على سفوح جبل الأعلى، ومن محاصيلها الحقلية القطن والتبغ وعباد الشمس والخضراوات الشتوية والصيفية. وفي منطقة حارم أحراج من أشجار السنديان والبلوط والدلب، تقدَّر مساحتها بنحو 400 هكتار، كما يعمل بعض السكان في تربية الحيوانات، حيث يربون الأغنام والماعز والدجاج والبط وخلايا النحل. ويعمل بعض شبابها في معامل ومؤسسات الدولة، وتنشط فيها صناعة تجفيف التبغ وعصر الزيتون، يضاف إلى ذلك تمتع مدينة حارم وظهيرها بمقومات سياحية كثيرة، مما يجعل منها منطقة سياحية مهمة فيما لو استغلَّت هذه المقومات.

التقسيم الاداري
وتضم حارم عدة مدن ونواحي وبلدات منها:

سلقين
أرمناز
كفر تخاريم
كفرمو،
معراة الشلف
قرقانية
قلب لوزة
بنابل
ميرسحق
كفر كيلا
مشندلايا
معصرته
بسينيا
كفرحوم
عريبة
رأس الحصن


الســـكان
كانت حارم قبل الإسلام موقع لدير استوطن السكان حوله . ثم تحولت في القرن العاشر إلى قليعة (مركز حماية ومراقبة) يحتمي بها بعض الفرسان لكن لم يستقر سكانها نتيجة الحروب والهجمات المتكررة عليها . وفي عام 658هـ/ 1260م احتلها هولاكو فقتل من أهلها الكثير وهاجر من بقي منهم الى الجبال المجاورة لكن الحياة عادت إليها من جديد قرب القلعة لكن بعض الباحثين ومنهم كامل الغزي قال : ( أنها أصبحت خرابا بعد هولاكو وفي سنة 1243هـ / 1827م لجأ إليها أخوة ثلاثة وهم أجداد آل برمدا فأقاموا فيها تحت المضارب ثم في سنة 1247هـ/ 1831م بدأت هذه الأسرة ببناء المساكن لها في حارم ومنذ ذلك التاريخ أخذت بالعمار ) راجع الغزي 1/491 لكن الوثائق العائدة إلى العهد المملوكي تقول (كان فيها وال يقال له والي حارم وتيزين )انظر القلشندي 4/230.وفي العهد العثماني ذكرتها وثيقة نعود لعام 969هـ/1561م باسم ( قضاء حارم ) هذا ما ورد في سجلات المحكمة الشرعية بحلب المجموعة الأولى ص16. وهذا يدل أن حارم عامرة قبل هذا التاريخ.ـ أصل سكان حارم من العرب والأكراد والأرمن وخاصة في العصر الوسيط ـ راجع الرحالة 2/176هامش108. وهناك موقع جنوب شرق القلعة يقال له مقبرة الأرمن وقل عدد سكانها بعد سلخ لواء اسكندرون عنها ويؤيد ذلك وجود بعض أسماء لعائلات كبرمدا واكهاري ومانجي. ==

العادات والتقاليد
امتاز أهل حارم كغيرهم من أهالي محافظة إدلب بحرصهم الشديد على إتباع العادات والتقاليد العربية التابعة بالأصل عن التعاليم الإسلامية فُعرف عنهم إكرام الضيف ومساعدة المحتاج والتعاون فيما بينهم على درء المخاطر وعون الصديق ونصح الشقيق وحرصهم على المناقشة وتعليم الأبناء ولو أنه قد تراجع هذا الحرص على التعليم في تسعينيات القرن الماضي نتيجة شغف السفر للعمل والكسب السريع في بلدان أخرى. لقد انتشرت المدارس في مختلف أرجاء المدينة بمختلف أنواعها وحتى وجود معهد للتعليم ما بعد الثانوي. لم يختلف أهل حارم عن غيرهم في البلدان المجاورة في تركيبتهم السكانية مجتمعين في ثرائهم وضرائهم ككتلة واحـــدة فقلما تخلف غني أو فقير أو صغير عن مشاركة وجدانية بفرح أو حزن وأن حدث ذلك استغربه واستهجنه الجميع. أما الأهزوجة الشعبية فلها وقع خاص على مسامع أهل حارم فهي الجمع بين بساطة الكلمة ودقة المعنى والتعبير هي أكثر ما يميز الأهزوجة الشعبية التي كانت ولا تزال جزءاً من عادات وتقاليد الناس في مختلف مناطق سورية ومنها محافظة إدلب مع وجود خصوصية لكل منطقة حتى ضمن المحافظة الواحدة نتيجة تعدد اللهجات وتنوع العادات الاجتماعية والتقاليد. والأهزوجة بكلماتها القصيرة أقرب إلى الشعر المحكي والمغنى ومعظمها جاء ارتجالياً وهي تقال في المناسبات الاجتماعية والأفراح والأعراس وتعرف باسم الهنهونة. والأهزوجة الشعبية هي جزء من التراث اللامادي للمجتمعات العربية وهذا التراث يمتد إلى عمق التاريخ وجذره عراقة وقدماً والتراث الشفاهي جزء من هذا التراث الذي تناقله الناس شفهياً من جيل إلى آخر حيث لم توثق بشكل واسع. و"الهنهونة" اسم عرفت به الأهزوجة الشعبية وأصل هذه الكلمة من اللغة الآرامية وهي مشتقة من كلمة "هونايا" والتي صغرت لتصبح "هونا يونا" ومعناها تهنئة صغيرة وغالباً ما يسبقها لفظ "إيها" وفي الآرامية "آها" وتعني نعم وأحياناً تستخدم قبلها "إيوها" أو "إيو" وتعني حبذا، أما تسمية الأهزوجة في اللغة العربية فهي مشتقة من كلمة "الهزج" ومعناها الفرح أو صوت مطرب وجمعه "أهزاج"». و تعد "الأهزوجة" والأغاني والأمثال الشعبية جزءاً من أدبنا الشعبي الذي تلون بلهجات مختلفة أثرت عليه عوادي الدهر وسهولة المأخذ ولكنه بقي منتسباً إلى اللغة العربية فمثلاً في الخطبة تقول النسوة من أهل العريس: "أيوها يا أبو العروس ضفنا منزلك ضفنا، وعملت معنا معروف، وملاعقك دهب وصحونك فضة، وعمرك طويل لا ينقص ولا يفنى". وعند نقل جهاز العروس تقول النسوة من أهل العروس: "ميلي يا عروس عل الجنبين ويا أصيلة الجدين، لا جهازك عييره ولا نقدك بالدين" كما تقول النسوة من أهل العريس بهذه المناسبة أيضاً "أربع بقج مبقجي والخامسة بالصندوق، والله يخليك يا أبو العروس اللي ما حجتنا لمخلوق". وعلى سفرة والد العريس تقول النسوة: "بيتنا جديد، وشبابيكو حديد، وكلو يا جماعة ريتو فستق العبيد". ويقال للعريس: "عريسنا يا أبيضاني، ويا شمس منورة في البستاني، ولما خفنا عليك من الحسادي، نشرنا قدماك آيات الرحماني". ويقال للعروس: "عروستنا يا كنه، ويا عصفورة بالجنة، والله يخللينا عروستنا ويخلي كل كنه". وختم بالقول: «إنها بعض الأمثلة عن الأهازيج الشعبية التي كانت ولا زالت تشكل جزءاً من حياة الناس وتراث المجتمع.

الاثار
قلعة حارم
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: قلعة حارم

قلعة حارم
قلعة حارم مبنية فوق تل منفرد منتصب وسط السهل كحارس جبار يحمي حارم بعين عنايته, وهذا التل منفصل عن أخر عضد في الجبل الأعلى المجاور له وهو طبيعي لكن منحدراته مرصوفة بالبلاط ما عدا المنحدر الشمالي العمودي. وكان حول التل خندق قسم منه محفور في الأرض وقسم منقور بالصخر بعرض 7 ـ 8 متر وعمق 20 ـ 25 متر ولا يزال بعض البلاط والخندق ظاهراً , وفي ذروة التل المذكور بنيت القلعة على شكل نصف دائرة باستثناء شمالها فانه على خط مستقيم. وسور القلعة خراب وزاد خرابه لما تحصن في هذه القلعة الجند الفرنسيين ضد الثوار في فترة ثورة هنانو وما بعدها (1921 – 1922 م). وفي السور أطلال أبراج بارزة مربعة الشكل ممتدة على طول نصف دائرة التي تقدم ذكرها. أما القسم الشمالي المستقيم فكان مصونا بالمنحدر العمودي.يصل القاصد إليها من منحدرها الغربي الذي تم إصلاحه أخيرا حيث يمكن للسيارات أن تصل إلى سطح القلعة ويمكن الدخول إليها من باب ضيق ذو عتبة مستقيمة بين برجين عريضين. وفي أطلال القلعة البرج الكبير المستطيل الشكل المقام في الزاوية الشمالية الشرقية في أضعف نقطة دفاع عن السور. وفي هذا البرج ترى أجمل الأنقاض والأطلال والجدران. وفي أسفل الجدران حشي كثير من أعمدة الروابط.

ومن غريب ما يوجد في هذه القلعة أنه ينزل في جوف تلها سرداب عمودي له /150/ درجة يصل إلى مستوى أرض البلدة حيث تنبع عين جارية تفيض على الخندق المحيط بالقلعة من الجهة الشمالية ثم تتفرع الى الأرباض المجاورة. وقد تم مؤخراً رفع الأنقاض عن بئر في وسط القلعة له درج يصل إلى قاعه وليس له علاقة بالنبع ليكون مصدر ماء للمحاصرين داخل القلعة جرت تنقيبات أثرية في القلعة من عدة بعثات أثرية وطنية وأجنبية وكشفت بعض الأسواق والحمامات بداخل القلعة اضافة الى المخازن والقصور كقصر الامارة وذكر العالم الأثري ماكس فان برشم في كتابه ( رحلة إلى الشام ) بأن قلعة حارم عربية البناء من طراز الهندسة العسكرية في العهد الأيوبي. ويدل على ذلك انتظام شكل باحتها ورصف منحدراتها بالبلاط على النحو الذي يشاهد في قلاع حمص وحماه وشيزر وحلب وقلعة المضيق. وأن تخطيط سورها على شكل نصف دائرة جعلها تشبه قلعة بصرى حوران التي بنيت في عهد الأيوبيين. وشكلها العام يشبه قلعة المضيق. واستنتج العالم المذكور بأنه ليس في قلعة حارم أي اثر لهندسة الصليبيين العسكرية لأنهم لم يمكثوا فيها أكثر من نصف قرن.

ويمتد نظر الواقف في هذه القلعة إلى الأطراف فيرى في الشمال بلدة حارم ومبانيها البيضاء والطرق المعبدة الذاهبة إلى حلب وفي الشرق منحدرات جبل الأعلى العمودية وفي الجنوب التلال المشرفة على وادي العاصي القادم من سهل الغاب ووادي دركوش وفي الغرب سهل العمق الفسيح وقراه ومدنه المنتشرة حتى قمم جبال الأمانوس التي تناطح السحاب، وقمم جبل الأقرع. أما إنطاكية فقد اختفت وراء جبل القصير.
 

مواضيع مماثلة

أعلى