الاصابة بألم الفخذ المذلي

قيثارة

كاتب جيد جدا
يتساءل الكثيرون عن سبب الشعور بحرقان في جلد الفخذ!! هذه الحالة تعرف باسم ألم الفخذ المذلي. تُسبب حالة ألم الفخذ المذلي (Meralgia paresthetica) الشعور بألم حارق وتنميل ووخز في السطح الخارجي الأمامي والجانبي للفخذ. سبب ألم الفخذ المذلي هو انضغاط العصب الجلدي الفخذي الوحشي (The lateral femoral cutaneous nerve) المسئول عن مد المخ بالمعلومات التي تتعلق بالإحساس في السطح الخارجي للفخذ, وهذا هو السبب المباشر لألم الفخذ المذلي ولا يتعلق الأمر بإصابة في العضلات كما قد يظن البعض. في هذا المقال نوضح أسباب الإصابة والأعراض وكيفية علاج ألم الفخذ المذلي.
أعراض ألم الفخذ المذلي.

يصف الشخص المصاب الأعراض التي يعاني منها على أنها:

  • شعور بحرقان ووخز وخدر في السطح الخارجي الأمامي والجانبي من الفخذ يمتد أحيانًا إلى الركبة.
  • يظهر عادًة هذا الألم الحارق والتنميل في جهة واحدة من الجسم.
  • ألم أسفل الظهر ويمتد حتى الساقين.
  • فرط الحساسية تجاه لمس سطح الفخذ الخارجي والاحتكاك, كالذي يحدث عند ارتداء الملابس, والحرارة مثل التعرض للماء الساخن أثناء الاستحمام.
  • تزداد حدة هذه الأعراض بعد المشي والوقوف لفترات طويلة أو في أوضاع جلوس معينة, كذلك عند ارتداء ملابس أو أحزمة ضيقة.
يمكن لهذه الأعراض أن تكون شديدة ومستمرة طوال الوقت, أو أن تكون متقطعة ولا تسبب ألمًا شديدا يؤثر على ممارسة أنشطة الحياة اليومية.
أسباب ألم الفخذ المذلي.

يتسبب الضغط على العصب الجلدي الفخذي الوحشي(وهو عصب حسي لا يؤثر في قدرة الشخص على استخدام عضلات الفخذ) في ألم الفخذ المذلي. يمر هذا العصب الجلدي من خلال قناة تقع ما بين الرباط الأربي (الذي يمر بطول المنطقة الأربية من البطن إلى أعلى الفخذ) من الأمام وعظم الفخذ من الخلف, وغالبًا ما يُحاصَر العصب و ينضغط أسفل الرباط الأربي.
<figure class="aligncenter"></figure>
<figure class="aligncenter"><figcaption>انضغاط العصب الجلدي الفخذي الوحشي مسببًا ألم الفخذ المذلي.</figcaption></figure>
والعوامل التي قد تتسبب في الضغط على هذا العصب هي:

  • تضرر العصب بسبب مرض السكري.
  • السمنة وزيادة الوزن السريعة خاصًة في منطقة الخصر.
  • الوقوف لفترات طويلة يزيد من تشنج الوتر الأربي وبالتالي يزيد الضغط على العصب الفخذي.
  • كسر الحوض.
  • قد يتضرر أو ينضغط العصب بعد أو أثناء بعض الإجراءات الطبية مثل جراحة تركيب مفصل الفخذ الصناعي, جراحة تطعيم العظام, شد الأنسجة بعد العمليات الجراحية في الفخذ أثناء تقطيب أو تعافي الجرح, كذلك اضطرار بعض أصحاب الحالات المرضية إلى الجلوس في أوضاع معينة تؤثر على العصب الجانبي قد يؤدي إلى الإصابة ألم الفخذ المذلي.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • الحمل.
  • إصابة حزام الأمان الناتج عن حوادث السيارات, أو أي إصابة موضعية مباشرة.
  • تتسبب الملابس والأحزمة الضيقة في الضغط على العصب خاصة أحزمة الأدوات الثقيلة الخاصة بالأعمال اليدوية.
<figure class="aligncenter is-resized"></figure>
<figure class="aligncenter is-resized"><figcaption>حزام أدوات الأعمال اليدوية قد يسبب الإصابة بألم الفخذ المذلي.</figcaption></figure>
عوامل تزيد من خطر الإصابة بألم الفخذ المذلي.

تتضمن هذه العوامل زيادة الوزن, الحمل, حيث تؤدي زيادة حجم البطن إلى الضغط على الفخذ وينطبق ذلك على البدانة وزيادة الوزن المتركزة في محيط الخصر, مرض السكري الذي قد يؤثر على العصب, وأيضًا عامل السن, فالأشخاص الذين تتراح أعمارهم بين 30 و 60 أكثر عرضة للإصابة بألم الفخذ المذلي.
التشخيص.

يطلب الطبيب وصفًا دقيقًا للألم الذي يشعر به المصاب, كذلك يسأل عن التاريخ الطبي للمريض ومعرفة ما إذا كان قد تعرض لحادث أو أجرى جراحة أو تعرض لصدمة مباشرة في الفخذ ويسأل أيضًا عن طبيعة عمله والأنشطة التي يقوم بها. هذا إلى جانب الفحص الجسدي الذي يتضمن اختبار إحساس الفخذ المصاب ومقارنته مع الفخذ السليم واختبار ردات الفعل, وقد يوصي الطبيب ببعض الفحوصات لاستبعاد أسباب أخرى وتتضمن الفحوصات:
دراسة توصيل العصب: يُحَفَز العصب بواسطة نبضات كهربائية تُساعد على تشخيص الأعصاب التالفة.
تخطيط كهربائية العصب: وهو اختبار يقيس الشحنات الكهربية المنتجة في العضلات لاستبعاد أي اضطرابات بها.
الأشعة: على الرغم من أن الأشعة السينية لا توضح الإصابة بألم الفخذ المذلي إلا أنها قد تكون ضرورية لاستبعاد أي أسباب أخرى قد تكون السبب في ظهور هذه الأعراض.
علاج ألم الفخذ المذلي.

يتم علاج ألم الفخذ المذلي في معظم الحالات تحفظيًا, ولا يتم اللجوء للجراحة إلا في أضيق الحدود.
العلاج التحفظي.

يعتمد العلاج على سبب انضغاط العصب الجلدي الفخذي الوحشي. فإذا كان سبب انضغاط العصب هو البدانة, فخسارة الوزن هي العلاج في هذه الحالة, وفي حالة الحمل تبدأ المريضة في التحسن بعد الولادة, كذلك تجنب ارتداء الأحزمة والملابس الضيقة وأحزمة الأدوات الخاصة بالأعمال اليدوية في حال كانت هذه مسببات الضغط على العصب.
إذا لم تأتي الخطوات البسيطة السابقة بنتائج جيدة يصف الطبيب العلاج الدوائي الذي يتضمن:
حقن الكورتيكوستيرويدات: يحقن الطبيب المنطقة المحيطة بالعصب بحقن الكورتيزون بهدف تقليل الالتهاب المصاحب عادًة لانضغاط العصب. أثر الكورتيزون قد يكون نهائيًا ويعالج ألم الفخذ المذلي مباشرًة بعد الحقن, أو يكون أثره مؤقتًا. أذا عادت الأعراض بعد حقن العصب بالكورتيزون فذلك يعني أن المصاب من القلائل الذين بحاجة إلى إجراء جراحة.
مضادات الاكتئاب: تحد هذه الأدوية من الشعور بالألم.
أدوية مضادة للاختلاج ومسكنه للألم : قد تساعد هذه الأدوية على تخفيف الأعراض الحادة.
العلاج الجراحي

نادرًا ما يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي فعادًة ما يكون العلاج التحفظي ناجعًا, وهذا الخيار فقط للمرضى الذين يعانون ألمًا شديدًا ومستمرًا يعيقهم عن ممارسة أنشطتهم اليومية. يقوم الطبيب بعمل جرح من خلاله يحدد مكان العصب ويحاول تحريره من موقع الضغط. كحل بديل, قد يلجأ الطبيب لقطع العصب لكي لا يسبب أي مشاكل أخرى مستقبلًا, وفي هذه الحالة يشعر المريض بخدر دائم في سطح الفخذ الخارجي.
 

مواضيع مماثلة

أعلى