روسيا ترحب بالنفوذ الأميركي في ليبيا.. سيكون إيجابياً

في مستجد التطورات على الساحة الليبية، رحّب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، باستخدام أميركا نفوذها في ليبيا ضمن مسعى وقف القتال، مشيراً إلى أن تأثير الولايات المتحدة على طرفي الصراع هناك سيكون إيجابيا.

جاء كلام لافروف بعد ساعات من تجديد الاتحاد الأوروبي مطالبته بوقف القتال في ليبيا، داعياً أطراف الصراع للعودة إلى طاولة المفاوضات.

كما شددت بريطانيا بدورها، على أنه لا بديل عن الحل السياسي في تلك البلاد.

وتأتي كل هذه المساعي الدولية في وقت تستمر فيه تركيا بضخ الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا وإشعال ميادين القتال هناك، فعلى الرغم من تأكيدات أنقرة المستمرة بالسعي إلى حل الصراع الليبي، والتوصل إلى اتفاق وقف النار بين طرفي النزاع، تشير الوقائع على الأرض إلى غير ذلك.

فقد كرر وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، في مقابلة مع صحيفة "لاكروا"، أمس الثلاثاء، موقف بلاده الذي يعتبر أن تركيا تعرض الأمن الأوروبي للخطر بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا. وقال "إنه خطر علينا ومقامرة استراتيجية غير مقبولة، لأن ليبيا على مسافة 200 كيلومتر من ساحل إيطاليا".

أنقرة غاضبة بعد اتهام فرنسي

في حين أثارت تلك التصريحات الفرنسية غضب أنقرة، التي وجهت اتهاما غاضبا لفرنسا بتصعيد الأزمة في ليبيا وانتهاك قرارات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال تأييد الجيش الليبي ضد حكومة الوفاق، في تصعيد جديد للحرب الكلامية الدائرة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، اللذين يختلفان حول سلسلة من القضايا من بينها ليبيا، حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق منذ أكثر من 14 شهرا.

وبين تأكيد باريس على دور تركيا "العدواني" بشكل متزايد في ليبيا، ورد أنقرة، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن عدد قتلى المرتزقة والقوات الموالية لتركيا في ليبيا، تخطى الـ400 قتيل بينهم 27 من الأطفال.

وأضاف أن عمليات نقل المرتزقة لا تقتصر فقط على الفصائل السورية الموالية لأنقرة، بل تشمل المصنفين ضمن المجموعات الإرهابية كداعش وتنظيم القاعدة وبعض المنظمات المتطرفة التي تنتقل من سوريا إلى ليبيا عبر الأراضى التركية.

كذلك الدواعش

إلى ذلك، أوضح أن "هناك مجموعات إرهابية من جنسيات غير سورية ومجموعات من داعش انتقلت بالفعل سابقا من سوريا لليبيا عبر تركيا، وبالتحديد العنصر التونسي منهم".

يذكر أنه سبق للجيش الليبي أن حذر من نقل مقاتلين من ضمن فصائل متطرفة من النصرة سابقا وداعش إلى طرابلس.

ولا تزال تركيا مستمرة في دعم حكومة الوفاق عسكريا ولوجيستيا، على الرغم من المساعي الدولية إلى حث الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، وعلى الرغم من توقيعها على بيان مؤتمر برلين الذي شدد على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في البلاد، وحال تمسك بحظر توريد السلاح.

رفض وقف النار

ومنذ أسابيع جددت الأمم المتحدة دعواتها للعودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين ووقف النار، كما أطلقت مصر الأسبوع الماضي "مبادرة القاهرة" إثر زيارة لقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، إلى البلاد، إلا أن تركيا وحكومة الوفاق رفضتا المبادرة المصرية الرامية إلى وقف النار على ضوء مقررات الاتفاقات الدولية.

يشار إلى أن أنقرة مستمرة في دعم حكومة الوفاق عسكرياً، وإرسال المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الليبي على الرغم من توقيعها اتفاق برلين القاضي بوقف التدخلات الخارجية، وحظر توريد السلاح.

وقد رصد موقع "فلايت رادار" الإيطالي، الأسبوع الماضي اقتراب ثلاث طائرات شحن عسكرية تركية وسفينة على متنها أسلحة من غرب ليبيا. في حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مراراً أن تركيا حليفة الوفاق مستمرة في نقل المرتزقة السوريين، الذين بلغ عددهم أكثر من 11 ألف مقاتل.
 
أعلى