كيف تتعرف على وهم الترقب

قيثارة

كاتب جيد جدا

ولربّما أننا لا نريد حقاً ما نريد الحصول عليه، إنّما نريد فقط أن نعيش حالة الترقّب والحماس، أن نشعر بوهم الحلم بسعادة قادمة حين يتحقق أمر بعيد المنال، أن نعيش الراحة النفسية بوجود معنىّ للانتظار، أن نستمتع بأنه ليس باليد حيلة بانتظار أن يحدث ما ننتظره، أن نعيش فرحاً بتحقق أمر ما ونعتبره انتصاراً شخصياً.
وحين تدق ساعة الحقيقة، ويتحقق ما ننتظره، ونجده أمامنا في نهاية المطاف، نشعر أننا في موقف معقّد لا نحسد عليه، فنحن كما يقول الفيلسوف سلافوي جيجك "لا نريد حقاً ما نرغب به"، لا نريد أن نصل للسعادة ، وإنّما كنّا نريد الاستمتاع بشعور الانتظار، بشعور الضحية، شعور المنتظر، شعور المظلوم ..
ودوماً حين يتحقق ما كنّا ننتظره نبدأ باكتشاف أنّه لم يكن هدفنا الحقيقي الذي نطمح له، وأنّه لم يكن العائق الحقيقي الذي يقف امامنا، وتبدأ الصعوبات الحقيقية بالظهور، ولكي ننقذ انفسنا من ذلك، نبدأ وبسرعة بالبحث عن هدف آخر، عن جزرة أخرى، وأمل جديد ، ونعود للإيمان بأنّ ترقب حدوث أمر جديد هو الحل السحري، ونعود لنفس الدوامة من جديد ولكن مع التزامات أكبر بسبب حدوث ما سعينا له.
نحن ببساطة لا نريد فعلاً الحصول على ما نعتقد أنّنا نرغب به فعلاً، وهكذا تمر الدنيا دواليك، ويبدو انه فخ علينا الانتباه منه ومعرفة ما نريد حقاً وليس وهم ما نريد، الحياة رحلة وليست سباق حتى نقطة النهاية ..

 
أعلى