خبيران يكشفان أهداف أردوغان من “مجموعة صداقة” مصر

[ad_1]

أقدمت تركيا على اتخاذ خطوةٍ جديدة قد تساهم في إعادة ضبط علاقاتها المتوترة منذ نحو 8 سنوات مع مصر، حيث قدّم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم مقترحاً لرئاسة البرلمان من أجل تشكيل “مجموعة صداقة” بين البلدين، وذلك بعد أيامٍ من ضغوطاتٍ مارستها السلطات التركية على فضائياتٍ ناطقةٍ بالعربية تهاجم القاهرة من أراضيها، بهدف التقرّب من مصر.

ورغم أن الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يكشف عن أهداف “مجموعة الصداقة” مع مصر، إلا أن مهامها ستكون “محدودة”، بحسب معلوماتٍ حصلت عليها “العربية.نت” من ثلاثة مصادر تركيّة شبه رسميّة.

توقيت ذات أهمية

ورأى محلل سياسي ومدرّس جامعي سابق في جامعة أنقرة أن “توقيت تقدّيم المقترح هو الذي يجعل تشكيل مجموعة الصداقة بين تركيا ومصر ذات أهمية خاصة أنها تأتي في وقتٍ تحاول فيه أنقرة التقرّب من القاهرة”.

كما قال إلهان أوزغل، الأكاديمي التركي المختص في العلاقات الدولية إن “لدى تركيا هدفين اثنين من مجموعة الصداقة مع مصر، فأنقرة تحاول إصلاح علاقاتها المتدهورة مع القاهرة من جهة، لكون حكومة أردوغان معزولة عن العالم الخارجي. ومن ناحية أخرى تريد أن تظهر للولايات المتحدة ولإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حرصها على إقامة علاقاتٍ جيدة مع حلفاء واشنطن في المنطقة مثل مصر التي تعد قوة إقليمية مهمة. وأيضاً إسرائيل”.

شروط القاهرة

وتابع حديثه للعربية.نت، قائلا “لا يمكن لحكومة أردوغان الاستمرار في مثل هذا الوضع الراهن، لذلك لجأت إلى تشكيل هذه المجموعة، لكن نجاحها مرهون بتنفيذ أنقرة شروط القاهرة التي تريد أن تضبط جماعة الإخوان المسلمين التي هربت شخصيات منها إلى تركيا”، مشدداً على أن “أنقرة تتفاوض مع القاهرة حالياً بشأن الإخوان”.

كما أشار إلى أن “لدى مصر شروطاً أخرى سوف تتحكم بمدى نجاح مجموعة الصداقة مثل انسحاب القوات التركية من ليبيا وأيضاً إعادة المتطرفين الذين نقلتهم أنقرة إلى ذلك البلد”.

ولا يختلف رأي المحلل السياسي المختص بالشؤون التركية خورشيد دلي عن قراءة أوزغل للمقترح البرلماني الساعي لإعادة ضبط العلاقات مع مصر.

صفحة جديدة وتبرير أردوغان

وفي هذا السياق، قال دلي إن “اقتراح تشكيل لجنة الصداقة البرلمانية هذه يأتي في إطار الخطوات التركية المتدرجة لفتح صفحة جديدة مع القاهرة عقب خطوتها التي جاءت قبل أيام وتمثّلت بإيقاف بعض برامج القنوات التلفزيونية الإخوانية”.

كما أضاف لـ “العربية.نت” أن “توقيت هذا المقترح يحمل رسالتين سياسيتين، الأولى موجّهة إلى القاهرة وتريد أنقرة أن تقول فيها إنها ماضية في اتخاذ الخطوات المطلوبة لإصلاح العلاقات معها، وبالتالي فتح الطريق أمام اللقاءات الرسمية بين المسؤولين السياسيين في البلدين”.

وتابع: “بينما الرسالة الثانية، فهي موجّهة إلى الداخل التركي، بمعنى يريد أردوغان القول إن هدفه لا يكمن في المصالحة مع حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي وإنما مع الشعب المصري في محاولة منه لتبرير موقفه بعدما ذهب بعيداً في عداء الرئيس المصري ودعمه لجماعة الإخوان ضد حكمه”.

تأثير محدود

إلى ذلك، رأى المحلل السياسي أن “تأثير مجموعة الصداقة في حال تشكيلها سيكون محدوداً”، مشيراً إلى أنه “غالباً يتم تشكيل مثل هذه المجموعات عند وجود علاقات طبيعية بين الدول وليس في حالة الأزمات كما في العلاقة بين أنقرة والقاهرة، لذلك باعتقادي لن يكون هناك أي قيمة فعلية لهذه المجموعة في حال لم يتوصل الجانبان إلى مصالحة وحلول بخصوص الخلافات العالقة بينهما حول ملفاتٍ كثيرة”.

يشار إلى أنه من المحتمل أن يقوم البرلمان التركي خلال الأيام المقبلة بالتصويت على المقترح الذي قدّمه حزب “العدالة والتنمية” مساء أمس الثلاثاء لرئيسه مصطفى شنطوب، وسيتحوّل لاحقاً لقانونٍ بموجبه ستتشكل “مجموعة الصداقة التركية ـ المصرية”، لتضم أعضاء من مختلف الأحزاب الممثلة في البرلمان.

ويحظى الائتلاف الحاكم في تركيا المكون من حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” اليميني، بأغلبية نيابية تخوله التصويت لصالح هذا المقترح.

[ad_2]