كبار التابعين الإمام حسن البصري

فتى العاصي

كاتب جيد جدا
الإمام حسن البصري رضي الله عنه
الحسن بن يسار أبو سعيد ولد قبل سنتين من نهايه خلافه عمر بن الخطاب رضى الله عنه. كان والد الحسن مولى زيد بن ثابت الانصاري، وامه مولاة لام سلمه ام المؤمنين. وقد اعتقا قبل زواجهما. كانت أم الحسن منقطعه لخدمه ام سلمه رضي الله عنها، فترسلها في جحاتها فيبكي الحسن وهو طفل فتسكته ام سلمه بثديها، وبذلك فأنه رضع من ام سلمه رضي الله عنها، وتربى في بيت النبوه. وكانت ام سلمه تخرجه إلى الصحابه فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، فقال "اللهم فقه في الدين وحببه إلى الناس". ولقد حفظ الحسن القرآن قبل بلوغه الرابعة عشرة


نشأه الحسن في الحجاز بمكان يسمى وادي القرن، وحضر الجمعه مع عثمان بن عفان رضي الله عنه وسمعه يخطب، وشهد يوم استشهاده (يوم تسلل عليه القتله الدار) وكان عمره أربع عشر سنة.

وفي سنه(37)هـ انتقل إلى البصرة، فكانت مرحله التلقي والتعلم، حيث استمع إلى الصحابه الذين استقروا في البصرة لمده ست سنوات وفي السنه (43)هـ عمل كاتبا في غزوه لأمير خراسان الربيع بين زياد لمده عشر سنوات رجع من الغزو واستقر في البصرة حيث اصبح اشهر علماء عصره ومفتي البصرة حتى وفاته .

صفاتة وشمائله
كان الحسن البصري رحمه الله مليح الصورة، بهيا، وكان عظيم الزند قال محمد بن سعد "كان الحسن فقيها، ثقة، حجة، مأمون، ناسكا، كثير العلم، فصيحا، وسيما". وكان من الشجعان الموصوفين في الحروب، وكان المهلب بن ابي صفرة يقدمهم إلى القتال، وأشترك الحسن في فتح كابور مع عبدالرحمن بن سمرة. قال ابو عمرو بن العلاء "ما رأيت أفصح من الحسن البصري". وفال الغزالي "وكان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم، هديا من الصحابة، وكان غاية الصحابة تتصبب الحكمة فيه.

كان الحسن كثير الحزن، عظيم الهيبة، قال أحد الصحابة "ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة.

أما عن سببب حزنه فيقول الحسن رحمة الله "بحق لمن يعلم أن الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده، وأن يطول حزنه". وكان الحسن البصري يصوم الأيام البيض، والشهر الحرم، والأثنين والخميس.

علمه

بئس الرفيقان، الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك
—من أقوال حسن البصري


لقد كان الحسن أعلم أهل عصره، يقول قتادة "ما جمعت علم إلى أحد العلماء إلا وجدت له فضلا عليه، غير أنه إذا أشكل عليه كتب فيه على سعيد بن المسيب يسأله، وما جالست فيها قط فضل الحسن".

وكان للحسن مجلسان للعلم: مجلس خاص بمنزله، ومجلس عام في المسجد بتناول فيه الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة وغيرها وكان تلاميذه كثر.

رأى الحسن عددا كبيرا من الصحابة وروى عنهم مثل النعمان بن البشير، وجابر بن عبدالله، وابن العباس، وأنس رضوان الله عليهم، ونتيجة لما سبق فقد لقبه عمر بن عبد العزيز بسيد التابعين حيث يقول "لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين".

وسُئل مرة أنس بن مالك عن مسألة فقال:سلوا عنها مولانا الحسن فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا،وقال أيضا:إنى لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين الحسن وابن سيرين. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن البصرى، ومن الحجاج بن يوسف الثقفي، فقيل له فأيهما كان أفصح ؟ قال الحسن. وقال قتادة: ماجالست رجلا فقيها إلا رأيت فضل الحسن عليه. وقال الزُّهري: (العلماء أربعة "سعيد بن المسيَّب" بالمدينة، و"الشعبى" بالكوفة، و"الحسن البصرى" بالبصرة، و"مكحول" بالشام).

من مواقف الحسن البصري
عاش الحسن رحمه الله الشطر الأكبر من حياتة في دولة بني أمية، وكان موقفه متحفظاً على الأحداث السياسية، وخاصة ما جرّ إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أي ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، وكان يرى أن الخروج يؤدي إلى الفوضى والإضطراب، وفوضى ساعة يرتكب فيها من المظالم ما لا يرتكب في استبداد سنين، ويؤدي الخروج إلى طمع الأعداء في المسلمين، ولأن الناس يخرجون من يد ظالم إلى ظالم، وإن شق على دراية إصلاح الحاكم فما زال لإصلاح المحكومين مُيسراً. أما إن كان الحاكم ورعاً مطبقاً لأحكام الله مثل عمر بن عبد العزيز، فإن الحسن ينصح له، ويقبل القضاء في عهده ليعينه على أداء مهمته.

كتب الحسن لعُمر بن عبد العزيز ينصحه فقال "فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد أئتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبنذ المال وشرد العيال، فأفقر أهله وبدد ماله".

ولقد عنف الحسن البصري طلبة العلم الشرعي الذين يجعلون علمهم وسيلة للاستجداء فقال لهم "والله لو زهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيكم".

ومن أقواله المأثورة قوله:

يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
—من أقوال حسن البصري


وفاته
توفي الحسن رحمه الله عشية يوم الخميس في أول رجب سنة عشر ومائة وعاش ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلى عليه المسلمون عقب صلاة الجمعة بالبصرة. وكانت جنازته مشهودة فقد قال حميد الطويل: تُوفى الحسن عشية الخميس، وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمره، وحملناه بعد صلاة الجمعة، ودفنَّاه، فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به فلم تقم صلاة العصر بالجامع، ولا أعلم أنها تركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر...




المصادر
موسوعة الحضارة الأسلامية
 

ابو شيماء

سيف الحق
رد: كبار التابعين الإمام حسن البصري

يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
—من أقوال حسن البصري
34.gif

أخــــي فتـــــــى العــــــاصــي
1137114121_3.gif


 
أعلى