صيد الصقور في الامارات العربية المتحدة

صيد الصقور في الامارات، يمثل الصقر في دولة الإمارات العربية رمزاً وطنياً حيث اشتهر منذ القدم. كما عُرف الإمارتيون بحبهم لتدريب الصقور وترويضها حتى باتت رياضة الصقور في الإمارات العربية من أهم ما تتميز  به هذه الدولة. علاوة على ذلك أحدثت مستشفى للصقور في الإمارات العربية المتحدة وقامت الدولة بإصدار جوازات سفر للصقور مما يدل على رمزية هذا الطائر عند الإماراتيين.فما هو موسم صيد الصقور في الامارات؟

---

تاريخ وثقافة صيد الصقور في الإمارات العربية المتحدة

بداية يعد صيد الصقور في الإمارات العربية تراثاً من تاريخها، إضافة إلى كونه يمثل تراث منطقة الخليج جميعها. وبصفة خاصة مارس الشعب الإماراتي منذ القدم صيد الصقور فقد استخدموها لصيد أنواع أخرى من الطيور والحيوانات كغذاء لهم. ونتيجة ذلك نجد  الكثير من شعر اء العرب ذكرالصقور في أبيات شعرية متضمنة رمزية هذا الطير للشموخ والقوة.

وفي الحقيقة يعود تاريخ احتراف الإماراتيون لصيد الصقور مئات السنين، حيث توارث الأجيال حبهم للصقور من جيل لآخر مما كان سبباً في احترافهم وتفردهم بطرق صيد الصقور وجعلهم في الصدارة. وبصفة خاصة إمارة أبو ظبي التي تشتهر في تربية الصقور وتدريبها وكذلك ترويضها ووحود مستشفى خاص بالصقور الأول من نوعه في العالم فيها. وصل الاهتمام بالصقور في الإمارات حد ظهور رياضة الصقور في الإمارات العربية والتي تتفرد بها مما جعلها مقصداً للكثير من الزوار.

اقرأ ايضاً: أهم 13 فائدة من فوائد التمر الصحية

---

أنواع الصقور المتواجدة في دولة الإمارات

تتواجد في منطقة الإمارات العربية الأنواع الآتية من الصقور:

الصقر الحر

وهو أهمها حيث يعد أفرس الصقور وكذلك الأكثر صبراً وتحملاً، وله ثلاثة أنواع (الحر الكامل- القرموشة- الوكرى الحرار).

الشاهين

يتميز بتفضيله العيش بالقرب من الشواطيء ليتغذى على الطيور المائية. كما أنه يتميز بسرعته أثناء الصيد ومن أهم أنواع الصقر الشاهين (الكامل- الوكرى- الخميس -التبع).

اقرأ أيضاً: اختبار سرعة الترسيب

---

الاهتمام بالصقور في الإمارات العربية المتحدة

بداية إن الاهتمام بالصقور في الإمارات العربية المتحدة يعد اهتماماً متميزاً على مر السنين نتج عنه الآتي:

• رياضة الصقور في الإمارات العربية المتحدة

في الواقع لرياضة الصقور في الإمارات العربية أهمية كبيرة، حيث تعد من أهم الرياضات التي تشكل وسيلة لغرز القيم النبيلة. كما تساهم في تعليم الجلد والصبر والشموخ والقوة والشجاعة والفخر. زيادة على ذلك تعلم أشكال التغلب على الخصم بالكثير من الذكاء والشجاعة.

يتركز الاهتمام برياضة الصقور في الإمارات العربية حالياً لعدة أسباب منها على سبيل المثال:

• كونها أهم الرياضات التقليدية.
• لدورها في المحافظة على الطبيعة والصيد المنظم المستدام.
• تعمق علاقات الصداقة والتعاون بين الذين يمارسون هذه الرياضة.
• المهارت الإبداعية التي وصل إليها الإماراتيون في صيد الصقور البرية وترويضها ليصبح مرافق جيد يسمع كلام مدربه ويصبح بالتالي صياداً ماهراً.

ومن الجدير بالذكر هو أنه مع انتهاء موسم صيد الصقور في الامارات العربية يتم إطلاق الصقور مرة ثانية إلى البرية.

• نادي الصقارين

ظهرت فكرة إحداث نادي يضم الصقارين في كل إمارة من الإمارات العربية رغبة في الحفاظ على تراث صيد الصقور في هذه المنطقة وإحياءً لهذه الرياضة ودعمها وحمايتها من الزوال والإندثار. وكنتيجة لذلك حدد الهدف من النادي للارتقاء بمستوى رياضة الصقور في الإمارات العربية المتحدة وكذلك أيضاً في منطقة الخليج بالإضافة إلى الأمور الآتية:

• العمل على نشر الوعي بأهمية المحافظة عليها كتراث مميز وهام للمنطقة برمتها.
• دورها الهام بنشر وتعليم الأخلاق النبيلة المتعلقة بصيد الصقور من شجاعة وصبر وقوة وفخر.
• التعريف بأنواع الصقور وصفاتها وأطوار حياتها والمواطن الاصلية لها ومواسم هجرتها.
• الحفاظ على إرث الإجداد في مجال صيد الصقور، وتولي مهمة نقله للأجيال القادمة بغية الاستمرار بالحفاظ على هذه الهوية.
• حماية الصقور بأنواعها من الانقراض.

ومن المهم ذكره أن هناك العديد من نوادي الصقارين في الإمارات مثل نادي صقارين أو ظبي ونادي صقارين دبي……الخ

• مستشفى الصقور في الإمارات العربية المتحدة

افتتح مستشفى الصقور في الإمارات من قبل هيئة البيئة في العاصمة أبو ظبي وذلك في العام 1999م. وبذلك تكون قد أحدثت أول وأكبر منشأة في العالم تختص بمعالجة الصقور. يضم المشفى مايقارب 200 غرفة للعلاج مجهزة بالوسائل اللازمة.

تم تطوير مستشفى الصقور نتيجة النجاحات المبهرة التي حققها والتي شكلت سبباً هاما لاتخاذ القرارات بتوسيع المشفى وزيادة حجمه ليضم عدة مرافق جديدة حيث تم على سبيل المثال:

• إحداث مراكز لتقديم التوعية والتعليم والتدريب.
• مراكز للقيام بالدراسات والأبحاث المتخصة بالصقور.
• تم تحويل المسشفى ليصبح مستشفى متكامل يختص بعلاج الأنواع المختلفة من الطيور.
• افتتاح مركز لرعاية الحيوانات الأليفة.
• افتتاح ملجأ للحيوانات السائبة يتيح تبني السكان لاحد هذه الحيوانات.

علاوة على ذلك عملت إدارة المستشفى على اسثمار فكرة مستشفى الصقور في الإمارات العربية ونجاحاته المتميزة بجعله مركزاً سياحياً متميزاً من خلال:

• إعلان برامج سياحية فريدة لدمج مستشفى الصقور مع عمليات وبرامج الترويج السياحي الأخرى في الإمارة.
• إحداث مركز شاهين للمؤتمرات المتميز بتصاميمه المعمارية الفريدة والذي يضم قاعات ضخمة لإقامة الاجتماعات والمؤتمرات.
• استقطاب أعداد كبيرة من السياح التي تقصد مستشفى الصقور في الإمارات العربية لزيارة المعارض والمؤتمرات الخاصة بالصقور.

مما لاشك فيه أن المستشفى يحظى باهتمام كبير جداً من قبل الدولة وكذلك أيضاً من قبل الشعب الإماراتي المحب للصقور.

• مراكز إكثار الصقور

عملت دولة الإمارات على دعم العديد من المشاريع التي تسعى للمحافظة على الصقور والحيوانات والطيور البرية والمهاجرة. وذلك من خلال وجود مراكز إكثار الصقور المهددة بالانقراض. ومن الجدير بالذكر أن الصيد بالصقور مرتبط بطائر الحبارى المهدد بالانقراض. وما تجدر الإشارة إليه هنا هو وجود الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى منذ عام 1977م.

• إصدار جواز سفر خاص بالصقور

في الحقيقة أصدرت الدولة الإماراتية جواز سفر خاص بالصقور نظراً لكثرة استخدام الصقور برحلات الصيد والقنص( sniping) . فقد أصبح بالإمكان أن يرافق الصقر مالكه على متن الطائرة. ويستخدم لعدد غير محدود من الرحلات. يساعد جواز السفر على:

• عملية انتقال الصقور بين الدول دون الحاجة إلى إصدار شهادات الاستيراد والتصدير.
• توزيع الحلقات المعدنية المستخدمة لتعريف الصقور المرباة في مراكز إكثار الصقور.
• الاستدلال على أصحاب الصقور المفقودة والميتة من خلال تلقي البلاغات.
• المتابعة لمراكز إكثار الصقور ضمن الدولة الإماراتية.

اقرأ أيضاً: كيفية الاهتمام بحديقة منزلك أثناء فترة الحجر 

---

موسم صيد الصقور في الامارات العربية المتحدة

من المؤكد أن صيد الصقور في الإمارات العربية وكذلك في دول الخليج العربي يتم في موسم محدد يبدأ في فصل الخريف. عندما تبدأ الطيور بالهجرة والقدوم إلى المواطن التي تتكاثر فيها، ويكون ذلك في آواخر شهر أيلول (سبتمبر)وأوائل شهر أكتوبر. وينتهي موسم الصيد مع بداية الربيع في شهر آذار(مارس) من كل عام، حيث تبدأ الحرارة بالارتفاع.

في الواقع إن الصقارين االمتخصصين والمحترفين يتمكنون من تحديد بدء موسم الصيد من خلال بزوغ نجم سهيل الذي يشير إلى بداية التحول المناخي التدريجي.

ومن الجدير بالذكر هو أن موسم وصول الطيور إلى الشواطيء الدافئة في الخليج العربي تسمى اللفو، في حين تسمى الهجرة المعاكسة للطيور حين هجرتها بالعبور.

يعمل الصقارون لاصطياد الطيور المهاجرة والعابرة لأراضي المنطقة وخاصة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية من خلال استخدام الصقور المدربة التي على ترويضها لتكتسب المهارة المطلوبة في الصيد.

تقنيات الصيد وطرقه

• طريقة اصطياد الصقور

يوجد العديد من طرق وتقنيات اصطياد الصقور منها على سبيل المثال:

حفر فجوة في التراب:-

توضع الفريسة في الحفرة ولتكن حمامة مثلًا مربوطة بخيط يتحكم الصياد بحركتها مع اختبائه خلف الأشجار حيث تكون الحمامة الطعم لالتقاط الصقر، وعند وثب الصقر على فريسته يقوم الصياد بحذر شديد على سحب الخيط والقبض على الصقر.

استخدام الشبكة ووضع الحمامة فيها كطعم:-

بالتالي عندما يقترب الصقر ليمسك فريسته الحمامة تلتقطه الشبكة ويعلق بها ويأخذه الصياد ليتم ترويضه وتدريبه على صيد الطيور الأخرى.

• طريقة صيد الصقور للطيور

تدرب الصقور في الإمارات العربية لاصطياد الحبارى العربية التي تعد أجمل الطيور الأجمل، حيث يبدأ البحث عن هذه الحباري مع طلوع الفجر مع برودة الجو وجفافه فهو أنسب وقت للصيد ومن الممكن أن يستمر لما يقارب الساعة الحادية عشرة صباحاً، ويتم استمرار الصيد بفترة بعد الظهيرة. يعمل الصقارون خلال لليلة الصيد على تجويع الصقر بحيث يقوم في يوم الصيد بتتبع آثار اصابع طائر الحباري وعند وقوفه يقوم الصقار بنزع الكمامة من على رأسه ويتركه ليتبع الحباري ويلتقطه.

من الجدير بالذكر هو اختلاف طرق الصقور في الصيد فلكل صقر طريقته في الإمساك بفريسته، فبعضها يهاجم طرائده في الجو حتى يتمكن من إجهاد الفريسة واقتناصها. وبعضها الآخر يهاجم فريسته من الجو لينقض عليها في الأرض Earth. إلا أن بعض الطيور تتفادى مهاجمة طرائدها وخاصة طيور الحباري على الأرض حتى لاتعض أرجله.

تدريب الصقور

مما لاشك فيه أن الاعتماد على الصقور في الصيد يكون من خلال استغلال حاسة البصر عند هذه الطيور التي تتمكن من رؤية فريستها من على ارتفاعات شاهقة.

نظراً لشهرة الإماراتيين بمحبة الصقور التي تعد جزءاً من تراثهم الذي يتوارثوه عن أجدادهم أصبح لهم وسائل طرق خاصة ومتميزة بتربية الصقور وتدريبها وحسن معاملتها.

ففي الواقع يمكن للمدرب الصقور الماهر أن يعمل على تدريب أثنين من الصقور في كل موسم الحر أو الشاهين. فمثلاً تدريب الصقر من نوع الشاهين يستغرق بين 30 إلى 40 يوماً. يتمكن بعدها الشاهين من التعرف على مدربه والإصغاء لندائه وبالتالي تنفيذ أوامره.

اقرأ أيضاً: فرط العطش عند الكلاب

---

لم يقف الإمارتيون عند معاملة طائر الصقر بطريقة خاصة وتربيته وتدريبه بل تعدى الأمر لمعرفة الأمراض التي تصيبها وكيفية علاجها وإجراء الأبحاث والدراسات وعقد الاجتماعات والمؤتمؤات حولها. مما جعل الكثير من الاشخاص في دول أخرى تقصد الإمارات للمارسة هذه الرياضة والتمتع بها.