قبل الموعد المحدد.. تفعيل الأجهزة العلمية لمسبار الأمل بنجاح

[ad_1]

وتنطلق رسميا المهمة العلمية لمسبار الأمل، الأحد، وتستمر لمدة عامين، بهدف الحصول على أول صورة كاملة لمختلف طبقات الغلاف الجوي للمريخ خلال النهار والليل وكل فصول السنة المريخية، التي تعادل عامين أرضيين.

 إنجاز المهمة بنجاح

وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، المهندس عمران شرف: “بعد الرحلة الناجحة إلى المريخ، والمناورة شبه المثالية لدخول مدار الكوكب وانتقالنا من مدار التقاط مسبار الأمل إلى المدار العلمي، أكملنا مرحلة المعايرة والاختبار. ويسعدني الإعلان أن مسبار الأمل في وضع مثالي لبدء مهمته العلمية التي تستمر لمدة عامين“.

وأضاف أن بدء المهمة العلمية للمسبار “يتوج سنوات من العمل الدؤوب والمتفاني لفريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من الكوادر الوطنية الشابة، بالشراكة والتعاون مع الشركاء الدوليين للمشروع، الذي يعد مساهمة نوعية من دولة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية كونه سيوفر معلومات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر”.

صورة شاملة لمناخ المريخ

وبدورها، أكدت حصة المطروشي، نائبة مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” للشؤون العلمية، أنه مع بدء المرحلة العلمية لمسبار الأمل “ستقوم الأجهزة العلمية التي يحملها على متنه بالعمل على توفير صورة واضحة وشاملة عن مناخ كوكب المريخ في كل الأوقات على مدار سنة مريخية كاملة”.

وأشارت إلى أن هذه المعلومات التي ستشاركها دولة الإمارات مع المجتمع العلمي العالمي مجانا “ستساعد العلماء والباحثين على الوصول إلى فهم علمي أعمق للعمليات التي تدور داخل الغلاف الجوي للمريخ، خصوصا فيما يخص تلاشي غازي الأكسجين والهيدروجين اللذين يعتبران المكونيين الرئيسيين للماء، مما قد يساعد في تفسير العديد من الظواهر العلمية المرتبطة بهذا الكوكب”.

تفعيل الأجهزة العلمية

وجرى بنجاح تفعيل الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار في العاشر من أبريل الماضي، أي قبل الموعد المحدد سلفا، ليتبع ذلك مرحلة المعايرة والاختبار.

وقد تبين لفريق عمل المشروع أثناء عمليات المعايرة والاختبار، أن أداء هذه الأجهزة ودقتها “يفوق التوقعات” حتى الآن.

ويحمل “مسبار الأمل” 3 أجهزة علمية، هي كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI، وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضا لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي.

بالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، لقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.

والتقطت كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي يحملها المسبار أكثر من 500 صورة للمريخ منذ انتقال المسبار إلى المدار العلمي في أوائل أبريل 2021.

وستركز الكاميرا الآن على رسم خرائط لسحب المياه الجليدية في الغلاف الجوي للمريخ، تزامنا مع دخول الكوكب الأحمر “الموسم الغائم”. خلال الفترة الحالية، وفي ظل فصلي الربيع والصيف في النصف الشمالي للمريخ، يتشكل حزام من الغيوم بالقرب من خط الاستواء.

يذكر أن هذه الصورة ملونة من خلال جمع الحزم الضوئية المرئية الحمراء من الطول الموجي 635 نانومتر والحزم الضوئية ما فوق البنفسجية للطول الموجي 320 نانومتر.

 وتظهر الصورة المرئية الحمراء بوضوح المناطق الداكنة والفاتحة على سطح المريخ، بينما تبرز في الصورة للأشعة فوق البنفسجية غيوم الجليد المائي.

وتم التقاط الصورة في 22 أبريل 2021، أثناء تواجد مسبار الأمل على خط طول شمسي يبلغ 35 درجة تقريبا، تزامنا مع فصل الربيع في نصف الشمالي للمريخ.

 ويمكننا رؤية الغطاء القطبي الشمالي مع وجود غيوم مميزة تحيط به، ومن المحتمل أن يبدأ هذا الغطاء في الاختفاء تدريجيا مع ارتفاع درجات الحرارة.

وتظهر على طول الطرف الجنوبي والحافة الشرقية للكوكب طبقة رقيقة من السحب، بالإضافة إلى غطاء سحابي مستمر إلى حد ما إلى الغرب من المنطقة الأكثر قتامة في المركز العلوي للصورة، المعروفة باسم “اسيداليا بلانيتيا – Acidalia Planitia”.

كما تسلط هذه الصورة الضوء على نوع البيانات التي ستجمعها كاميرا الاستكشاف الرقمية “EXI”، بشكل روتيني بعد أن بدأت المرحلة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

وسيكون لدى “مسبار الأمل” رؤية فريدة لهذه الغيوم، من خلال موقعه المتميز، وقدرته على مراقبة الديناميكيات المتغيرة للغلاف الجوي خلال الدورات اليومية والموسمية.

وبالنسبة للمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، فمنذ دخول “مسبار الأمل” إلى مدار المريخ، عمل المقياس الموجود على متن المسبار، على جمع بيانات علمية توضيحية، ومعايرة المقياس بشكل صحيح، بالإضافة إلى معالجة البيانات التي يتم جمعها بصورة روتينية ودورية.

وفي المجمل، قام المقياس بجمع أكثر من 130 ألف صورة طيفية منذ وصوله إلى المريخ. ومدنا بأكثر من 40 ملاحظة علمية توضيحية مخطط لها من قبل، تغطي جزء كبير من فترات اليوم على المريخ.

وسيرصد المقياس المريخ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺰم اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻤﺮاء، ودرﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﺴﻄﺢ، ودرﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، وقياس اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺒﺼﺮي ﻟﻠﻐﺒﺎر واﻟﺴﺤﺐ اﻟﺠﻠﯿﺪﯾﺔ ووفرة ﺑﺨﺎر اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، وذلك على مدار يوم المريخ، وعلى نطاقات زمنية شبه موسمية.

وستوفر هذه البيانات، جنبا إلى جنب مع تلك البيانات الخاصة بالمقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية وكاميرا الاستكشاف الرقمية، نظرة تفصيلية وغير مسبوقة عن مناخ المريخ وتفسر أسباب عمليات تلاشي الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

أما المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، فقد تمكن منذ وصول “مسبار الأمل” إلى مدار المريخ من جمع بيانات علمية توضيحية مهمة، ما يقارب 14 ألف صورة طيفية مكانية للغلاف الجوي، بما يعادل 1.6 مليون طيف فردي.

وقد أظهر التشغيل الأولي لأربعة أنواع مختلفة من العمليات العلمية بواسطة هذا الجهاز، أنه يعمل بشكل مثالي ويتتبع بدقة المستهدفات في مجال رؤيته.

 مسبار الأمل

ويدور مسبار الأمل حاليا في مداره العلمي المخطط له حول المريخ بين 19.974 إلى 42.651 كيلومتر، وبزاوية 25 درجة. وسيكمل المسبار دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، وسيسجل عينة كاملة من البيانات حول الكوكب كل تسعة أيام.

ويصل وزن “مسبار الأمل” إلى حوالي 1,350 كيلوغراما، ويبلع تقريبا حجم سيارة دفع رباعي صغيرة، وقد صممه وطوره مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء الذين يعملون مع شركاء أكاديميين عالميين، من بينهم مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء لدى جامعة كولورادو بولدر وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.

ويستهدف المسبار نقل صورة كاملة عن الغلاف الجوي المريخي والعلاقة بين طبقتيه العليا والسفلى، وللمرة الأولى، سيتمكن العلماء حول العالم من الحصول على نظرة شاملة وكاملة للغلاف الجوي للمريخ في أوقات مختلفة من اليوم، وعبر مواسم الكوكب المختلفة.

وتتزامن رحلة مسبار الأمل التاريخية إلى الكوكب الأحمر مع احتفال دولة الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها.



[ad_2]