صقر قريش عبد الرحمن الداخل

[ad_1]

Saqr Quraish Abdul Rahman Al-Dakhil

عبد الرحمن الداخل صقر قريش الذي تمكن من إعادة تأسيس وبناء الدولة الأموية في الأندلس بعد أن انقضت في الشرق على يد العباسيين.

فهرس المحتويات

عبد الرحمن الداخل صقر قريش أمير أموي هرب في نهاية الخلافة الأموية من بطش العباسيين. وصل للمغرب الأقصى بعد رحلة دامت ست سنوات ذاق فيها أشد الأيام سوءاً برفقة خادمه بدر. وتمكن من إعادة بناء الأندلس وإحياء حضارتها. كان عبد الرحمن ابن معاوية أول الحكام الأمويين الذين يحكمون بلاد الأندلس.


من هو عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش؟

صقر قريش هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، كني بأبو المطرف. ولد أثناء خلافة جده هشام بن عبد الملك وذلك في سنة 113هـ 731م. مات أبوه عندما كان صغيراً حيث نشأ يتيماً، تربى في بيت الخلافة الأموية في كنف جده الملك الهشام إلى أن بلغ التاسعة عشر من عمره.

كان عبد الرحمن شاعراً  له الكثير من الأبيات الشعرية خاصة تلك التي تعبر عن شوقه لربوع الشام التي نشأ فيها. توفي عبد الرحمن الداخل في قرطبة عام 172هـ 788م عن عمر بلغ 59 عاماً، امتدت فترة حكمه من عام 138هـ 755م وحتى عام 172هـ 788م، أمضى أربع وثلاثون سنة منها في ملك بلاد الأندلس.

الصفات الشخصية لعبد الرحمن ابن معاوية

تمتع صقر قريش بالعديد من الصفات المميزة، أهم هذه الصفات  الجسدية على سبيل المثال:

  • أصهب.
  • ذو عارضين خفيفين.
  • يوجد خال في وجهه.
  • قامته طويلة نحيقة.
  • أعور العين.
  • له ضفيريتين.

كما وصفه ابن حيان بأنه رغم حداثة سنه أنه:

  • كثير الكرم.
  • عظيم السياسة.
  • يعود المرضى.
  • يشهد الجنائز.
  • يصلي بالناس في أيام الجمعة والأعياد.
  • يخطب بنفسه.

ألقابه

لقب عبد الرحمن بعدة ألقاب أشهرها على سبيل المثال:

  •  صقر قريش لعبوره الصحراء والبحر وتحمله الفقر في رحلته من المشرق.
  • الداخل لدخوله الأندلس وإعادة تأسيس الدولة الأموية بها.
  • عبد الرحمن الأول في المصادر الأجنبية.

اقرأ أيضاً: قصر الحمراء في غرناطة 

رحلة هرب الأمير عبد الرحمن صقر قريش

في الواقع إن نهاية الدولة الأموية كانت مع بدء العباسيون بإقامة دولتهم. وقد عمل العباسيون في تلك الفترة على تعقب الأمويين والسعي للقضاء عليهم وعلى مواليهم وذلك خشية من أن يحاول الأمويين التفكير في استرداد الحكم. وفي الحقيقة تم قتل الكثير منهم في حين استتر الآخرون، إلى أن عمل العباسيون على إظهار الندم على مافعلوه بالأمويين بغية تضليل الأمويين المختبئين والتمكن من قتلهم. وبالفعل تمكنوا بهذه الحركة من قتل المزيد من الأمويين، إلا أن الخبر وصل إلى عبد الرحمن وتمكن من الهرب من منزله بدير حنا، حتى وصل قرية الفرات واختبأ فيها.

وقد قيل في كتب التاريخ أن صقر قريش أثناء اختبائه أصابه الرمد واضطر أن يلزم دار مظلمة قبل أن يستأنف رحلة فراره، وإذ بالرايات السود الخاصة بالعباسيين تظهر في القرية مما اضطره للفرار برفقة أخيه إلا أن أحد الواشيين وهو عبد من عباده وشى به فلحقته خيول العباسيين إلى مجرى النهر، فلم يكن أمامه هو وأخيه سوى عبور النهر. وبينما هما في وسط النهر وإذ بالفرسان العباسيين يحاولون إغرائهم ووعدهم بالأمان في حال رجوعهم، غير أن أخيه الذي كان بلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً رجع خوفاً من الغرق، بينما أكمل عبد الرحمن عبور النهر بعد أن قتل العباسيين أخوه أمام عينيه.

من جهة أخرى بقي العباسيون يخشون عودة ظهور الأمويين. لذلك عملوا على الاستمرار في تتبع الامويين وقتلهم مما سبب في استمرار عبد الرحمن بالتنقل من مكان لآخر لمدة تقارب الخمس سنوات.

اقرأ أيضاً: الأمير بندر بن سلطان

صقر قريش والتفكير بالأندلس

بداية كانت الأندلس في فترة 36هـ تضج بالنزاعات والاقتتالات بين القبائل اليمانية والمضرية، في ذات الوقت كان بدر خادم عبد الرحمن الأمين ورفيق دربه يحاول معرفة رأي الناس وموقفها وكسب تأييدها للأمويين. ومن الجدير بالذكر أن بدراً قصد من كان موالياً للأمويين في بلاد الأندلس، وذلك من أجل طلب مساعدتهم وعضدهم لتمهيد فكرة الدخول إلى الأندلس.

ومما لاشك فيه أن بدر عمل بكل طاقته لخدمة سيده ففي العام 753هـ نزل بدر في نواحي الغرناطة في البيرة منزل أحد جند الشام من الذين ساند خالد ابن الوليد في فتح الاندلس. وهنا بدأ بدر يحاول بث دعوة سيده عبد الرحمن الداخل ويحشد الأنصار مهيئاً بذلك قدوم سيده عبد الرحمن وكان ذلك في العام 755هـ.

وفي هذا الوقت عرض بدر الخادم رسالة عبد الرحمن على الزعماء الموالين لبني أمية في الأندلس، وهم أبي عثمان عبيد الله بن عثمان وعلى عبد الله بن خالد وأبي الحجاج يوسف بن بخت حيث أجابوه بالمساندة. وعندما عرض ذات الأمر على أحد زعماء المضرية الصميل بن حاتم خشي الأخير على ملكه ونفوذه من عبد الرحمن، غير أنه حاول عدم الإجابة. أما اليمانية التي كانت في نزاع مع المضرية وقفت إلى جانب عبد الرحمن الداخل بدافع رد هزيمتها أمام القيسية والفهرية التي خسرتها في موقعة شقندة.

وعمل أيضاً عبد الرحمن على توثيق علاقات مع خصوم العباسيين في بلاد الغرب وتجمع حوله الكثير من المؤيدين ومن جماعات البربر الذين أرادوا استعادة نفوذهم. نتيجة تضامن الزعماء المواليين للأمويين مع عبد الرحمن وصلوا إلى ثغر المنكب في الربيع الثاني من العام 138هـ. وبدء حلم إعادة بناء الأندلس بالتحقق.

اقرأ أيضاً: الأمير منصور بن متعب


الدولة الأموية في الأندلس

عبد الرحمن ابن معاوية
الانتصار في الحرب ودخول الأندلس

إعلان الدولة الاموية الأندلسية كان بانتصار عبد الرحمن الداخل على يوسف الفهري في موقعة المصارة التي وقعت يوم عيد الاضحى من العام 756م. بعد أن تجمع حوله ما يقارب الثلاثة آلاف فارس، تقدم الجيش باتجاه قرطبة ليتلاقى مع قوات يوسف الفهري بقيادة الصميل الذي سعى للمكر والخديعة. عندما أشار إلى يوسف الفهري أن يلجأ لإغراء عبد الرحمن للزواج من ابنته، ليأمن جانبه ولكن الحيلة لم يكتب لها النجاح، وكانت الحرب حيث التقى الفريقان في منطقة المصارة بالقرب من قرطبة، وتم تحقيق الانتصار المنتظر على يوسف الفهري ودخول الأندلس.

اعتبرت صلاته بالناس وإلقائه الخطبة عليهم بمثابة الإعلان للدولة الأموية في الأندلس. وتمت بيعته على الخلافة في 10 ذي الحجة من عام 138هـ 18( أيار/مايو من عام 756م) وبذلك أصبح عبد الرحمن الداخل الأمير الأموي الأول الذي بدء ببناء  الأندلس وحكمها، وكان عمره ست وعشرون عاماً.


حكم عبد الرحمن الأموي في الأندلس

امتدت فترة حكم عبد الرحمن ابن معاوية للأندلس أربع وثلاثين عاماً. عمل خلالها على تنظيم أمور بلاد الأندلس. من الجدير بالذكر أن عبد الرحمن الداخل اتبع طريقة أسلافه من الخلفاء الأمويين في الحكم. نذكر على سبيل المثال الأمور الآتية:

  • لم يتخذ الوزراء وإنما اتخذ حجاباً.
  • احتفظ بمجموعة من المستشارين كان أغلبهم من مواليه عند دخوله الأندلس.
  • ركز اهتمامه على الجيش الذي كان الركيزة الاساسية التي جعلته مسيطرة على أمور البلاد طول فترة حكمه.
  • أنشأ عددًا من قواعد السفن.

اقرأ ايضاً: الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود


حضارة الأندلس في عهد عبد الرحمن الداخل

في الحقيقة حرص عبد الرحمن ابن معاوية على إحياء الأندلس حتى أصبحت منبعاً لحضارة العالم. فقد اشتهرت بالعلم والثقافة والعلماء يزورها طلاب العلم من جميع أنحاء العالم وبصفة خاصة من أوربة. وكان من أبرز علماء العرب الأندلسيين ابن رشد Averroes الذي نقل الغرب علومه وفلسفته وأقاموا دولهم وحضارتهم استنادً على فلسفته وعلومه.

وأبرز ماكان من إحياء وبناء الأندلس الاهتمام بالحضارة العمرانية حتى أصبحت الأندلس حاضرة الدنيا. تتميز بالعديد من المدن والقصور والقلاع مازالت تذكر لأيامنا هذه أهمها على سبيل المثال:

  • مسجد قرطبة الذي أُسسس عام 70هـ

بناء الأندلس
مسجد قرطية في الأندلس

أنشأ مسجد قرطبة بأمر من صقر قريش عام 92هـ/ 785م بمساحة 4875م2 عندما أصبحت قرطبة حاضرة للأندلس. وتم بناء المسجد مشاطرة مع الكنيسة بعد أن زاد عدد المسلمين والجنود في قرطبة.

صقر قريش عبد الرحمن الداخل
قصر الرصافة في الأندلس

تم بناء قصر الرصافة في بداية حكم صقر قريش، وعمد إلى تسميته بالرصافة لتعلقه برصافة جده الهشام  بن عبد الملك. أنشأت على غرار الرصافة التي كانت موجودة في الشام على ضفاف الفرات. كما أمر بإحاطة القصر بالحدائق المزهرة وجلب النباتات والأزهار وشجر النخيل والبذور من الشام ومن أفريقية. كما عمل على:

  • إقامة سور قرطبة عام 150هـ بهدف تحصين قرطبة الذي استمر العمل به لعدة أعوام.
  • أقام الكثير من القلاع والحصون.
  • أنشأ داراً تضرب فيها النقود بشكل مماثل لما كانت تضرب عليه في دمشق.

اقرأ أيضاً: الأميرة ديانا


عبد الرحمن الداخل صقر قريش وإحياءالأندلس هي أسماء تثير في النفوس شيء من الفخر والاعتزاز للإصرار وتحقيق الحضارة والعلم والثقافة التي كانت تمثل عصر الازدهار للعرب. ومن الجدير بالذكر أن جمال هذه الشخصية والحضارة في قرطبة جسدت في مسلسل سمي باسم صقر قريش عبد الرحمن الداخل للمخرج حاتم علي والذي يعد ملحمة تاريخية من الممتع مشاهدتها.

[ad_2]