[ad_1]

لعل أكبر صدمة أصابتنا مع جائحة كورونا – بعد التحديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية – هي صدمة أن يكون أولادي “من دون مدرسة”.
لقد بادرت دول العالم إلى إجراءات طارئة لإنقاذ نظام التعليم مع بداية فترة الجائحة، من خلال توفير نظام تعليم إلكتروني وضع على عجالة، وبه الكثير من النواقص والأخطاء، أهمها استخدام المدارس طرق التعليم التقليدية نفسها التي لن تنجح مع التعليم عبر الإنترنت. حتى وجدنا الكثير من الأمهات والآباء يعانون من أجل تشجيع أبنائهم على الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة والاستماع للمعلمة..
وهذه المعاناة كانت الأكبر على طلبة المراحل الدراسية الأولى، حيث تضطر الأم أن تترك جميع أعمالها وتجلس بمحاذاة أطفالها، وأما الأبناء في المراحل الدراسية المتقدمة، فنجد أن الكثير منهم أصابتهم حالة من العزلة والانطوائية والخوف من المستقبل.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو أتتنا متغيرات خطيرة أخرى، مثل التغيرات المناخية، والتي لا نستطيع التحكم فيها أيضاً؟ هل لدينا بدائل تعليمية فعّالة إبداعية بديلة؟
والسؤال الأهم، ماذا لو ظل أبنائي في المرحلة القادمة “من دون مدرسة”؟
أتذكر في عام ٢٠١٣م قمت بزيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن؛ حيث زرت إحدى المدارس فيه، وبعد حديثي مع المدرسات والطالبات، وجدت أن هناك نسبة تسرّب كبيرة بين الطلبة، وذلك لأسباب عديدة مرتبطة بوضعهم كلاجئين، والتأثيرات النفسية والصحية والأمنية عليهم، حينها قلت إنه من المؤكد أننا لا نستطيع أن نطبق نظاماً تعليمياً يستخدم للمجتمعات المستقرة والآمنة، هذا المثال مشابه تماماً لوضعنا الحالي مع كورونا، لذلك وكنتيجة لتلك الزيارة بدأت رحلتي مع فريق العمل مؤسسة بحرين ترست www.bahraintrust.org  لإيجاد نظام تعليمي مرن وفعّال ومبتكر وقليل التكلفة، وينتقل مع الطلبة أينما ذهبوا. 
هذا النموذج أسميناه “المدرسة المصغرة”، وهي عبارة عن صف دراسي واحد متعدد المراحل الدراسية، تضم ٢٠ – ٣٠ طالباً بمختلف الأعمار والمراحل التعليمية، ويقسمون إلى مجموعات، تم تصميمه طبقاً للبرامج الدولية المعتمدة، ويساهم في توفير برامج تعليمية عالية الجودة بأقل تكلفة.
ويهدف لتشجيع التعليم الذاتي، وتحسين نوعية حياة الطلاب وضمان مستقبل أفضل لهم، والمدرسة المصغرة تسمح لهم بالتفاعل المستمر باستخدام أسلوب التعليم المبني على المشروعات.


 



[ad_2]