شجر الكاجو.. كيف صار تحفة فنية وإرث عمره 300 عام؟

[ad_1]

بجذوع أشجار الكاجو، يروي جناح المالديف المشارك في فعاليات الدورة الـ 18من “أيام الشارقة التراثية”، تاريخاً ثقافياً غائباً عن تراث هذه الجزر وحياة سكانها، حيث تتباهى فيه القطع الخشبية بألوان متعددة، وتتنافس بأحجامها، ولكن يظل قاسمها المشترك أنها صُنعت بأيدي أناسٍ يعشقون الفن، ويدركون كيف يبعثون الجمال في الجذوع الميتة، ويحولونها إلى تحف خشبية، بالألوان الزاهية. 

استخدامات خشب أشجار الكاجو

“أيام الشارقة التراثية”

تختلف استخدامات تلك التحف، فبعضها مخصص للورد، وأخرى للذهب والفضة، وثالثة تم تحويرها لتكون على شكل صحون خشبية، متعددة الاستخدام، ولكن جميعها تمتاز بدقة صناعتها، وجمال زخرفتها ونقوشها، فيما تظل الأقلام الخشبية بمثابة جوهرة هذه الحرفة التي يطلق عليها في المالديف اسم “ليلا جيهون”.

عراقة حرفة نحت خشب أشجار الكاجو

“أيام الشارقة التراثية”

يوضح الفنان المالديفي حسين أحمد أن هذه الحرفة عريقة في المالديف، وتعود في تاريخها إلى القرن السابع عشر، مبيناً أن العمل على الآلة التي يتم استخدامها لصناعة هذه التحف، والتي تعرف باسم “المخرطة”، يتطلب شخصين، أحدهما يتولى عملية تحريك القطعة، بينما الثاني يتولى عملية الرسم عليها. ويقول أحمد الذي يشارك في “أيام الشارقة التراثية” للعام الخامس على التوالي: “تعتمد هذه الحرفة في معظمها على أشجار الكاجو، وهناك حرص كبير على ديمومتها في المالديف، كونها تشكل جزءاً من التاريخ والإرث الوطني للبلد، وتمثل ذاكرة حية تعتمد على ميراث أجدادنا”.

تنوع المنحوتات الخشبية و إعتماد القهوة للرسم

جناح المالديف

عند زيارة جناح المالديف، يشم الزائر رائحة الخشب والنشارة، والألوان أيضاً، التي تفوح من بين ثنايا القطع الفنية، ونماذج السفن التي حجزت لها مكاناً بارزاً، إذ تتنافس في رائحتها مع “عبير القهوة” التي يستخدمها الفنان أحمد في الرسم كبديل عن الألوان المائية، حيث يقول: “حرفة النحت على الخشب لا تقوم فقط على إنتاج العلب والمزهريات والصحون، وإنما تتسع لتشمل إنتاج نماذج من السفن التقليدية المعروفة في المالديف، وتستخدم للتنقل بين جزرها”. عند معاينة التحف الخشبية، قد يلاحظ الزائر هيمنة ألوان الأحمر والأسود والأصفر عليها، وفي ذلك يقول أحمد: “هذه ألوان تقليدية في المالديف، الكثير من الحرفيين دأبوا على استخدامها على كافة القطع التي يقومون بنحتها”. ويضيف: “رغم كونها ألوان أساسية، إلا أن هناك من أدخل ألواناً أخرى مثل الزهري والأخضر والأزرق والذهبي والفضي، وعادة مثل هذه الألوان تستخدم في الزخرفة، وبالطبع التنوع في الألوان يأتي في إطار توسيع نطاق الخيارات أمام الجمهور”.

في جزر المالديف، تقف هذه الحرفة إلى جانب صناعة الإكسسوارات يدوياً من عظام أسماك القرش وأسنانها، والتي يتم نحتها بطرق عديدة، لتشكل عقوداً وأساور وخلاخل الزينة.



[ad_2]