يتفق الجميع على وجود ندرة في مركز المهاجم والقناص القادر على التسجيل من أنصاف الفرص في معظم دوريات العالم، بجانب تغير معالم كرة القدم بين الماضي والحاضر.
وفي الماضي كانت الموهبة والفطرة هي الأساس، وكانت المواهب كثيرة، لكن في آخر 20 عامًا تغيرت المفاهيم وباتت صناعة اللاعب هي الأساس مع زيادة عدد المدارس الكروية والأكاديميات، والتنافس على صناعة وتسويق اللاعبين.
آراء الفنيين
وبعض آراء الفنيين عن الأسباب المباشرة لنقص المهاجمين على مستوى العالم:
يقول المدرب عبد اللطيف المقرش “هناك نقص كبير في مركز المهاجم رغم التعمق والتخصص في صناعة وتطوير وتسويق اللاعبين”.
وتابع “الموهبة مهمة للغاية وكذلك العمل على تطوير التكتيك في كرة القدم ودخول التكنولوجيا بشكل قوي، مما أعطى سرعة في عملية التطوير”.
ونوه “في ظل هذه العوامل كلها، أصبحت كرة القدم جماعية أكثر على الصعيد الدفاعي والعمل الهجومي”.
وأضاف “الفوارق بين الأندية والمنتخبات أصبحت بسيطة في الحلول الفردية التي يصنعها اللاعبون أصحاب الموهبة مثل ميسي في برشلونة”.
وشدد “إذا نظرنا إلى مصادر الهدافين في الدوري السوري، نجد أن متصدر سباق التهديف في البطولة هو محمد الواكد البالغ من العمر 35 عامًا”.
وقال المقرش “ندرك خطورة الوضع، لا شك أن الظروف التي مرت فيها البلاد أثرت بشكل قوي على عدم ظهور لاعبين مميزين في هذا المركز، وخاصة في غياب دوري للفئات العمرية، وبذلك تم القضاء على أصحاب المواهب”.
تغيير معايير الاحتراف
وأردف “على مستوى العرب، يجب تغيير معايير الاحتراف من حيث عدد اللاعبين ومراكزهم، على سبيل المثال الدوري السعودي، في الماضي كان لا يسمح باحتراف حراس المرمى، وساهم ذلك في ظهور حراس مميزين مثل الدعيع”.
ونوه “يجب التفكير في آلية تستطيع من خلالها الكرة العربية في معالجة السلبيات
من خلال البطولات المحلية وتطويرها، وهذا ينعكس على البطولات العربية”.
الفرق بين المهاجم والهداف
بدوره قال أحمد أبو دان مدرب حراس مرمى تشرين “هناك فرق كبير بين المهاجم والهداف”.
وتابع “المهاجم يعتمد على الفكر ويكون دوره تكتيكيًا بشكل مطلق
أما الهداف يتواجد في مواقع معينة داخل منطقة الجزاء من أجل وضع الكرة داخل الشباك بنجاح”.
وقال أبو دان “فقدنا العمل الفني في المراحل العمرية المختلفة
يجب وضع آلية وبرامج ممنهجة تتضمن للصغار متابعة كبار الهدافين وطرق تمركز النجوم وعدم وضعهم تحت الضغط”.
وأتم “يجب اكتشاف المهاجم في وقت مبكر، وأن يدرس كل نقطة داخل منطقة الجزاء
والتعامل بالكرة أمام المرمى. تبقى الموهبة مهمة حيث لا يختلف اثنان
على أن مارادونا موهبة كبيرة واستثنائية وكذلك ميسي”.
التعليقات