يطلق اسم معركة صفين على المعركة التي دارت بين جيشي

رعد بالي

كاتب محترف
معركة صفين


يطلق اسم معركة صفين على المعركة التي دارت بين جيشي الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، وذلك على نهر الفرات في شرق سوريا وتحديداً في منطقة ” صفين ” التي سُميت المعركة على اسمها ، وقد قامت هذه المعركة خلال عام 37هـ ، أي تقريباً بعد موقعة الجمل بعام واحد فقط . وقد شارك في هذه المعركة الكثير من الصحابة والأسماء البارزة بين المسلمين آنذاك كحبيب بن مسلمة ، عمر بن العاص ، قيس بن سعد ، عبد الله بن عباس ، الوليد بن العقبة وغير ذلك الكثير من القادة .
أسباب معركة صفين
نشبت معركة صفين عندما امتنع معاوية بن أبي سفيان وأتباعه من أهل الشام عن مبايعة علي بن أبي طالب كخليفة للمسلمين خلال هذا العهد ، وذلك إلى أن يقتص من مقتل عثمان بن عفان ، فأرسل علي وسيط يدعو معاوية للمبايعة وكان اسمه ” جرير بن عبد الله البجلي ” و لكن معاوية قد أبى بعد أن استشار عمرو بن العاص ، ثم أمر بجمع أهل الشام والذهاب بهم إلى العراق للمطالبة بالقصاص ممن قتلوا عثمان ، وبهذا فإنهم قد تمردوا على علي بن أبي طالب فقامت المعركة بين الفريقين وقد قُتل الكثير منهم .
نتائج معركة صفين
أسفرت معركة صفين عن سبعون ألف شهيد ، وكان غالبيتهم من جيش معاوية بن أبي سفيان حيث خسر ما يقرب ال 45 ألف شهيد ، أما علي بن أبي طالب فقد خسر 25 ألف شهيد في سبيل إكمال هذه المعركة .
كان علي بن أبي طالب قد سيطر على معركة صفين بشكل قوي جداً خلال تسعة أيام ، وقد لاحظ معاوية ذلك ، لذلك فإنه ارتأى أن يعقد هدنة معه ، وقد دعاه إلى الوقوف عند هذه الانتصارات ، ولكن يبدو أن علي لم يعجبه هذا الاقتارح فقرر أن يخدع معاوية ، فطالب جنود جيش معاوية برفع المصاحف على أسنة الرِماح ، وبذلك فقد جعلوا القرآن الكريم حكماً بينهم ، ومن ثم فإن علي كان عليه أن يلتزم بحكم القرآن ويوقف جيوشه عن القتال .
وبالفعل قد جاء 20 ألف محارب من جيش علي بن أبي طالب وهم يحملون سيوفهم على عواتقهم ، وفي مقدمتهم مجموعة من القراء ، فنادوه باسمه وليس بأمير المؤمنين ، فقالوا : “يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم” .
ثم أجابهم علي فقال : “ويحكم أنا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب إليه” .
فقالوا له : “فابعث إلى الأشتر ليأتيك” .
وكان الأشتر قد أشرف على معسكر معاوية لكي يدخله صبيحة ليلة الهرير ، ولكن الجنود أصروا على رأيهم في أن يبعث إليه ليأتي في الحال ، وبهذا فقد وقع أمير المؤمنين في موقف صعب جداً ، وكان أمامه خيارين فقط وهما : المضي بالقتال ، أي أنه سيضطر لمحاربة ثلاثة أرباع جيشه بالإضافة جيش معاوية . أو أنه سيقبل بالتحكيم ، الذي يعد أقل ضرراً عن الخيار الأول .
اختار علي بن أبي طالب خيار التحكيم ، وقد ترك القتال رغماً عنه ، فتعاهدوا على ألا ينقض أحد عهده ، فتوقف القتال تماماً ، من ثم أذن لهم الخليفة “علي” بالرحيل إلى الكوفة ، فتحرك معاوية مع جيشه إلى الشام ، وأطلق كل منهما أسرى الآخر ليعود كل فرد إلى بلده .
وثيقة التحكيم الخاصة بمعركة صفين
بعد أن انفضت الحرب واتفق الفريقين على اللجوء للتحكيم ، كان لابد من وجود وثيقة تحدد ما يجب فعله بالتحديد ، وقد أشارت الوثيقة إلى ما يلي من شروط :
قاضت الوثيقة على أن يحكم علي بن أبي طالب ومن معه أهل الشام ، بينما يحكم معاوية بن سفيان ومن معه أهل الكوفة .
أن يأخذ معاوية وعلي ومن معهم العهد من الناس بالأمان على أنفسهم وأهلهم .
أن يأخذ عمرو بن العاص وعبد الله العهد على أن يحكما بالعدل بين الأمة مهما كانت الظروف .
أن يأخذ الحكمان عمرو وعبد الله ما يُريدان من شهود .
أن يتأجل القضاء إلى شهر رمضان .
أن يلتزم جميع الأطراف بما جاء في هذه الوثيقة .
 
أعلى