أركان "معرفة البيان" وتعريفه

المخرج

كاتب جيد جدا
-البيان.jpg



يُعرف البيان باللغة بأنه الظهور والكشف والفصاحة ، أما في الاصطلاح فيقصد به أصل وقواعد الغرض منها التعرف على معنى معين بطرق مختلفة وتراكيب متفاوتة ، وقد قام الجاحظ بتعريفه بأنه الدلالة الظاهرة على المعنى الخفي .
<ins class="adsbygoogle" style="display: block; height: 350px; width: 708px;" data-ad-client="ca-pub-1170002228746321" data-ad-slot="1320991153" data-ad-format="auto" data-full-width-responsive="true" data-adsbygoogle-status="done"><ins id="aswift_2_expand" style="display: inline-table; border: medium none; height: 350px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 708px; background-color: transparent;"><ins id="aswift_2_anchor" style="display: block; border: medium none; height: 350px; margin: 0px; padding: 0px; position: relative; visibility: visible; width: 708px; background-color: transparent; overflow: hidden;"></ins></ins></ins>
علم البيان

يعد علم البيان من العلوم التي يشتمل عليها علم البلاغة ، حيث يتضمن علم البلاغة كل من علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع ، ويحتوي علم البيان على ثلاثة أركان أساسية وهي المطابقية والتضمنية والإلتزامية ، فعندما تكون الدلالة المقصودة للفظ أو للالفاظ عقلية ، فبذلك تصبح تضمنية والتزامية ، وفي حالة كان المقصود بالالفاظ هي الدلالة الوضعية ، ففي تلك الحالة تصبح مطابقية وذلك لوضوح المراتب مع علم المتلقي بها .
أركان علم البيان

التشبيه

التشبيه هو التمثيل ، ويتم من خلال عمل تمثيل بين شيئين ؛ بشرط أن يكون بين هذين الشيئين أمر مشترك بينهما ، فمثلا عندما نقول فلان كريم السحاب ، فبذلك نكون قد شبهنا الشخص بالسحاب لكثرة كرمه وذلك لأن السحاب مسؤول عن نزول المطر وما يتبعه من إحياء الأرض وما فوقها .
وبالمثال السابق نجد أن عناصر التشبيه واضحة لنا ، فهو يتضمن المشبه والمشبه به واداة التشبيه ووجه الشبه الذي تم الاعتماد عليه ، حيث أن فلان هو المشبه ، أما المطر هو المشبه به ، وأداة التشبيه هي ك ، أما وجه الشبه فهو الكرم .
المجاز

يقصد بالمجاز هو التجاوز والتعدى ، فعندما يتم استخدام المجاز في الجملة ؛ فإنه يجعل المعنى يختلف عن معناه الأصلي ، ويستعمل في معنى مناسب له ، وهناك نوعان من المجاز ؛ المجاز اللغوي والمجاز العقلي ، ويقصد بالمجاز اللغوي هو استخدام لفظ محدد بغير موضعه ولكن لوجود علاقة بينهما ، مثل أن نقول فلان أسد ، فليس المقصود هو أن فلان أسد بالمعنى الحرفي ، بل يقصد جاء اللفظ مجازًا لوصف فلان بالشجاعة .
أما المجاز العقلي فيقصد به إسناد عمل ليس له ، فعلى سبيل المثال إذا قلنا والدي كان مريضًا ، ولكن الطبيب الفلاني قد شفاه ، ففي الواقع أن الشفاء يأتي من الله تعالى فهو الشافي ، إلا أن المجاز في تلك الجملة جاء تجاوزًا بأن الطبيب هو الذي شفاه ، وهو لا يحمل أي تعدي على الله سبحانه وتعالي .
الكناية

تعد الكناية عدم تصريح ، فنحن نقول شيئًا دون أن نصرح به ، حيث نأتي بجملة تفيد المعنى وليس المعنى نفسه ، فعلى سبيل المثال عندما قال الشاعر : ” قومٌ إذا استنبحَ الأضياف كلبهمُ … قالوا لأمهم بولي على النار ” ، فهو بين هجاء فيه كناية عن شدة بخل القوم الذي يقوم الشاعر بهجاءهم .
وهناك عدة أنواع من الكنايات وهي : كناية عن الصفة ، وكناية عن النسبة ، وكناية عن الموصوف ، وتدل كناية الصفة على صفة معينة ملازمة للمعنى المخفي بالجملة كالصدق والأمانة والتقدير .. الخ ، مثل قول الشاعر : إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى ، فالمعنى الظاهر هو تخييم الليل على الشاعر ، أما الخفي فهو تشبيه الليل بإنسان وقد حل عليه وهو في حال يرثى لها .
أما الكناية عن النسبة فهي الاشارة إلى الموصوف وصفته ، ولكن لا يتم نسبتها إليه بشكل مباشر ، بل لشئ يدل عليه أو يرتبط به ، مثل قول الشاعر : وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ ، فالمعنى الظاهر هو سماع الأصم للشعر ، وفي ذلك ما يدل على كناية السمع ، وهي صفة توجد بكل إنسان ، إلا أن الأصم هو شخص لا يسمع ، وبذلك فإن المعنى الخفي أن مدح الشاعر لنفسه ولشعره .
واخيرا الكناية عن الموصوف هي التي يتم ذكر الصفة بها بدون ذكر الموصوف ، حيث تتم الإشارة إليه من خلال استخدام شئ خاص به ، مثل قول الشاعر : تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا ، فالمعنى الظاهر هو الرحيل أو المغادرة ، أما المعنى المخفي فهو الموصوف ، والرحيل هنا يشير إلى الموت ، وهذا الأمر يتضح أكثر مع قراءة باقي البيت وهو : إنّ شرّ الجناة في الأرض نفسٌ …. تتوقّى قبل الرحيلِ الرّحيلا.
الإستعارة

الاستعارة هي نوع من التشبيه إلا أن الفرق هو أنه يتم حذف أحد أطرافه ، حيث يكون التشبيه بدون المشبه أو المشبه به ، وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع ، ففي حالة إذا تم حذف المشبه وتقديم المشبه به صراحةً فإنها تصبح استعارة تصريحية ، فمثلاً يقول الله تعالى في كتابه : ” كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ” ، فنلاحظ هنا استعمال استعارتان وهما الظلمات والنور ، والحقيقة أنه يراد بهما الضلال والهدى ، وقد تم حذف المشبه والتصريح بالمشبه به فقط .
وفي حالة إذا حذفنا المشبه به وأبقينا على إحدى صفاته للدلالية عليه فتصبح الاستعارة مكنية ، فمثلاً يمكن أن نقول أكل الدهر عليه وشرب ، ويقصد من تلك الجملة أن الشئ قديم وبال ، إلا أننا لم نقل ذلك بشكل صريح ، وبذلك أصبحت الاستعارة مكنية .
وعندما نقوم بحذف المشبه ونصرح بالمشبه به مع الاحتفاظ بالشكل والكلمات ، ففي تلك الحالة تصبح الاستعارة تمثيلية ، ويكثر استخدام هذا النوع في الأمثال الشعبية المتداولة ، فدائمًا ما يقال المثل بموقف مشابه لما قبل فيه أول مرة ، فمثلاً عندما نقول رجع بخفي حنين ، فهي استعارة تمثيلية لأن الرجل لم يرجع بالفعل بالخفين ، إلا أن التمثيل يدل على أنه عاد خائبا كما حدث بالقصة الأصلية .


 

مواضيع مماثلة

أعلى