النفي إلى الحياة

ملائكة الحب

مُديّرْ المُنتَدىَ
محاولة جديدة لي في كتابة القصص

(توضيح سيريوس رجل)



أنا سيريوس
الساعة الان العاشرة خارج حدود الزمن، الظلام حالك هنا
أنه ليس الليل و لا نعاني من انقطاع الكهرباء
أنه عالم الاموات عالم الأشباح و رغم الظلام يمكننا رؤية بعضنا بكل وضوح
و يمكننا أن نفرق بيننا و بين منازلنا
في هذا العالم لا نعرف النوم نظل نطوف و نعبث ببعضنا
و نحن لا نعرف لا توقيت و لا نشعر بزمان
و أعمارنا ثابته
و أنا سعيد لاني ساستمتع بشبابي طوال حياتي الشبحية
يعيش على بعد شارعين وهميين من بيتي بيت زعيم كبار معمرين الأموات
و لديه ابنه تدعى فيجا و كل الأشباح يظنونها طيبة
و لكنها اكثر الأشباح شيطانية و للأسف اني اقول هذا عنها بعد فوات الاوان
نعم صحيح فأنا قبل هذه السطور بستة شهور كنت مجرد شبح يعيش بحرية في عمق الارض يرى الظلام نور و الطيف كيان يمكنني رؤية اي طيف ولمسه لقد قالوا أننا قبل ذلك كنا بشر ولكني لا اتذكر شيء عن حياتي البشرية ليس انا فقط بل الجميع لا يذكر ذلك أنما وجد ذلك في كتبنا التاريخة التي ربما تحمل من الخرافات الكثير فكيف يكون هناك عالم فوق عالمنا؟! و كيف كنا نعيش فيه كمخلوقات غير شبحية؟
كانت هذه التساؤلات قبل أن اعرف الإجابة بنفسي عندما تم نفيي من عالم الأموات إلى الحياة
ربما تتسالؤن عن سبب نفيي! لقد كان ذلك عندما استدعتني فيجا لارى النور الذي ياتي عندما يولد شبح جديد فلقد قالوا أن البشر عندما يموت احدهم يشقون الأرض و يدفنونه بها ليتحول إلى شبح و من خلال ذلك يمكن للأشباح رؤية النور الحقيقي بل قالوا انه من خلال ذلك الشق يأتي شيء لا يعرفون ماهو يخترق اجسادهم الطيفية، تارة يكون بارد و تارة يكون حار،
كل ذلك جعلني اصدق فيجا و اذهب بكل حماس معها دون تفكر بغير ذلك
و بالفعل استطعنا رؤية النور و لكن و لكن ماحدث كانت صدمة فلقد هربت فيجا للاعلى هربت و هي تضحك بصوت عالي معلنه بهذا الضحك تمردها،
لقد اخبرونا في كتبنا المقدسة أن من يذهب هناك تحل اللعنة عليه اينما ذهب
لم أعرف ماذا افعل غير أن اطوف بسرعة لزعيم كبار معمرين الاموات و اخبره بكل شيء
و بالفعل فعلت و لكن لم يصدقني احد بل اتهمني بأني أنا من نفيتها للحياة عامد متعمد
لذلك حكم على بأن يتم نفيي للحياة لاجد فيجا و اعود بها
لقد قال لي كبير المعمرين أني ساكون بشري و ساجدها كبشرية و حتى نعود على طبيعتنا عندما اجدها يجب علي قتلها و من ثم قتلي
قلت مالقتل هل هي تعويذة سحرية تعيدنا إلى هنا
قال ستعرف معنى ذلك عندما تكون بشري، و ستجد له الكثير من الوسائل ولكن اختار اسهالها و اغرق معها في اقرب بحر منكما عندما تجدها،
قلت لا لا ارغب بالحياة لا استحق العقاب على ذنب لم اقترفه ذهبت بسرعه مبتعد عن لجنة المحكمة، و لكنهم لحقو بي و امسكوني ليدفعوني و من خلال شق مشابه للذي هربت منه فيجا ولكنه لا يأتي منه نور بل ظلام أخف من ظلام عالمنا و من شدة رعبي اغمي على..(فوق قبر فوق سطح الأرض كنت ملقى على وجهي) شيء ما بارد يصتدم بي و لا يخترقني و كانه مجموعة اشباح تمازحني، افتح عيني لا استطيع الرؤية بشكل واضح فالمكان مظلم، ماهذا الثقل الذي اشعر به؟ ما هذا الالم ؟ شيء ما يحاول أن يخترقني بقسوة اخ ماهذا الذي يجري بصدري ماهذا الشيء البارد الذي يجري به، هل هذه رائحة الحياة؟ هل هذا يعني أنني بشري و اتنفس!
احاول الوقف اشعر بثقلي فأنا لم اعد استطيع العوم و اختراق الحواجز اقف على قدمين امشي بتثاقل و عدم اتزان اخرج خارج أسوار المقبرة اشعر ببرودة الأرض من تحتي، بقيت امشي حتى وصلت بقرب حديقة ينام على أحد مقاعدها رجل يفترش الجرائد و يغطي جسده بها، تقدمت منه حتى وقفت عنده بقيت اراقبه بينما هو نائم حتى ايقظني هواء بارد من تأملي له داعب الهواء شعري و جعله يتراقص معه، نظرت للاعلى لارى كيف تمكن الهواء من مراقصت غصون الأشجار معه، هناك في الاعلى أشياء صغيرة لامعة بسماء و ساحرة، ثم انظر لضوء القريب من كرسي الرجل ارى مجموعة حشرات صغيره قد الهمها الهواء للتراقص مع بعضها بالقرب من الضوء، يستيقظ الرجل ينظر الي ثم يصرخ قائل لماذا أنت هكذا بلا ملابس؟ هل أنت مخمور؟ لم اجيبه
صمت قليلا ثم قال اجلس على الكرسي و غطي جسدك بالجرائد حتى أعود،
عاد بعد فترة و بيده ملابس، قال خذ هذه و ارتديهم، في اليوم التالي اخذني معه للعمل في جمع العلب المعدنية من الشوارع و قبض اجرتنا بشكل يومي
بعد هذا العمل الشاق لأول مرة اجرب الم الجوع و العطش و كذلك لأول مرة اجرب حرارة الشمس، تناولنا طعام من بائع متجول و هكذا كان حالنا لفترة طويلة نجمع العلب المعدنية في الصباح و ننام بالحدائق في الليل،
كنا نعمل يوم كامل حتى نحصل على وجبة واحدة فقط باليوم، حياة المشردين جعلتني ارى جوانب كثيرة للبشر جوانب متضاده جانب من عنصرية و عدم مبالة الإنسان بالإنسان و جانب من انسانية البعض، ذات يوم رايت احد بائعين الطعام يطارد فتاة و ينادي بصوت عالي سارقة ..! سارقة لقد سرقت الطعام من عربتي، انظر للفتاة المشردة الهاربة اذ بي ارى فيجا داخل ذلك الجسد الصغير و الهزيل ركضت خلفها و ساعدتها على التخلص من ذلك البائع، رأيت في ملامحها البشرية الضعف و الخوف قلت لها أن اباك يرغب بأن تعودي له و رغم ما مرت به من ظروف قاسية في حياتها كانسانة الا أنها رفضت العودة لحياة الاشباح و قالت انها ستبقى هنا و لن تعود و عندما رايت اصرارها تذكرت نصيحة ابيها ان نذهب انا وهي لأقرب بحر و نغرق انفسنا، لذلك اخذتها بالحيلة وقلت حسنا اذهبي معي للبحر ارغب بان نجلس هناك قبل أن اغرق نفسي لاعود لحقيقتي و قد صدقتني عندما ذهبنا هناك جلسنا قليلا، و بحكم صغر جسدها حملتها حتى غرقت اجسدنا بالماء و رغم محاولاتها لتفلت مني الا انها لم تنجح و لم اتركها حتى غرقنا بالكامل داخل البحر و اصبحنا نصارع الموت، و كانت الصدمة أني
وجدتني اتمسك بالحياة بشدة و احاول النجاة لاعيش، ولكن بعد فوات الاوان فلا أنا ولا فيجا نستطيع السباحة، خرجنا من أجسادنا المستعارة و بقينا نتأمل هذه الأجساد و هي تغرق بالعمق أكثر حتى اختفت عن اعيننا، نظرت لفيجا و قلت يجب علينا أن نكرر هذه اللعنة مرة اخرى.

انتهى
 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
مواضيع جميلة للغاية انتظر كل جديد
 

مواضيع مماثلة

أعلى