بعد سنوات قهر.. شبح الجوع والفقر يداهم السوريين

بعد حرب وتهجير ونزوح دام سنوات طويلة منذ 2011 مع اندلاع الثورة ضد النظام، ولا يزال، ها هي الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة ترخي بثقلها على السوريين، وسط تحذيرات من تزايد معدلات الفقر والجوع في البلاد.

فقد حذرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، من أن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9.3 مليون شخص إلى الغذاء الكافي في وقت قد يتسارع فيه تفشي فيروس كورونا بالبلاد رغم أنه يبدو تحت السيطرة الآن. وقال برنامج الأغذية العالمي في إفادة في جنيف إن عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع 1.4 مليون في غضون الأشهر الستة المنصرمة.

غلاء جنوني

كما ذكرت إليزابيث بايرز المتحدثة باسم البرنامج أن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بأكثر من 200 بالمئة في أقل من عام بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، وإجراءات العزل العام التي فرضتها سوريا لاحتواء مرض كوفيد-19.

في حين قالت أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا في إفادة صحافية منفصلة إن بعد تسع سنوات من الصراع المسلح، يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم، بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.

كما أضافت أن أقل من نصف المستشفيات العامة في سوريا لا يزال يعمل بينما فر نصف العاملين في المجال الطبي منذ بدء الصراع، ويواجه الباقون "تهديدات دائمة بالخطف والقتل".

وفي وقت سابق، شدد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، على ضرورة مواصلة تدفق المساعدات عبر المعابر الحدودية.

نقص بـ 200 مليون دولار!

وفي حديث مع وكالة أسوشييتد برس أمس الخميس، قبل مؤتمر المانحين حول سوريا الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع المقبل، أوضح بيسلي أن المؤتمر يحاول جمع عدة مليارات من الدولارات كل عام، للتخفيف من تداعيات الحرب في سوريا التي استمرت 9 سنوات، وشردت ملايين الناس.

في وقت تواجه عملية برنامج الأغذية العالمي في سوريا نقصاً في التمويل قدره 200 مليون دولار هذا العام.

يذكر أن سوريا تواجه منذ أشهر عديدة انهيارا اقتصاديا، حيث خرجت العملة المحلية عن السيطرة، كما تفاقمت الاضطرابات الاقتصادية في البلاد بسبب الأزمة المالية في لبنان المجاور، حلقة الوصل الرئيسية لسوريا مع العالم الخارجي.
 
أعلى