تململ وغضب في بيئة حزب الله.. التصعيد الأخير يكشف

[ad_1]

لعل التصعيد الميداني الأخير في جنوب لبنان اتخذ أشكالاً جديدة للمرّة الأولى منذ إرساء القرار ١٧٠١ بعد حرب يوليو/تموز عام ٢٠٠٦، نتيجة تكرار حوادث إطلاق الصواريخ من تلك المنطقة باتّجاه إسرائيل.

غير أن اللافت بالتطورات في الجبهة الجنوبية أن الصواريخ التي بقيت “يتيمة” أي لم تتبنّها أي مجموعة أو يتحمّل مسؤوليتها أي طرف، وقعت في قبضة أهالي بلدة شويا بقضاء حاصبيا، والذين بدورهم أوقفوا إحدى الشاحنات المحمّلة براجمة صواريخ تابعة لحزب الله، وعمدوا إلى القبض على عناصر الحزب.

كما رفضوا بحسب أكثر من شريط فيديو متداول، استخدام بلدتهم منصة لإطلاق الصواريخ، ما سيجعلهم هدفاً للردّ الإسرائيلي.

نرفض أي مغامرة أمنية

ومع أن حادثة شويا ذات الغالبية الدرزية المحسوبة بمعظمها على رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ليست جديدة في المشهد الجنوبي اللبناني، إذ تكررت في ثمانينات القرن الماضي في قرى شيعية عدة، غير أن رقعة اعتراض بعض اللبنانيين على المغامرة بأمنهم وضبط نمط حياتهم على توقيت مصالح حزب الله وراعيته الإقليمية إيران بدأت تتوسّع ولم تعد محصورة بمنطقة محددة.

فالاشتباكات التي دارت في منطقة خلدة نهاية الأسبوع الماضي بين العشائر وحزب الله على خلفية ثأر قديم، وأسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من الحزب، تُفسّر بأن حاجز خوف شريحة من اللبنانيين منه بدأ ينكسر تدريجياً، خصوصاً وأن الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور الذي يُحمّل الحزب مسؤولية الجزء الأكبر منه لا يحتمل أي مغامرة أمنية من أي نوع كانت.

رسالة إلى المجتمع الدولي

إلى ذلك، أشار السفير اللبناني السابق هشام حمدان لـ”العربية.نت”، إلى أن ما قام به أهل شويا عمل مُشرّف ونبيل، وهو رسالة إلى المجتمع الدولي ولقوات اليونيفيل مفادها عدم رضى أهالي من الجنوب للواقع القائم هناك، حيث إن هناك احتلالا عسكريا خارجيا، في إشارة منه إلى إيران، وهو من يفرض القرارات، وفق تعبيره.

جنود إسرائيليون يقفون على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان (رويترز)

جنود إسرائيليون يقفون على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان (رويترز)

كما أوضح أن الشعب بالفعل بدأ يتحرك وينتفض على عكس ما يعتقد المجتمع الدولي، وأحداث خلدة كانت دليلاً على ذلك، إضافة إلى الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت ووصولاً إلى ما حصل في شويا في قضاء حاصبيا في الجنوب.

حاجز الخوف انكسر

ولفت أيضاً إلى أن حاجز الخوف بات ينكسر يوماً بعد يوم، كما أن حالات التململ ضد حزب الله وسياساته تزداد، لاسيما وأن الوضع الاقتصادي يتدهور، والرأي العام اللبناني بات يُدرك أن لبنان أضحى في ساحة حرب وتصفية للحسابات الإقليمية.

واعتبر حمدان أن حليفي حزب الله، رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لن يتّخذا موقفاً ضد ما يقوم به حزب إيران في لبنان، لأن مصيرهما ومستقبلهما مرتبط بما يقوم به، بحسب تعبيره.

الفتنة المُتنقلة تُرعب الميليشيا

إلى ذلك، أشار السفير إلى أن الفتنة المتنقّلة بين منطقة وأخرى تُرعب حزب إيران في لبنان، لأنه يُدرك تماماً أن الفتنة تعني نهايته بدليل طريقة تعاطيه مع ما حصل في خلدة نهاية الأسبوع.

ولفت إلى أن تلك الواقعة تكشف ما يحدث في بيئته مباشرة، حيث اختار إن كان يُرسل “شبّيحته” على الدراجات النارية لإنهاء الموقف على طريقته، أما الأسبوع الماضي، فعمل على لملمة ذيوله بطريقة لحفظ ماء الوجه، لأنه تعرّض لضربة معنوية قوية.

حزب الله اُحرج فتبنّى إطلاق الصواريخ

إلى ذلك، رأى الصحافي علي الأمين لـ”العربية.نت”، أن حزب الله ربما “اُحرج” بما حصل في بلدة شويا فأصدر بياناً تبنّى فيه إطلاق الصواريخ.

وأضاف أنه لولا موقف الأهالي من سائق الشاحنة المُحمّلة بالصواريخ، لبقيت “يتيمة” ومجهولة المصدر، موضحاً أن مسلسل الصواريخ المجهولة المصدر بدأ ليل الأربعاء الفائت من دون أي مُبرر داخلي.

كما لم يستبعد “أن تنتقل “عدوى” شويا إلى مناطق لبنانية أخرى إذا بقي حزب الله على سياساته ويُقارب الملفات الداخلية من منطلق حسابات إقليمية، وفق قوله.

إلى ذلك، شدد الأمين على أن ما حصل كشف مدى هشاشة الوضع الداخلي في لبنان، كما أظهر أن نظرية الاحتضان الشعبي لـ”حزب الله” لم تعد قائمة، وأن سلاحه ليس لمقاومة إسرائيل بل لمقاومة قيام الدولة في لبنان وخدمةً لمصاح إقليمية على حساب المصالح الوطنية، بحسب تعبيره.

يشار إلى أن حزب الله كان أطلق عشرات الصواريخ من الجنوب باتجاه مواقع إسرائيلية، زاعماً أنه رد على الغارات الجوية الإسرائيلية، لكن الجيش الإسرائيلي اعترض معظمها.

فيما ردت إسرائيل بقصف مناطق من الجنوب في حين، نصح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الجمعة، حزب الله والجيش وحكومة لبنان ألا يختبروا تل أبيب.

[ad_2]