تعريف المصدر

مالك محمد

كاتب محترف
1593792164300.png



ما هو المصدر في اللغة العربية

يُعرف المصدر في اللغة العربية اصطلاحًا على أنه اسم يدل على حدث مجرد من الزمان؛ إذ يدل على معنى الفعل دون تحديد زمانه، ويعد المصدر أصلًا لجميع المشتقات في اللغة العربية، وتؤخذ المصادر من الأفعال الثلاثية والرباعية والخماسية والسداسية، إما عن طريق السماع أو القياس مثال ذلك قول: صبغتُ الثوبَ صِباغَةً، كلمة صِباغَةً هنا تدل على حدث مجرد من أي زمان.[١]








أنواع المصادر في اللغة العربية

تتكون المصادر في اللغة العربية من سبعة أنواع وهي كالتالي:[٢]



  • المصدر الصريح: وهو المصدر الأصلي الطبيعي للفعل، يتكون من كلمة واحدة، مثال ذلك قول: خرج خروج، أو كتب كتابة، أو انتظر انتظار وهكذا، ولجميع الافعال في اللغة العربية مصدر صريح.
  • المصدر الميمي: وهو المصدر الذي يبدأ بميم زائدة على الفعل، مثال ذلك: الفعل (عرف) مصدره الصريح هو عِرفان، أما مصدره الميمي فهو معرفة.
  • مصدر المرة: وهو المصدر الذي يدل على الفعل الذي وقع مرة واحدة فقط، مثال ذلك: الفعل (ضرب) مصدره الصريح هو ضرِْب ومصدره للمرة له هو ضربة.
  • مصدر الهيئة: وهو المصدر الذي يدل على هيئة الفعل عند وقوعه، مثال ذلك الفعل (جلس)، مصدره الصريح هو جلوس، ومصدر الهيئة له هو جِلسة.
  • المصدر الصناعي: المصدر الصناعي هو مصدر يُصاغ من خلال زيادة ياء مشددة وتاء مربوطة إلى الفعل، بهدف الدلالة على الخصائص الموجودة في الاسم الذي أخذ منه، مثال ذلك الفعل (اشترك) مصدره الصريح هو اشتراك، أما مصدره الصناعي هو اشتراكيَّة.
  • اسم المصدر: هو الفعل الدال على معنى المصدر، وتكون حروفه ناقصة عن حروف المصدرالأصلي للفعل، مثال ذلك الفعل (أعطى) مصدره الأصلي هو إعطاء أما اسم مصدره فهو عطاء، وكذلك أيضًا الفعل (سلَّم) مصدره الأصلي هو تسليم واسم مصدره هو سلام.
  • المصدرالمؤول: هو الفعل المضارع المضاف إليه أنْ المصدرية، مثل ذلك قول: يـسـعدني أن أكـتـب لك رسالة ، أو أنّ المضافة إلى اسمها وخبرها مـثل ذلك قول: يسرني أنّـك سعيد، أو إضافة ما المصدرية إلى الفعل مثل ذلك قول: ليس للرجل إلا ما سعى .[٣]





مصادر الأفعال الثلاثية

مصادرالأفعال الثلاثية كثيرة جدًا، حيث أنها لا تُعرف إلاّ بالسَّماع، بمعنى أنها غير قِياسِية،أي ليس لها قواعد خاصة لضبطها، ويمكن التعرف على هذه المصادر عن طريق رجوعنا المستمر إلى المعاجم، أو من خلال قراءة القصص أو كتب القراءة، إلاَّ أن هناك بعض الضوابط التقريبية لمصادرها أهمها ما يلي:[٤]



  • المصدر فِعالَةٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي المتعدي، الذي يدل على حِرفة أو صناعة، مثل: زَرَعَ - زِرَاعَةٌ.
  • المصدر فِعال: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، إذا كان مفتوح العين، والذي يدل على الامْتِنَاعٍ مثل : جَمَحَ- جِمَاحٌ.
  • المصدر فََعَلانٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، إذا كان مفتوح العين، وإذا دل على حركة أو تقلب أو اضطراب مثل: سَالَ- سَيَلانٌ. فَاضَ- فَيَضَانٌ.
  • المصدر فُُعَالٌ: وهو عبارة عن مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، المفتوح العين أيضًا، الذي يدل على مرض أو داء مثل : سَعَلَ- سُعَالٌ.
  • المصدر فُعْلةٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، المكسور العين، الذي يدل على لون مثل: خَضِرَ- خُضْرَةٌ.
  • المصدر فُعال أو فَعيل: هو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، إذا كان مفتوح العين، والذي يدل على نوع من الأصوات: نَبِحَ- نُبَاحٌ. صَهِلَ- صَهيِلٌ.
  • المصدر فَعيلٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، المفتوح العين، الذي يدل على نوع من السير: رَحَلَ- رَحِيلٌ.
  • المصدر فَعَلٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، إذا كانت العين مكسورة، الدَّال على لون أو معالجة: فَرِحَ- فَرَحٌ.
  • المصدر فُعُولٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، المكسور العين، الدَّال على مُعَالجة مثل : هَبَطَ- هُبُوطٌ. خَرَجَ- خُروجٌ.
  • المصدر فَعْلٌ: وهو مصدر الفعل الماضي الثلاثي المتعدي، الذي لا يدل على صناعة مثل سَمِعَ- سَمْعٌ، فَهِمَ- فَهْمٌ.
  • المصدر فَعَلٌ وفِعَالٌ: هو مصدر الفعل الماضي الثلاثي اللاّزم، بشرط أن يكون مفتوح العين، ومُعْتَلهَا أي أن يكون حرف عِلة، مثل نَامَ- نَوْمٌ، صَامَ- صِيَامٌ.
  • المصدر فُعُولَةٌ وفَعَالَةٌ: يأتي هذا المصدر إذا كان الفعل لازمًا على وزن فَعُلَ، مثل خَشُن َ-خُشُونَةٌ، بَلُغَ- بَلاغَةٌ.




مصادر الأفعال الرباعية

تضم مصادر الأفعال الرباعية أربعة أوزان فقط لا غير، وهي كتالي: [٥]



  • إذا كان الفعل على وزن أفعل، يكون مصدره على وزن إفعال، أي أن يكون الفعل ثلاثيًا مزيدًا بالهمزة، ولهذا المصدر ثلاث حالات:
    • أن يكون الفعل صحيح العين مثل : أنجز – إنجاز.
    • إذا كان الفعل معتل العين، يأتي مصدره على وزن إفعلة، وذلك يكون بحذف الألف الموجودة في وزن إفعال والتعويض عن الألف المحذوفة بتاء في آخر المصدر، مثل: أقال – إقالة، أهان – إهانة وهكذا.
    • أما عندما يكون الفعل معتل اللام، فإن مصدره يكون على وزن إفعال، مع قلب حرف العلة إلى حرف همزة مثل: أعطى – إعطاء .
  • إذا كان الفعل ثلاثيًا على وزن فعَّل، وكان مزيدًا بالتضعيف:
    • إذا جاء صحيح اللام كان مصدره على وزن تفعيل، مثل : هذّب – تهذيب، قدّر – تقدير .
    • أما إذا جاء الفعل معتل اللام كان مصدره على وزن تفعلة، مثل : نمى- تنمية .
    • وفي حال كان الفعل مهموز اللام يكون مصدره على الوزنين معًا، أي تفعيل وتفعلة، مثل : خطّأ – تخطيئًا وتخطئة، عبّأ – تعبيئًا وتعبئة، وقد خرج عن القاعدة الفعل كذّب فجاء مصدره على وزن فِعّال، مثل : كِذّاب.
  • إذا جاء الفعل ثلاثيًا مزيدًا بالألف على وزن فاعل يكون مصدره على وزن فِعَال أو مُفَاعلة، مثل : واصل – وصالًا ومواصلة، أما في حال كانت فاء الفعل ياء فغالبًا ما يكون مصدر الفعل على وزن مفاعلة فقط، وفي حال كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن فِعال، مع قلب حرف العلة همزة، مثل : عادى – عِداء .
  • إذا كان الفعل على وزن فعلل، وكان رباعيًا مجردًا غير مضعف، يأتي مصدره على وزن فعللة، مثل : دحرج – دحرجة، بعثر – بعثرة، زخرف – زخرفة، أما إذا كان الفعل نفسه مضعفًا، بمعنى أن تكون فاؤه ولامه من نفس الجنس، وعينه ولامه الثانية من نفس الجنس أيضًا، يأتي مصدره على وزن فَعْلَلة أو فِعْلاَل، مثل: وسوس – وسوسة أو وسواس، عسعس – عسعسة أو عسعاس .




مصادر الأفعال الخماسية والسداسية

للأفعال الخماسية والسداسية مجموعة من المصادر، وهي: [٦]



  • إذا جاء الفعل الخماسي مبدوءًا بهمزة وصل، فيأتي مصدره بكسر الحرف الثالث مع زيادة ألف قبل الحرف الأخير؛ مثل" انطلق : انطلاق"
  • إذا جاء الفعل الخماسي وكان مبدوءًا بتاء زائدة، يكون مصدره نفس حروف الفعل الماضي له بالإضافة إلى ضم الحرف ما قبل الآخر مثل: "تَعَارَف : تَعَارُف"
  • إذا جاء الفعل الخماسي المبدوء بحرف تاء آخره أحد حروف العلة مثل"تحدَّى – تعالَى"، فيكون مصدره نفس حروف الفعل الماضي منه بالإضافة إلى كسر ما قبل الحرف الآخر، مع قلب حرف العلة إلى ياء، مثل: "- تعدَّى تعدِّي تعدٍّ".
  • إذا جاء الفعل السداسي على وزن اسْتَفْعَل، فيكون مصدره على وزن اسْتِفْعَال، مثل: "استعمل : استعمال".
  • إذا جاء الفعل السداسي على وزن استفعل، وكان معتل العين – الحرف قبل الآخير ألف- مثل استعاد، فيكون مصدره على وزن استفعلة، مثل: "استشار : استشارة".




عمل المصدر وإعرابه في اللغة العربية

يعمل المصدر عمل فعله ليرفع بذلك فاعلًا فقط، ومثال ذلك " سرّني صدقُ خالدٍ" ولا يجوز ذلك إلا إذا كان من الفعل اللازم، أما إذا كان من الفعل المتعدي يرفع فاعلًا وينصب مفعولًا به، ومثال ذلك " إطعامُك المسكينَ كسرةَ خبز صدقة"؛ فالمصدر في المثال الثاني "إطعام"، نصب مفعولين وهما الفقير وكسرة، وقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الشواهد على إعمال المصدر، منها قوله تعالى: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}[٧]، فالمصدر هنا هو كلمة كيد وفاعله فرعون، وقوله تعالى {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ}[٨]، فالمصدر هنا هو كلمة اتخاذ، والضمير "كم" فاعل، كلمة العجل مفعول به. [٩]







شروط عمل المصدر

يشترط في المصدر حتى يعمل عمل فعله الشروط التالية :[١٠]



  • صحة وقوع فعله محله، بشرط أن يكون مسبوقًا بأن المصدرية مع الزمن الماضي أو المستقبل، مثال: عجبت من محادثتك عليًا أمسِ، التقدير: عَجبت من أن حادثته أمس، أو إذا كان مسبوقًا بما المصدرية وكان الزمن يدل على حال، مثل: يسرني عملك الواجب الآن ، التقدير: ما تعمله.
  • أن يكون الفعل نائبًا مُناب الفعل، مثال: احترامًا أخاك، فكلمة أخاك منصوبة باحترام لأنها نابت مكان الفعل احترام، وهو فعل أمر من أحترم الذي أخذ منه المصدر.
  • ألا يكون المصدر مصغرًا.
  • ألا يكون المصدر مضمرًا.
  • يجب على المصدر ألا يكون محدودًا بتاء الوحدة.
  • يجب ألا يكون المصدر موصوفًا قبل العمل.
  • ألا يكون المصدر محذوفًا أو غير مفرد.




نماذج وأمثلة على إعراب المصدر

هناك العديد من الأمثلة التوضيحية لإعراب المصدر، منها: [١١]



  • {إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ}[١٢]
    • إنما: كافة ومكفوفة، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع نائب الفاعل.
    • أن: حرف مصدري ونصب.
    • أن أعبد: مصدر مؤول مبني في محل نصب مفعول به.
  • {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[١٣]
    • ما تعملون: مصدر مؤول مبيني في محل جر بحرف الجر عن.




اسم المصدر

اسم المصدر هو الاسم الذي يساوي المصدر في الدلالة على حدث ما، ويخالف المصدر بأنه يخلو من بعض حروف العلة؛ مثل "إعطاء" هي مصدر لأعطى، وكلمة عطاء هي اسم المصدر، بسبب نقصه من حرف العلة الألف، وكلمة "التكلم" هي مصدر للفعل "تكلّم"، أما كلمة كلام فهي اسم المصدر للفعل (تكلّم) وذلك لأنه نقص من حرفه حرف العلة التاء، واسم المصدر في العربيّة قسمان، اسم مصدر علم واسم مصدر غير علم؛ فالقسم الأول لا يعمل، ومثال ذلك "فجار" علم جنس على كلمة "الفجرة" أي الفجور، أما القسم الثاني فهو يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها المصدر الذي ليس نائبًا عن فعله.[١٤]

 

مواضيع مماثلة

أعلى