عصر الرقمنة يغيب معامل التحميض وأستديوهات التصوير

[ad_1]

لم يتوقع أي من فنيّي التحميض أن يدور الزمن دورته بهذه السرعة والقسوة، لتتغير حياتهم جذرياً في ظل النقلة النوعية في التقنيات الحديثة، لتصبح معامل التحميض وأستديوهات التصوير الضوئي القديمة غير مجدية لأصحابها، حيث تتكدس بأغراض التصوير وأدواته المهملة، ألبومات صور تعلوها العناكب، كيماويات تحميض انتهت صلاحيتها ، نيجاتيف، لايت بوكس، أفلام كاميرات 35 مم أهال عليها الزمن غباره وأزاحتها الثورة التكنولوجية بتسارع وتيرتها جانباً، حتى غدت معامل التصوير الضوئي التقليدية ملمحاً تراثياً، فترقمنت أستديوهات التصوير وتحولت الكاميرا التقليدية لمعمل وأستديو عالي الدقة ألغى أحماض النيتروجين والسلفات والهيدروجين التي كانت تستخدم في التحميض  والتي ظلت سنوات طويلة تحت وطأة صيحات المهتمين بالبيئة، المنددين بما تحدثه فيها من تلوث.. 

الرقمنة تفتح الباب لغير المتخصصين 

كاميرا الموبايل تزيح الكاميرا الرقمية - من موقع unslpash
وسائل تصوير حديثة

 لم يغيّب عصر الرقمنة معامل التحميض وأستديوهات التصوير فقط، بل قلص أعداد المصورين الفوتوغرافيين لحد كبير، حيث أضاءت كاميرات الهواتف النقالة المملوكة للمواطن العادي، لحظات شديدة الخصوصية منتقاة من الزمن، ليظهر فن المواطن العادي وإبداعه، وليتحول من متلقٍ لناقل للحدث وموثق له عبر كاميراته الرقمية عالية الجودة المدمجة في الهواتف النقالة، ينقله بحدس انفعالي بالزاوية التي يراها وفقاً لأيدلوجياته وقناعاته، والتي يمكن أن يوظفها لتغيير ماهية الحدث، وقد يضفي عليه بعض التعديلات أو التأثيرات غير المحسوبة، فتتغير حقيقة الصورة ومحتواها الفني بعيداً عن أعين الأكاديميين، وعن ميثاق الشرف الجامع لكل العاملين بالمجال. 

 

الفرق بين التصوير الفوتوغرافي والرقمي 

الكاميرا الرقمية - من ويكي
الكاميرا الرقمية – من ويكي

وعن الفرق الناشئ عن تطور التصوير الفوتوغرافي إلى الرقمي، يؤكد سامح سراج، يعمل بهندسة البترول ومهتم بالتصوير الفوتوغرافي، أن رقمنة الفوتوغرافيا أظهرت كثيراً من التجارب الإبداعية الفريدة والتي أطلقت إبداع وشعور مواطنين عاديين من مكامنه، فقاموا بإعادة صياغة الواقع وترتيبه وفق معتقدات كل منهم وآرائه وقناعاته، وباستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر ما يعرف بالمواطن التفاعلي.  

يقول: “لا يمكننا أن ننكر أن لقطات الفوتوغرافيا (الشعبية) غير الأكاديمية أظهرت مقدرة المواطن الفائقة في التحكم في مكونات المشهد عبر الجوانب الميكانيكية والتقنية في الصورة، والتي أظهرت الاستغلال الجيد للتقنيات التكنولوجية التي تتيحها الهواتف النقالة والكاميرات الرقمية عالية الدقة”. 

المواطن التفاعلي  

فيلم التصوير القديم - من موقع pixy
فيلم التصوير القديم 

يضحك ويضيف: “لم تعد المؤسسات الصحفية والإعلامية بحاجة لمراسلين ولا مصورين صحفيين، فالمواطن التفاعلي شغل هذه المهنة وبالمجان دون أن تتكبد المؤسسات الصحفية والإعلامية أي أعباء اقتصادية”.  

ويسرد سراج مميزات التصوير الرقمي، فهو أقل تكلفة، ويوفر الأفلام الضوئية وتكاليف تحميضها، ويوفر كثيراً من الوقت بخلاف الكاميرات الضوئية التي تكون مضطراً إلى الانتظار حتى تنتهي من تصوير الفيلم بالكامل ثم تحميضه وطباعته؛ لتستطيع استعراض الصور، ويمكن الاطلاع مباشرة على الصورة عقب التقاطها، ومن ثم تعديلها أو إلغائها. والصورة الرقمية تتيح استخدام برامج تحرير الصور لإجراء تعديلات عليها. 

كاميرا الموبايل أفلست شركات التصوير

عصر الرقمنة يغيب معامل التحميض - من موفع  unsplash
عصر الرقمنة يغيب معامل التحميض

على صعيد آخر، يرى أنس نبيل، فني معمل تحمض سابق، أن رقمنة الصور أفقدت الصورة إبداعها ونكهتها، ففن التصوير عندما وُضع بيد الجماهير نزع عن التصوير فنّه، فاختفى المصور الموهوب بعينه اللماحة ومقدرته الفائقة على اقتناص لحظة إبداعية، في ظل ما توفره التكنولوجيا من إمكانات تقنية، كما أن كاميرا الموبايل تسببت في كارثة اقتصادية للشركات المنتجة للكاميرات، مثل كوداك، والتي أعلنت إفلاسها مؤخراً، خلال جائحة كورونا، عقب 135 عاماً من النجاح.  

يضيف: “لست ضد الحداثة، ولكن لا يصح أن يترك الباب مفتوحاً لكل من هب ودب، فالصورة الفوتوغرافية دخلت في عمق حياة الشعوب، ومن ثم لا بد أن تكون هناك مسئولية وآلية حساب وقوانين حاكمة”. وعن معمل التحميض يقول: “اضطررنا لتغيير النشاط منذ خمس سنوات، فبالأمس القريب كان العائد مربحاً، فما بين حاجة الأشخاص لأفلام التصوير وتحميضها، مروراً ببيع الأدوات الخاصة بالكاميرا، إلى الاستشارة والشرح والمساعدة لطريقة عمل الكاميرا، بينما الآن فكاميرا الموبايل  أصبحت أستديو متكاملاً”. 

تابعوا المزيد: واس تفوز بجائزة أفضل صورة في سباق المفاريد للهجن



[ad_2]