أبو مسعود البدري

مالك محمد

كاتب محترف
أبو مسعود البدري






  1. أبو مسعود البدري
    هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود البدري وهو مشهور بكنيته.
    لم يشهد بدرًا وإنما سكن بدرًا. وشهد العقبة الثانية وكان أحدث من شهدها سنًّا قاله ابن إسحاق. وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد وقال البخاري وغيره: إنه شهد بدرًا ولا يصح.
    ويحدث عمر بن عبد العزيز في أمارته: أن المغيرة بن شعبة أخر العصر وهو أمير الكوفة فدخل أبو مسعود عقبة ابن عمرو الأنصاري جد زيد بن حسن شهد بدرًا فقال: لقد علمت نزل جبريل فصلى, فصلى رسول الله r خمس صلوات ثم قال: "هكذا أمرت".
    وبذلك عده البخاري في البدريين وقال مسلم بن الحجاج في الكنى: شهد بدرًا وقال أبو أحمد الحاكم: يقال أنه شهد بدرًا.
    وسكن الكوفة وكان من أصحاب علي واستخلفه علي على الكوفة لما سار إلى صفين.

    أثر الرسول r في تربية أبي مسعود البدري :

    قال أبو مسعود البدري: كنت أضرب غلامًا لي بالسوط فسمعت صوتًا من خلفي: اعلم أبا مسعود, فلم أفهم الصوت من الغضب, قال: فلما دنا مني إذ هو رسول الله r فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود" قال: فألقيت السوط من يدي، فقال: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام", قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا.

    مواقف أبي مسعود البدري مع الصحابة :

    يقول أبو وائل: دخل أبو موسى الأشعري وأبو مسعود البدري على عمار وهو يستنفر الناس فقالا له: ما رأينا منك أمرًا منذ أسلمت أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر, فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرًا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر, قال: فكساهما عمار حلة حلة وخرج إلى الصلاة يوم الجمعة.
    وعن همام بن الحارث قال: صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه, فجبذه أبو مسعود البدري, فتابعه حذيفة, فلما قضى الصلاة قال أبو مسعود: أليس قد نهي عن هذا؟ فقال له حذيفة: ألم ترني قد تابعتك.
    دخل أبو مسعود الأنصاري على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فاعتنقه فقال: الفراق, فقال: نعم, حبيب جاء على فاقة, ألا أفلح من ندم, أليس بعد ما أعلم من اليقين.
    وحدث أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يومًا فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمت أن جبريل نزل على رسول الله r فصلى, فصلى رسول الله r ثم صلى, فصلى رسول الله r ثم صلى, فصلى رسول الله r ثم صلى, فصلى رسول الله r ثم صلى, فصلى رسول الله r ثم قال: "بهذا أمرت".

    مواقف أبي مسعود البدري مع التابعين :

    مع أهل الكوفة :

    يقول خيثمة بن عبد الرحمن: لما خرج علي استخلف أبا مسعود على الكوفة, وتخبأ رجال لم يخرجوا مع علي فقال أبو مسعود على المنبر: أيها الناس من كان تخبأ فليظهر, فلعمري لئن كان إلى الكثرة إن أصحابنا لكثير, وما نعده قبحًا أن يلتقي هذان الجبلان غدًا من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء. حتى إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين. ولكن نعد قبحًا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن به دماءهم ويصلح به ذات بينهم.

    أثر أبي مسعود البدري في الآخرين :

    يقول سعيد بن جبير: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة, فقال: يا غلام أو يا غليِّم إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام فصل بعدها ركعتين وأطل القراءة.
    وعن عطاء بن السائب حدثني سالم البراد وكان أوثق عندي من نفسي قال: قال لنا أبو مسعود البدري: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله r فلما ركع وضع كفيه على ركبتيه وفرق بين أصابعه وجافى عن إبطيه حتى استقر كل شيء منه ثم كبر ثم سجد وجافى عن إبطيه حتى استقر كل شيء منه ثم كبر فاستوى قاعدًا حتى استقر كل شيء منه فصلى بنا أربع ركعات هكذا ثم قال: "هكذا رأيت رسول الله r يصلي أو هكذا كانت صلاة رسول الله r".
    وقال بشير بن عمرو: قلنا لأبي مسعود: أوصنا. قال: عليكم بالجماعة فإن الله لن يجمع الأمة على ضلالة حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر.

    بعض ما رواه أبو مسعود البدري عن النبي r :

    روى أبو مسعود البدري مرفوعًا: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
    وحدث أبو مسعود البدري أن النبي r قال: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنًّا -أو قال– سلمًا".
    يقول أبو مسعود الأنصاري: كنا مع رسول الله r في بيت فقال: "إن هذا الأمر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا عملاً فينزعه الله منكم فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرارًا من خلقه فالتحوكم كما يلتحي القضيب".
    وروى أبو مسعود الأنصاري عن النبي r أنه أتاه رجل, فقال: يا رسول الله! إنه أبدع بي فاحملني, فقال له: "ائت فلانًا فاستحمله", فأتاه فحمله ثم أتى النبي r فأخبره فقال رسول الله :r "الدال على الخير كفاعله".

    وفاة أبي مسعود البدري :

    قال خليفة: مات قبل سنة أربعين, وقال المدائني: مات سنة أربعين, قلت: والصحيح أنه مات بعدها, فقد ثبت أنه أدرك إمارة المغيرة على الكوفة, وذلك بعد سنة أربعين قطعًا, قيل: مات بالكوفة, وقيل: مات بالمدينة.
 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
يعطيك العافيه على كل ماتقدميه
 

مواضيع مماثلة

أعلى