موقعة الطواحين

عطر الجنه

كاتب محترف
جرت هذه الموقعة بين جيشين، الأول عباسي يقوده أبو العباس ابن الخليفة الموفق ، الذي سيلي الخلافة فيما بعد ملقباً بالمعتضد.
وقد انطلق من شمال سورية الشرقي واحتل سورية الشمالية كلها، ودخل أرض فلسطين متجها نحو مصر قاعدة الدولة الطولونية. أما الجيش الثاني فهو طولوني يقوده خمارويه بن أحمد بن طولون. ويتكون من الفلول الطولونية المنهزمة من سورية الشمالية إضافة إلى حامية فلسطين وما خرج من جند مع خمارويه من مصر. وجرت المعركة سنة 281هـ/ 85م على نهر أبي فطرس (رَ: العوجا، نهر) في نقطة تبعد اثني عشر ميلاً شمال الرملة*. وقد اختلف المؤرخون حول تحديد الشهر الذي جرت فيه. وصار المكان يدعى بعد ذلك بالطواحين. وقد جرى في المكان نفسه، قبل هذه المعركة وبعدها، الكثير من المعارك الكبرى بين القوى المتوجهة من الحبوب والقادمة من الشمال، لأنه حد طبيعي يحمي الرملة قاعدة جند فلسطين، التي كانت تعتمد في الماء عليه لعدم كفاية مياه الآبار فيها.
أحرز العباسيون أول الأمر نصراً على الجيش الطولوني بعدما حملت ميسرتهم على ميمنة الخصوم فمزقتها، وهرب الأمير الطولوني الشاب خمارويه من هذه المعركة الأولى التي يخوضها في حياته مع نفر من الأحداث الذين لا قبل لهم بالحرب، وظل متقهقراً حتى بلغ عاصمة مصر. وشغل العباسيون بجمع الغنائم، ففاجأهم كمين يقوده سعد الأيسر، فظنوا أن المنهزمين قد عادوا، فولوا منحدرين أمامهم حتى دمشق، التي أغلقت أبوابها في وجوههم. وتعزو بعض الروايات سبب الهزيمة إلى هذه المفاجأة وإلى تراخي بعض قادة العباسيون في القتال. لنقمتهم على أبي العباس الذي غيرهم بجنتهم في المعارك التي خاضوها معاً في شمال سورية.
توطد نتيجة لهذا النصر سلطان الطولونين في فلسطين، وفي القسم الأعظم من شمال سورية (رَ: العصر العباسي). وقد سلك خمارويه تجاه الأسرى مسلكاً يدل على أنه كان يرى هذه الحرب حرباً بين أخوة، إذ قال لجنوده عنهم إنهم أضيافهم. وخير هؤلاء الأسرى بين المقام على الإكرام، أو الرحيل مع التجهيز بما يلزم.

 

jarges

كاتب جيد جدا
بارك الله فيك ياعطر الجنه وأهلاً بك في منتديات منارة سورية!
 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
يعطيك العافيه
 
أعلى