[ad_1]

 

حينما تتباعد المسافات إلى أقصاها، ويَخفُت ضوء القمر الساطِع، وتَرحل النجوم في دوامة الكون المجهول، وتتلاشى أصوات البشر من حولِك، وكأن الحياة  قد انتهت، إلاك..!

ذَلِك هو الشعور الذي يتملكك، حين يقل اهتمامهم بِكِ، حين تنشَغِل خواطرهم بمُجريات الزَمَن ومُغرياتهِ، حينها فقط.. تَشعُرين بأنَكِ مُهملة، وأن الجدوى مِن وجودك قد انتهت صلاحيتها، وكأنَهُم انتزعوا قلبك، ومضغوا أصابِعك، وألقوا بِكِ في وادٍ مُظلِم وسط قيعان جِبال الألب..

تنتفضين ذُعراً وكأن أحَدَهُم قد قرر قتلك بسلاح التجاهُل والإهمال.. تبدأ ماهيتك في الذوبان بِبُطء.. وتنصَهِر معها أعمِدة هويتك وأسطُح وجودك.

لستِ وَحدك، هكذا هي طبيعة المرأة حين تتباعد المسافات بينها وبين مَن حولها مِن أُناس ، كانوا يوماً يولونَها اهتماماً.. هكذا تُعلِق المرأة جدواها على حائِط الاهتمام.. وحين ينهار هذا الحائط، تُلقي بنفسها مِن أعلى قمم السماء، إلى براثن الهاوية.

لَكِنَكِ تناسيت أمراً مهماً قد يقلب مصيرك رأساً على عَقِب، أمراً سيُعيد إليك الحياة في ثوب  مِن حرير، وعقدٍ مِن فِضة.. لقد ألقيت بكامل تركيزِك على فائدة وجودك بِهِم، وتناسيت فائدة وجودِك أنت لَهُم! إنَكِ جُزء لا يتجزأ من نسيج الحياة، إنَكِ نقطة فارقة في حياة الكثيرين مِنُهم، إنَ وجودك نبضة من نبضات قلوبهم، وحياتك هِي همزة الوصل بين أن يستَمِر أناس  في مسار حياتِهِم الحالي، أو تنهار آمالهم  في هذا الطريق فيسلُكُون طُرُقاً مُظلمة مجهولة..

ولَكِن لِكُل حَدَثٍ ميعاد، وكونَهم قد رحلوا بعيداً بعقولِهِم الصغيرة عَنكِ، فقريباً سيعود آخرون بدلاً مِنهُم، إنَهُم يبحثون عنكِ الآن، إنَهُم في الطريق إلى قلبِك، سيصلون مهما طال الوقت، وسيرونَكِ مهما عَلَت الأسوار..

 

نَعَم، أنت كاملة بِذاتِك، لا تحتاجينهُم بقدر ما يحتاج أكثَرهُم إلى اهتمامك الرَطِب، وكلماتِك الرقيقة، ونظراتك الذكية..



[ad_2]