نظرات فى الرق في الجاهلية والإسلام

رضا البطاوى

كاتب جيد جدا
نظرات فى الرق في الجاهلية والإسلام
الكتاب من تأليف إبراهيم محمد الحسن الجمل وهو من المعاصرين وقد استهل الجمل كتابه بمعنى الرقي ونشأته فقال:
"الرق في اللغة: العبودية، وسمى العبيد رقيقا، لأنهم يرقون لمالكهم، ويذلون ويخضعون، والرقيق هو المملوك وقيل: الرق في اللغة: الضعف ومنه رقة القلب وهو نظام اجتماعي معروف بين الشعوب القديمة، واستمر قائما حتى أخريات القرن التاسع عشر، وكان يعتبر بين تلك الشعوب نظاما مشروعا تحميه قوانين الدولة وعرف أيضا بأنه حرمان الشخص من حريته الطبيعية، وصيرورته ملكا لغيره ، وهذا ما كان مصطلحا عليه عند الأمم القديمة"
والرق كلمة لا علاقة لها بالإسلام فلم ترد فى كتاب الله هى أو مشتقاتها من الرقيق وقد غير الإسلام المصطلح إلى ملك اليمين أو ملك الأيمان إشارة إلى أن الرق ذل وهو ما غيره الله إلى اليمن وهو السعد
وفى الفقرة التالية بين الجمل مقولة تعتمد على نظرية غربية تخالف كلام الله وهى التطور من الرعى للزراعة ثم الصناعة وهى مقولة تخالف تعليم الله لآدم(ص) الأسماء كلها وأول ما يجب العمل به للحصول على الطعام هو العمل بالزراعة والعمل معها بما يصلخ الحياة من رعى الأنعام وصناعة الأدوات الضرورية للحياة وفى هذا قال :
"ولقد عرف الرق من قديم، وكانت الحرب بادئ الأمر عاملا على نشأة الرق وذلك أن القوي حينما كان يظهر بالضعيف يقتله، ولا يقبل بغير القتل بديلا، وكان الناس في ذلك الوقت يعملون لأنفسهم فكان الرجال يقومون بالصيد والحروب وكان النساء والأبناء يقومون بغير ذلك من الأعمال وحينما اتجه الإنسان إلى الزراعة، كان في حاجة إلى العناية بالأرض عناية تتكرر كل يوم، وإلى تنظيم العمل، كما أنه كان مع حاجة إلى من يساعده، وهذه المساعدة كانت تعتمد في النهاية على القوة والإرغام، وحدوث التعاون بين الناس، انتهى إلى استخدام الضعفاء بواسطة الأقوياء ثم فكر القوى الظافر في القتال أن الأسير الذي يقتله يمكن أن يبقيه حيا فيستخدمه في زراعة الأرض وبهذا قلت المجاور وقل أكل الناس لحوم بعضهم بعضا وحين أمتنع الإنسان المنتصر عن قتل المغلوب اعتبر هذا تقدما عظيما للإنسان من حيث الأخلاق، حين أقلع عن قتل زميله أو أكله واكتفى من أعدائه باسترقاقهم، وإعمالهم في الأرض وفي الزراعة ثم انتقل استرقاق الغير من الزراعة إلى الصناعة، حتى إذا زادت الثروة، ومال الأغنياء إلى الدعة والراحة، واستغلال الآخرين في ذلك جعل الناس ينظرون إليه كأنه نظام فطري لا غنى عنه وكانت الجماعات البدائية لا ترى فارقا بين الحر والعبد، ولا تجد رقا ولا طبقات، ولا تدرك من الفوارق بين الرئيس وتابعيه إلا قدرا ضئيلا وبالتدريج، أخذ تقسيم العمل وما يقتضيه الاختلاف بين الناس، يستبدل شيئا فشيئا المساواة بقليل من التحكم الذي زاد على مرور الأيام، ثم لما ازدادت الآلات والصناعات تعقدا، عمل ذلك على إخضاع الضعيف لمشيئة القوى، وكلما ظهر سلاح جديد في أيدي الأقوياء زاد من سلطانهم على الضعفاء واستغلالهم إياهم ثم عمل نظام التوريث على اتساع الهوة بأن أضاف إلى الامتياز في الفرص السانحة امتيازا في الأملاك وقسمت المجتمعات التي كانت يوما متجانسة إلى عدد لا يحصى من طبقات وأوساط، وأحس الأغنياء والفقراء بغناهم أو فقرهم إحساسا يؤدى إلى التشاحن، وأخذت حرب الطبقات تسرب خلال التاريخ حتى انتهت إلى وجود طبقة من الناس تستخدم وكأنها آلة تتحرك بغير إرادتها يحركها الغير، وكأنها دمية توجه حسب ما يريد لها سيدها"
هذه نظرية التطور المجنونة التى نست وحى الله وى أعرف كيف يقوم رجل يعلم الدين بتصديقها وقصة آدم(ص) فى الجنة تدل على تعليمه القراءة والكتابة وهو أمر يحتاج لأدوات القلم والسبورة فكيف يكون رجل عالم يقرأ ويكتب لا يعرف ما علمه الله تعالى من الأسماء ومعانيها وكيفية الاستفادة منها وزد على هذا أمره بالأكل من الأشجار عدا شجرة وإنزال اللباس وهو الملابس عليه عند انكشاف عورته هو وزوجته
الرجل عاش فى الجنة حيث الأسرة والفرش والوسائد والبطائن والنمارق وغير هذا من الضروريات المنزلية وهو ما يعنى أنه حتى لو لم يتعلم صناعة تلك الأمور فقد قلدها عندما نزل للأرض ومن ثم فالناس لم يمروا بمراحل التطور المجنونة حيث كانوا لا ينطقون ولا يعرفون كتابة ولا قراءة ولا زرع ولا قلع كما تزعم النظرية
وبين الجمل أن فلاسفة الأمم وهم جهال الأمم أقروا العبودية فى المجتمعات فقال :
"ولم يستطع الفلاسفة القدامى أن يغيروا شيئا من الواقع، وإنما زادوه تثبيتا، وكأنما هذا الصنف من الناس إنما خلق بغير إرادة ولا حول ولا قوة، فأفلاطون يقضي في جمهوريته الفاضلة بحرمان الرقيق حق المواطنة وإجبارهم على الطاعة والخضوع للأحرار من ساداتهم أو من السادة الغرباء، ومن تطاول منهم على سيد غريب أسلمته الدولة إليه ليقتص منه كما يريد ومذهب أرسطو في الرق أن فريقا من الناس مخلوقين للعبودية؛ لأنهم يعملون عمل الآلات التي يتصرف فيها الأحرار ذوو الفكر والمشيئة، فهم آلات حية تلحق في عملها بالآلات الجامدة ويحمد من السادة الذين يستخدمون تلك الآلات الحية أن يتوسموا فيها القدرة على الاستقلال والتمييز فيشجعوها ويرتقوا بها من منزلة الأداة المسخرة إلى منزلة الكائن العاقل الرشيد"
ثم تحدث عن وجود الرق قبل رسالة النبى الأخير (ص)والمفترض ألا يسمى العنوان كما سماه الرق قبل الإسلام لأن الإسلام موجود من أول البشرية وحتى نهايتها فليس هو شىء خاص بالنبى الأخير(ص) فبين ما حكاه القرآن عن استرقاق يوسف(ص) فى مصر وبين وجوده فى الأديان الكافرة فقال :
"الرق قبل الإسلام
كان الرق من دعائم المجتمع عند قدماء المصريين، وكانوا يتخذون الإماء للخدمة، وللزينة ولمظاهر الأبهة، فكانوا بقصور الملوك، وبيوت الكهان والأعيان، وهم إن كانوا يسيئون معاملة رقيق الخدمة، بحيث يعتبرونهم كآلة صماء، فإن رقيق الزينة على العكس فقد كانوا يلقون معاملة حسنة كما يدل على ذلك قول العزيز لامرأته في حق يوسف عليه السلام {وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} (يوسف آية3 )ولقد أباح العبرانيون الرق، وذكر في التوراة في مواضع ، وكان الرق عندهم نوعين: استرقاق الأفراد لارتكاب خطيئة محظورة، واسترقاق غير اليهود في الحروب وكذلك أباحته المسيحية، وأمر بولس مدعي الرسالة العبيد بطاعة سادتهم كما يطيعون السيد المسيح فقال في رسالته إلى أهل أفسس:"أيها العبيد! أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح، ولا بخدمة العين كمن يرضى الناس، بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس عالمين، أنه مهما عمل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أم حرا"وأوصى مدعى الرسالة بطرس بمثل هذه الوصية، وأوصاها آباء الكنيسة، لأن الرق كفارة من ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوا من غضب السيد الأعظم ونص في الإنجيل على أن الناس كلهم إخوان، ولكنه لم ينص على منع الاسترقاق، لذلك أقرته جميع الكنائس على اختلاف أنواعها ولم تر فيه أقل حرج ولم ير من جاء من باباوات النصارى ولا قديسيهم حرجا من إقرار الرق حتى قال باسيليوس، في كتابه القواعد الأدبية، بعد أن أورد ما جاء في رسالة بولس إلى أهل افسس: " هذا يدل على أن العبد تجب عليه طاعة مواليه تعظيما لله عز وجل" إن الطبيعة (هكذا قول بولس) قضت على بعض الناس بأن يكونوا أرقاء، واستشهد على نظريته (كما يرى هو أي بولس) بالشريعة الطبيعية والشريعتين الوضعية والإلهية وقال القسيس المشهور بوسويت الفرنسي: "إن من حق المحارب المنتصر قتل المقهور فإن استعبده واسترقه فذلك منه منة وفضل ورحمة"وقد بقى الاسترقاق معتبرا من الأمور المشروعة لدى المسيحيين؛
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
بارك الله فيك مواضيعك كلها جميلة بانتظار كل جديد
 
أعلى