شراكة خليجية بريطانية لابتكار وسائل تعليم جديدة

[ad_1]

فقد ذكر البنك الدولي أثناء جائحة “كوفيد-19” أن أكثر من 1.7 مليار من طلاب العالم تأثروا سلبا بسببها. وبحسب بيانات حكومية، فقد أثر الفيروس على حوالي مليون طالب في دولة الإمارات وحدها.

وفي العام الماضي، سارعت المؤسسات التعليمية إلى الاستفادة من تكنولوجيا التعليم واستخدامها في تفعيل برامج التعلم المستمر، بسبب تعطل التعليم الروتيني داخل الفصول الدراسية، وقرارات الإغلاق الوطنية، وموجات تفشي كوفيد-19.

وقد برز الشرق الأوسط كسوق سريع النمو لشركات تكنولوجيا التعليم، حيث أشارت جهات عالمية معنية إلى زيادة بنسبة 500 في المئة في عدد المشتركين من الشرق الأوسط المستفيدين من هذه الخدمة في عام 2020، مقارنة بعام 2019، وفقا لتقرير صادر عن الشركة الاستشارية RedSeer Consulting.

كما أشار التقرير إلى أن منصات التعلم عبر الإنترنت زادت من عمق الخدمات التي قدمتها في هذه المنطقة، خلال العام الماضي.

وأضاف التقرير أن الطلب على القوى العاملة عالية المهارة في الإمارات، وحرص الحكومة على التعليم، وسهولة التعاملات التجارية في البلاد، كانت كلها عناصر تهيئ فرص النمو المواتية لقطاع تكنولوجيا التعليم في الإمارات.

الإقبال على حلول التعلم الهجين

وتستعين المدارس والجامعات في جميع أنحاء المنطقة بمجموعة عالمية من الشركاء للمساعدة في تحويل نظم التعليم، في خضم هذا العصر الرقمي. ومن بين أهم هؤلاء الشركاء بريطانيا، موطن أكبر تجمع لتكنولوجيا التعليم في أوروبا، والتي قطاع التعليم فيها مشهود له تاريخيا.

حيث إن أكثر من نصف القائمة الأوروبية “لأفضل 20 من شركات تكنولوجيا التعليم” هي شركات بريطانية. وفي المملكة المتحدة أكثر من ألف شركة لتكنولوجيا التعليم، التي تتمتع بالخبرة في مجال البنية التحتية، وتوفير منصات على الإنترنت، والأجهزة اللازمة، والبرمجيات، والمحتوى.

كما يعتبر نظام تكنولوجيا التعليم في لندن وحدها، هو الأكبر في أوروبا، إذ تُقدر قيمته بنحو 3.4 مليار دولار.

وقال المفوض التجاري البريطاني للشرق الأوسط، سيمون بيني: كانت الشركات البريطانية في طليعة العاملين على دعم المدارس في منطقة الخليج أثناء الجائحة. تتوفر في المملكة المتحدة مراكز ابتكار جامعية رائدة عالميا، ونظام متكامل لريادة الأعمال، وسلسلة من المنتجات والخدمات التي تتمحور حول المستقبل“.

وأدت الجائحة في كثير من الحالات إلى ظهور تقنيات جديدة تماما، مستخدمة الآن في منطقة الخليج. وفي هذا الصدد قال بيني: “مفهوم التعلم الهجين، أي مزيج التعليم عبر الإنترنت والتعليم وجها لوجه داخل المدرسة، شهد انتشارا سريعا خلال الوباء”.

وفي حين أن العواقب بعيدة المدى لفيروس كورونا على التعليم في المنطقة لم تتكشف بعد بالكامل، فإنه ما من شك في أن أساليب وطرق التعلم ستصبح أكثر اعتمادا على التكنولوجيا لمعالجة مجموعة من متطلبات التعلم المدمج.

وتابع: “بينما من المرجح أن يظل التعلم وجها لوجه ركيزة التعليم الأساسية، نظرا لقدرته على توفير المساعدة الفردية والعمل الجماعي مع الآخرين، ورعاية أحوالهم العامة، إلا أن الجائحة اضطرت المدارس إلى دمج التكنولوجيا الرقمية بشكل جذري في التدريس اليومي المعتاد.

من جانبه، يقول سايمون هاي، مؤسس شركة Firefly ومقرها المملكة المتحدة – وهي شركة تتخصص في ابتكار تكنولوجيا لاستمرارية التعلم ومشاركة أولياء أمور الطلاب – يقول عن التعلم الهجين إنه أصبح “أكثر شيوعا في مدارس الخليج، حيث يذهب الطلاب إلى المدرسة أياما معينة فقط من الأسبوع للالتزام بالتباعد الاجتماعي، وبالتالي إبقاء عدد الإصابات متدنيا”.

وتتشارك Firefly مع أكثر من 850 مدرسة، ويستفيد من تكنولوجيتها أكثر من مليون من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في بلدان شتى، من بينها الإمارات وقطر وعمان والسعودية.

وأضاف: “مع تحول المدارس إلى التعلم عبر الإنترنت، كان على Firefly أن تعجل في جهودها لتواكب الطلب المتزايد على تقنياتها، إذ لاحظنا ازديادا في استخدامها يربو على 12 ضعفا عن استخدامها في أوقات الذروة الطبيعية. وهكذا كان علينا أن نعجّل في تطوير بوابة أولياء الأمور الجديدة وبدء استخدامها، ونشعر الآن بالفخر لأننا تمكنا من توفير منصة تجمع بين رؤى أكاديمية أكثر عمقا لأولياء الأمور، مع جميع الأدوات الإدارية التي يحتاجون إليها“.

يتوقع هاي أن يمهد برنامج التطعيم في المنطقة الطريق نحو المزيد من التدريس “داخل المدارس”، غير أن اعتماد تكنولوجيا التعليم يعني أن المدارس أصبحت الآن مؤهلة بصورة أفضل لمواجهة أي انقطاع في مسيرة التعليم.

تعاون بشأن نموذج تعليم جديد

في غمرة تفشي الجائحة، شهد المعلمون في أنحاء المنطقة بأنفسهم الفوائد الملموسة التي يمكن أن تجلبها الحلول الرقمية إلى الفصول الدراسية.

وقال جيمي بوول، المدير الإقليمي للتعليم لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة Texthelp ومقرها أيرلندا الشمالية: “إن تكنولوجيا التعليم تتيح للمدارس القدرة على التواصل والمرونة وتقديم تعليم يلبي الاحتياجات وتوفيره لذوي جميع الاحتياجات، بطرق جديدة ومناسبة“.

شركة Texthelp ساعدت خلال الجائحة أكثر من 500 مدرسة خليجية من خلال أدوات البرمجيات الخاصة بتعليم القراءة والكتابة، وتيسير الفهم والاستخدام، والرياضيات.

وأضاف بوول: “استطاعت شركتنا أن تصمم هذه الأدوات خصيصا لتوفير طرق جديدة لتقييم الأداء، وإبداء ملاحظات فورية، ودعم الاحتياجات المحددة للطلاب الذين يدرسون عبر الإنترنت، مما أدى إلى زيادة عدد المستخدمين في جميع أنحاء المنطقة بمقدار 4 أضعاف“.

كذلك هناك العديد من شركات تكنولوجيا التعليم البريطانية تساعد في دعم أهداف التعليم في المنطقة، عبر تطبيقات مثل التعليم من خلال اللعب، والروبوتات، ومختبرات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتساعد شركة Mangahigh البريطانية أكثر من 400 مدرسة في الخليج على تعليم الطلاب مادة الرياضيات، من خلال التعلم القائم على الألعاب. وباستخدامها الذكاء الاصطناعي ومبادئ اللعب لغرض التعليم، سيصبح للشركة دور إقليمي وعالمي في مجال تكنولوجيا تعليم مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وقالت شروثي دانوانثاري، مديرة المدارس في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة Mangahigh: “: “انتشار الجائحة بمثابة إنذار مبكر لقطاع التعليم حتى ينتقل من نموذج تقليدي إلى آخر هجين يتماشى بشكل أكبر مع احتياجات القرن الحادي والعشرين”.

وتابعت: “العديد من المدارس في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بدأت في اعتماد موارد مناهج متعددة لمعالجة الاحتياجات المختلفة للتعلم. وهناك تغيير رئيسي آخر لاستكمال اعتماد هذه الموارد، وهو أن المدارس استثمرت في صقل مهارات المعلمين في جميع أنحاء العالم ليمارسوا التعليم بشكل افتراضي“.

من جانبه، نوه بيني إلى أن هناك شراكة تاريخية “قوية” في مجال التعليم بين المملكة المتحدة ودول الخليج، لافتا إلى أن الكثير من قادة المنطقة يدرسون في مؤسسات تعليم بريطانية.

وأضاف: “أثبتت مدارس الخليج قدرتها على التكيف والابتكار، وأظهرت تحمسها لتبني الحلول الرقمية في سباقها لتحصين نفسها ضد أي أعطال أو صدمات طالما استمر تفشي الجائحة العالمية. ومع استمرار حكومات الشرق الأوسط في رقمنة سياسات التعليم عندها، فإن نطاق التعاون مع المملكة المتحدة في مجال تكنولوجيا التعليم سيستمر في النمو هو أيضا”.



[ad_2]