تكهنات و دراسات كيف يمكن أن ينتهي كابوس كورونا
اللقاح قد يكون أن سيناريوهات نهاية كورونا

دخل فيروس “كورونا” المستجد بسكان العالم إلى طريق مخيف، أثار الذعر في أكثر من 100 دولة ظهرت بها إصابات ووفيات، وامتدت آثاره إلى الدول التي لم تشهد المرض بعد، وتسعى لكي لا تكون اسما جديدا في القائمة.

ومع استمرار المرض لأشهر حاصدا المزيد من الأرواح على مستوى العالم، يتساءل كثيرون بقلق حقيقي: متى وكيف يمكن للعالم أن يستفيق من هذا الكابوس؟

هذا هو السؤال الذي يطرحه البشر في مشارق الأرض ومغاربها، بعدما تفشى الفيروس القاتل حاصدا أرواح الآلاف ومصيبا أكثر من 140 ألف إنسان، ومعطلا العمل والسفر والدراسة في عشرات الدول.

الخبراء في مجال علم الفيروسات رسموا سيناريوهات عدة لنهاية فيرس “كورونا” الذي انطلقت شرارة تفشيه في الصين أواخر العام الماضي 2019، وبات كابوسا مزعجا للبشرية، مستشهدين بهذا البلد الذي بات على وشك القضاء تماما على الوباء بعد أن كان مصدره الأول.

ووضع الخبراء 4 مسارات متوازية، يمكن أن تهبط بمعدلات الإصابة بالفيروس شيئا فشيئا، حتى يبدأ تأثيره على البشر في التلاشي، وهي:

الاحتواء

ربما تؤدي إجراءات الاحتواء المناسبة إلى نهاية فيروس “كورونا” المستجد، المعروف أيضا باسم “كوفيد 19″، كما يقول المدير الطبي للمؤسسة الوطنية الأميركية المتخصصة في الأمراض المعدية ولياتم شافنز.

وأشار شافنز في حديثه إلى شبكة “فوكس نيوز” إلى مثال فيروس “سارس” الذي انتشر بين عامي 2002 و2003، وأوضح أنه تم احتواء الفيروس من خلال التنسيق الوثيق بين مسؤولي الصحة العامة والأطباء الذين تمكنوا من تشخيص الحالات وعزل المرضى وتتبع تحركاتهم، والالتزام بسياسات قوية للسيطرة على الوباء.

وبالفعل، تبدو جهود الاحتواء في الصين فعالة، على الأقل وفقا للأرقام الرسمية المعلنة في البلاد، فقد كانت بكين تعلن قبل أسبوعين عن ألفي حالة في اليوم، مقابل 8 حالات الجمعة و15 الخميس.

لكن في الولايات المتحدة، شكك بعض علماء الأوبئة الفيروسات فيما إذا كانت جهود الاحتواء ناجحة.

وقالت تارا سميث، عالمة الأوبئة في جامعة كينت ستيت: “قبل أسبوعين أو 3 أسابيع. كان الأمل يراودنا في احتواء الفيروس”، متحدثة عن الأمر خرج عن السيطرة مع تزايد أعداد المصابين وإعلان الرئيس دونالد ترامب حالة الطوارئ في البلاد.

وسجلت الولايات المتحدة أكثر من ألفي إصابة بالفيروس، و50 حالة وفاة.

وذكر باحث آخر أن المؤشرات الحالية في الولايات المتحدة لا تبشر باحتواء المرض، مطالبا بالاستعداد لما هو أسوأ مثل توسيع الاختبارات بين المواطنين وتجهيز المستشفيات ورسائل التوعية.

والخلاص هي أن سيناريو الاحتواء ربما يكون فعالا في بعض البلاد، لكنه قد يكون مستبعدا في بلدان أخرى، على الأقل في الفترة القريبة في ظل هذه المعطيات.

يتوقف بعد إصابة هؤلاء

ربما ينتهي تفشي الفيروس بعد أن يصيب الأشخاص الأكثر عرضة له.

فوفقا لشافنز، يمكن أن يتباطأ تفشي الفيروس بمجرد إصابة معظم الأشخاص المعرضين له، وبالتالي تصبح الأهداف المتاحة أقل أمامه، كما كان الحال في فيروس “زيكا” الذي ظهر في أميركا الجنوبية ثم سرعان ما خمد. باذن الله وانتها البلاء

كما أوضح أستاذ علم الأوبئة في جامعة نيويورك جوشوا إبشتاين، أن ما يحدث عادة هو “عدد كاف من الناس يصابون بالفيروس، فلا يعود هناك أشخاص معرضي للخطر بما يسمح ببقائه وتفشيه”.

وتسببت الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم عام 1918 بوفاة عشرات الملايين من البشر أغلبهم من العسكريين، حتى اعتبرت “الكارثة الطبية الأشد فتكا في تاريخ البشرية”.

وبدأ هذا الوباء في التفشي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وتفرق الجنود الذين كانوا يتمركزون في الخناق المليئة بالفيروسات.

لكن هذه الإنفلونزا توقفت عن الانتشار، لأن أولئك الذين بقوا على قيد الحياة كانت لديهم مناعة قوية مقارنة بالمصابين والضحايا، على ما يقول موقع “لايف ساينس” العلمي.

الطقس الأكثر حرارة

هناك احتمال أن تنخفض حالات الإصابة بفيروس كورونا مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الربيع أو الصيف سينهيا انتشار المرض.

ويقول شافنر: “إذا كان كورونا مثل فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا، فيمكن أن ينحسر مع ارتفاع درجة حرارة الطقس”.

لكن من السابق لأوانه معرفة ذلك على وجه اليقين، إذ لا يزال العلماء يحاولون فهم الفيروس الجديد الذي أصاب نحو 140 ألف شخص حول العالم.

وتابع: “نعلم أن فيروسات الجهاز التنفسي غالبا ما تكون موسمية، لكن ليس دائما، فعلى سبيل المثال الإنفلونزا العادية تميل لكونها موسمية في الولايات المتحدة، لكنها ليست كذلك في أنحاء أخرى من الكرة الأرضية”.

وانتهى فيروس “سارس” بين عامي 2002 و2003 الذي قضى على حياة 800 شخص بعدما حل شهر الصيف، لكن جرى الإبلاغ عن وجود حالات موسمية من الفيروس ذاته في صيف 2014، وإن كان بأعداد قليلة.

اللقاح

الحل السحري الذي يترقبه البشر أينما كانوا لإنهاء هذا الكابوس، لكن الأمر يقتضي بعض الوقت للتوصل إلى تركيبته وتجربيه، ومن ثم إنتاج كميات كافية منه تلبي الطلب العالمي الكبير عليه.

ونقلت “فوكس نيوز” عن مسؤولين في منظمة الصحة العالمية أن الأمر قد يستغرق 18 شهرا تقريبا او اكثر.

وبحسب رئيسة المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية كاثي ستوفر، فإن تطوير لقاح لفيروس “كورونا” لا يزال في مراحله الأولية، وإن كانت المحاولات متعددة في أكثر من بلد