فى ذكري مجزرة رابعة "المستشار" وليد شرابي يحكي ما راي

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
فى ذكري مجزرة رابعة المستشار وليد شرابي يحكي ما راي
رأيت القناصة من الطائرات الهليكوبتر ومن فوق أسطح المباني المجاورة للإعتصام ومن داخل الوحدات العسكرية الملاصقة للإعتصام تقوم بقتل وقنص النساء والأطفال والشباب والشيوخ لحظات قليلة وعلمت بنبأ إستشهاد أسماء البلتاجى !!! كان الأمر مؤلماً وبشدة على والدها الدكتور محمد البلتاجي إلا أنه وبالرغم من ألمه الشديد كان قائداً مناضلاً صابراً محتسباً فلم تضعف عزيمته ولم تهن إرادته وظل صامداً فى الميدان ويواسي أهالى الشهداء والمصابين ،نظرت إلى المنصة فوجدت أن رموزاً من كبار العلماء والدعاة قد إعتلت المنصة منهم – على سبيل المثال – الدكتور جمال عبد الهادي والدكتور صفوت حجازي والدكتور صلاح سلطان وغيرهم في مشهد يكذب كل أقاويل الباطل التي روجها بعد ذلك إعلام الإنقلاب أن الرموز إختفت من الميدان ،وصلنا إلى الساعة الثانية ظهراً ومن بقي حياً من الشباب الموجود على أطراف الميدان لا يدري ماذا عليه أن يفعل هل يحمل من أصيب بالرصاص الحي من قبل ميليشيات الإنقلاب وهو إما شهيد أو مصاب إلى المستشفى أم يبقى في مكانه حتى يستشهد إلى جوار أخيه ،وفي هذه اللحظات كان واضحاً أن الأمر أصبح إجتهاداً من كل مرابط طبقاً للمعطيات التي أمامه ،وفي هذه اللحظات تشاهد عجب العجاب وبطولات من كل شخص لا تنم إلا عن نفوس علت وارتقت أرواحها عن كل مطامع الدنيا وتجردت لله ،فترى مِن الفتية مَن أثر أن يبقى ويستشهد كما حدث لأخيه فيقف أمام الجرافة المدرعة حافي القدمين ويفعل كل ما يمكن عمله حتى يوقفها عن حمل جثث الشهداء وأجساد المصابين أو هدم خيام الإعتصام وهو في سبيل ذلك إما أن يلقي عليها حجراً !!! أو يرمي بعصا بين إطارات المجنزرة !!! ويظل على هذه الحالة إلى أن تدهسه الجرافة أو يتم قنصة من قبل مدرعات الجيش أو الشرطة فيرتقي شهيداً إلى جوار إخوانه !!! أما البعض الأخر فقد فضل أن ينقل الشهداء والمصابين إلى المستشفى لأن سيارات الإسعاف قد توقف بعد إستهداف طواقمها بالقنص وإستشهاد بعضهم ،وهذا الفريق أيضا لم تغب عنه البطولات التي يجب أن تروى فكان كل مصاب يسقط على الأرض يعني ذلك أنه في مرمى نيران قناصة ميليشيات الإنقلاب إلا أنه وبمجرد سقوط أحد المصابين تجد الكثير من الناس يتسابقون لكي يحملوه !!! لذلك فلا عجب أن ترى شهيداً لأنه كان يحمل مصاب أو أن ترى شهيداً كان يحمل شهيد ،ثم عدت بعد هذه المشاهد إلى المستشفى الميدانى لأجد عجب العجاب فقد تحولت المستشفى إلى مشرحة بكل ما تحملة الكلمة من معنى لا يوجد مكان لوضع الجثث فيه والأطباء لا ينظرون إلا في الإصابات التى تكون بالرصاص الحي إما في الرأس أو البطن أوالصدر لأن هذه الحالات كانت كثيرة جدا وهي الأكثر أهمية لذلك فإن كل من أصيب فى أى منطقة من جسمه يعتبر معافى بالنسبة إلى هؤلاء ،وما أن تنظر في عيون الأطباء حتى تجدهم جميعا قد خارت قواهم من كثرة العمل وشدة الإجهاد ونوعية الإصابات وقسوة المشاهد التي تعرضوا لها طوال اليوم !!! لحظات قليلة داخل المستشفى حتى بدأ إطلاق النار الحي وقنابل الغاز على المستشفى ولم يعد هناك أى مكان أمن داخل الإعتصام لاسيما وأن الميليشات المسلحة أصبحت قريبة جداً من غرف المستشفى ولكن مازال هناك من المخلصين من يجاهد هذه الميليشات بالحجارة حتى على أعتاب المستشفى
 

lydia14

كاتب جديد
رائعة واكثر من رائعة

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته
 

*Abed*

كاتب جديد
رد: فى ذكري مجزرة رابعة "المستشار" وليد شرابي يحكي ما راي

بارك الله فيك ،،
جزاك الله كل خير ..
 

مواضيع مماثلة

أعلى