[ad_1]

هناك سؤال طرح على مجموعة كنت أنا من ضمنهم في بداية محاضرة بعنوان “اقتصاد السعادة”.
 كيف أو ماهي الأمور التي قد تجعلك سعيداً؟!
غريب اسم المحاضرة والأغرب الربط الحاصل بينهما، لكن ليس هذا ما لفت نظري ولا حتى ما توقفت عنده على الرغم من أنني عَلِقت قليلاً بمعناها السطحي مستبعدة تماماً أن يكون هناك علاقة بين الاقتصاد والسعادة خاصة إذا كانت علاقة طردية!!
 بدأت المحاضرة مختلفة عن غيرها لم تتناول سوى الجانب العاطفي للسعادة حتى أنه لم ينتظر ردودنا على سؤاله.
 كنا جميعاً ننصت إليه باهتمام والحقيقي أننا أُصِبنا بنوع من البهجة لمجرد ذكر السعادة ورؤية تعابير السعادة على وجوه الآخرين من خلال العرض الذي استعان به، قبل أن يختم عاد للسؤال إياه وأخذ يستمع لإجابات كل منا على حدة. 
تعددت الإجابات وهذا أمر مفروغ منه ومتوقع فما يسأل عنه نسبي ومتفاوت فلكل منا طرق معينة وأسباب تجعله سعيداً عن الآخر، في نهاية النقاش توصلنا إلى نتيجة مقبولة اتفق الأغلبية عليها وهي أن السعادة تكمن في تلبية الاحتياج وأن الأمور المشبعة مع الوقت قد تصبح ليست سبباً لإسعادنا كما كانت في السابق قبل أن تُشبع!!
وقبل أن ننهي كانت هناك مداخلة من أحد الدكاترة الحاضرين ذكر لنا قصة لصديقه الذي كانت السعادة بالنسبة إليه في تباطؤ الزمن!!
كان يعيش حياة لا تشبهنا يحاول دوماً أن يبطئ ساعته عن الساعة التي نعيشها فمثلاً كان حينما يخرج من بيته ظهراً يبدأ يومه قائلاً: صباح الخير، يتعامل مع الشمس وكأنها أشرقت للتو رافضاً أن يتأقلم مع سرعة الزمن ومصداقيته!!! 
لو تمعنا قليلاً سنجد أننا نعيش أكبر تعاساتنا في اللحظات الأخيرة تلك اللحظات التي تتقطع بها أنفاسنا وتتغير وتيرتها وكأنها غريبة عنا ولا نعرفها.
حينما ينفد الوقت منا وننظر إلى ساعاتنا نرجوها ألا تمضي متعجلة تاركة إيانا وحدنا.
نجد أنفسنا نركض في ممرات الثواني مستنجدين بهذه الدقيقة وتلك التي تليها طالبين منها البقاء أو حتى التحرك ببطء قليلاً، نناديها لعلها تشفق على حالنا ولكنها لا تسمعنا، هذه هي اللحظات الأخيرة، وهذه هي صفاتها التي لا تخفى على أحد..
سرعة الوقت تنجح دوماً في سلب أوقاتنا السعيدة وجذبنا بسرعة أكبر من لحظات لا نرغب بها، وهي من تلصق بنا صفة المتأخر لأنها دوماً أسرع من اللازم والمطلوب.. 
 



[ad_2]