من احيا سنة كان له اجرها و اجر من عمل بها و فى زمننا المعاصر هناك الكثير من السنن النبوية التى هجرت فى خضم زحام الحياة وغفل عنها الناس لذا من منطلق و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين أتيناكم بهذا المقال القيم للدكتور راغب السرجانى نفع الله به و حفظه حول إحدى السنن المهجورة التى غفل عنها عموم المسلمين و هى سُنَّة لعق الأصابع بعد تناول الطعام
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بيده، وهذا ما نفعله نحن عندما نستخدم الخبز في تغميس الطعام، ونتيجة هذا تَعْلَق بعضُ آثار الطعام في الأصابع، فكان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يَلْعَق أصابعه بعد الانتهاء من الطعام، وذلك قبل غسلها أو مسحها؛ فقد روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا"، أَوْ "يُلْعِقَهَا".
ويَلْعَقها أي يَلْعَقها بنفسه، ويُلْعِقها تعني أن يُلْعِقها غيره ممَّنْ لا يتأذَّى بفعل ذلك؛ مثل الطفل الصغير أو الزوجة أو الزوج، وعلَّل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هناك بركة في جزء من أجزاء الطعام، ويخشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضيع هذه البركة إن كانت في بقايا الطعام الموجودة في الأصابع؛ وذلك كما روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ".
بل جزم في رواية النسائي عن جابر رضي الله عنه أن البركة في آخر الطعام، فقال: "فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ بَرَكَةٌ".
وفي هذا حضٌّ من وجه آخر على أن يكتفي المرء بوضع القليل من الطعام في طبقه حتى يتمكَّن من الانتهاء منه دون عناء، فلا تضيع عليه البركة، وفي الحديث كذلك حضٌّ على المحافظة على الطعام القليل، وتقدير نعمة الله مهما صغرت في ظننا.