رسوم هونامي يانو المتحركة الانطباعية عبر تقنية التنقيط

[ad_1]

لم يتوقف حنين هونامي يانو لوالدها منذ رحيله، ولم يتوقف تدفق سيل ذكرياتها معه والتي تلاحقها كل يوم، فلطالما كان الأب الحنون والصديق الوفي والرفيق المترفق والناصح الأمين. وعلى الرغم من مرور سنوات على رحيله إلا أن هونامي لم تستطع تخطي محنة فقده، فقررت كفنانة ومخرجة أن تحكي حكايتهما معًا في أحد أهم مشاريعها الفنية وهو فيلم للرسوم المتحركة بتقنية التنقيط.

• تقليد قديم تناثر مع الزمن

من أعمال هونامي يانو – الصورة من الصفحة الرسمية لهونامي عبر موقع الانستغرام

منذ قديم الزمن كان هناك تقليد منتشر في العديد من المناطق في جميع أنحاء اليابان يُعرف باسم “hone kami” أو “عض العظام” باليابانية .骨 噛 み ، حيث يقوم أهل المتوفي بحرق جثمان الميت وبعد أن تنجو بعض العظام من النيران، يتم عض شظايا من هذه العظام لجعل المتوفى جزءًا من نفس أقرباؤه، هذا التقليد كان يعتقد أنه يساعد في التغلب على الحزن والألم. تقول هونامي يانو، عبر موقعها الرسمي، honamiyano.com “لقد علمت لأول مرة بهذه الممارسة كشخص بالغ، وقد صدمت كثيرًا بها، فقد كان هذا التقليد التراثي يمارس بين بعض العائلات في قريتي الأصلية” لافتة أنه في تجربتها الشخصية الأولى مع الموت (وفاة والدها)، أخبرها أقاربها بهذا التقليد التراثي القديم، ولأنها كانت صغيرة في ذلك الوقت لم تستطع تقبل وفاة والدها ولا أن تخرج ذكراه الحبيبة المؤلمة من ذاكرتها فقد كانت تجربة قاسية شديدة التأثير في لا وعيها ووعيها وإدراكها. تتابع هونامي “لقد مر أكثر من عقد منذ أن غادرت منزلي البعيد والجزري الصغير في سن 15 للعيش بمفردي ما بين كيوتو وطوكيو العاصمة”.
تابعي المزيد: عرض أول فيلم أنيميشن سعودي- ياباني

• جزيرة صغيرة في بحر سيتو الداخلي باليابان

من أعمال هونامي يانو – الصورة من الصفحة الرسمية لهونامي عبر موقع الانستغرام

وُلدت هونامي يانو عام 1991 على جزيرة صغيرة في بحر سيتو الداخلي باليابان، وكانت هذه الجزيرة مكبًا للذخيرة، وملجأ للغارات الجوية أيام الحرب، وقد كان هذا المكب بالقرب من منزل طفولتها، مما جعلها تشعر أنها في هذا الجانب القاسي من الحياة الذي يفرض الموت والعنف بسبب وجود هذا المكب، وليس في الجانب الطيب الذي يتعرض له. تقول في حكايتها عبر موقعها الرسمي، honamiyano.com “لطالما أثارت هذه الحقيقة الخوف والبغضاء والعديد من المشاعر التي يصعب وصفها بالكلمات، لكنني شعرت أنه يجب أن أمتلك هذا التاريخ”.

• مشروع قائم على تجميع المناظر الطبيعية وذكريات الطفولة

من فيلم A Bite of Bone للمخرجة هونامي يانو – الصورة من الصفحة الرسمية لهونامي عبر موقعها

مع طول التفكير في هذه التجربة كشخص بالغ، قررت هونامي وهي مخرجة ورسامة رسوم متحركة، وصانعة أفلام، مواجهة العلاقة بين عظام والدها ومخزن الذخيرة، من خلال الرسم والتلوين، وحيث تعج جزيرتها بالمناظر الطبيعية الخلابة ومشاهد المحيط المفعمة بالحياة والتي تلاحق دفقات من الجمال الآخاذ، إلا انها اكتشفت أنه دائمًا ما يصاحب هدوء الطبيعة قسوة تتوارى خلف الجدران، وهو ما أعطاها فكرة المفهوم المرئي لمشروع قائم على تجميع المناظر الطبيعية وذكريات الطفولة في حكاية من الذاكرة يتم تكريسها وتوظيفها بتقنية النقاط في فيلم للرسوم المتحركة تقوم بإخراجه. توصلت لفكرتها وبدأت العمل بها عام 2019، وفيها قامت بدمج حبها للرسم مع الصور المتحركة عبر تقنية التنقيط وفق الاتجاه الانطباعي والذي تفضل العمل من خلاله من خلال فيلم “A Bite of Bone”، أو骨 噛 み باليابانية. تابعي المزيد: “أهلاً سمسم” يقدم مقاطع فيديو لمساعدة الآباء والأطفال على مواجهة فيروس كورونا

• عامين من التجهيزات

من فيلم A Bite of Bone للمخرجة هونامي يانو – الصورة من الصفحة الرسمية لهونامي عبر موقعها

استغرق العمل في الفيلم وتجهيزاته ما يقارب العامين، وتدور أحداث الفيلم على جزيرة صغيرة في اليابان حيث ولدت المخرجة ونشأت فيها، ويستكشف الفيلم العلاقة بين وفاة والدها ومخزن القنابل في الجبل خلف منزل العائلة، حيث عكست المخرجة الشابة الفنانة تجربتها الشخصية بفقدان والدها في سن مبكرة وحضور جنازته بينما تتذكر الصيف الأخير الذي أمضياه معًا.. شارك الفيلم بالعديد من المهرجانات وفاز بالعديد من الجوائز داخل اليابان وخارجها.

• من هي هونامي يانو

من أعمال هونامي يانو – الصورة من الصفحة الرسمية لهونامي عبر موقع الانستغرام

هونامي مخرجة ورسامة رسوم متحركة أكملت سنوات دراستها الجامعية في كيوتو، والتحقت ببرنامج تبادل إلى مدرسة رود آيلاند العريقة للتصميم، بعد أن أحبت الرسم والتلوين، واكتشفت الرسوم المتحركة، وسرعان ما أصبح هاجسها دمج حبها للرسم مع الصور المتحركة بتقنية التنقيط، درست هونامي في جامعة طوكيو للفنون، كلية الدراسات العليا للسينما والوسائط الجديدة، بعد التخرج، عملت بالجامعة كمساعد باحث لمدة ثلاث سنوات، وهي تعمل حاليًا في جامعة ناغويا ومعاهد الابتكار من أجل المستقبل، ومعهد البحوث العالمي لأبحاث المجتمع، وتخطط حاليًا لإنتاج مشروعها الجديد عبر تقنية التنقيط “قصة حبي الأول وعبّارة قوس قزح”. قدمت هونامي العديد من الأفلام وفازت بالعديد من الجوائز منها الجائزة الكبرى للرسوم المتحركة القصيرة من مهرجان أوتاوا الدولي الخامس والأربعون للرسوم المتحركة، والجائزة الذهبية من مهرجان DigiCon6 JAPAN Awards، والجائزة الكبرى لمهرجان JAAP الدولي للفيلم القصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام القصيرة (كينجي إيواساوا) من مهرجان New Chitose الدولي الثامن، وجائزة أفضل عرض بمعرض رسوم متحركة TAIS الخامس عشر كندا، كما حصلت على العديد من الجوائز الأخرى في مهرجانات في إسبانيا، المملكة المتحدة، روسيا، اليونان، والصين، وإيرلندا، وأوكرانيا وتايوان وجنيف، ليتوانيا وسلوفينا وسويسرا وغيرها، وتم ترجمة فيلمها “A Bite of Bone”للغة الإنجليزية وعرضه بعدد من المنصات الخاصة باليابان وخارجها. هونامي تستخدم تقنية التنقيط في الرسم – الفيديو من الصفحة الرسمية لهونامي عبر الانترنت



[ad_2]