تظاهرات متواصلة بإسطنبول.. و”انتقادات أجنبية” تزعج تركيا

[ad_1]

تجددت تظاهرات طلاب وكوادر جامعة بوغازيتشي (البوسفور بالعربية) في مدينة إسطنبول التركية، احتجاجاً على تعيين الرئيس رجب طيب أردوغان أكاديمياً مقرباً منه في رئاسة الجامعة، بينما نددت الخارجية التركية بما وصفتها بـ”الانتقادات الأجنبية” لأسلوب أنقرة في التعاطي مع الاحتجاجات الطلابية.

وتظاهر طلاب وكوادر الجامعة في الحرم الجنوبي للجامعة، الخميس، مؤكدين على استمرارية مطلبهم باستقالة مليح بولو رئيس الجامعة المعين من قبل أردوغان، وذلك بعد إفراج السلطات على 51 طالباً اعتقلتهم مساء الاثنين أمام مكتب رئيس الجامعة.

كما نشرت منصة Boğaziçi Solidarity على تويتر فيديو لمظاهرة الخميس، قائلة: “الطلاب والخريجون والأكاديميون، نستمر في مطالبنا بصوت عالٍ جنباً إلى جنب، سيغادر المُعينون (مليح بولو)، وسنبقى”.

إلى ذلك، طالب المتظاهرون بإجراء انتخابات ديمقراطية، حيث يمكن لجميع الدوائر الجامعية المشاركة فيها لتحديد رئيس الجامعة.

في المقابل، أكد رئيس الجامعة المعين حديثاً مليح بولو أنه لن يتنحى بعد احتجاجات طلاب الجامعة والأكاديميين. وفي حديثه للصحافيين، الأربعاء، أوضح بولو أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه، وأنه يفترض أن الأزمة التي بدأت مع تعيينه ستنتهي في غضون 6 أشهر.

ملخص ما جرى

في 1 يناير الماضي أصدر الرئيس التركي قراراً بتعيين مليح بولو رئيساً لجامعة “بوغازتشي”، إحدى أقدم وأعرق الجامعات التركية، ما أثار احتجاجات طلاب وكوادر الجامعة، والتي بدأت في 2 يناير ضد قرار أردوغان تعيين مقرب منه، وعضو حزب العدالة والتنمية في رئاسة الجامعة، بشكل يخالف الأعراف الديمقراطية في الجامعات التركية حيث يأتي رئيس الجامعة عبر الانتخابات.

كما شهدت كل من إسطنبول وأنقرة، الثلاثاء الماضي، احتجاجات أطلقت خلالها شرطة إسطنبول الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين تجمعوا في منطقة قاضي كوي في الجانب الآسيوي، بناء على دعوة من مجموعة المجتمع المدني لقوى العمل والسلام والديمقراطية في اسطنبول.

ضرب واعتقالات

وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية تعرض العديد من الأشخاص للضرب والاعتقال أثناء تدخل الشرطة التي اعتدت أيضاً على الصحافيين، وحاولت منعهم من تغطية الاحتجاجات.

وبعد أسابيع من تصاعد التوتر، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الثلاثاء، إن “79 من الطلاب المعتقلين أعضاء في منظمات إرهابية”.

إطلاق سراح 498

من جهة ثانية، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية إسماعيل تشاتكلي للصحافيين، الخميس، أن إجمالي 528 شخصاً اعتقلوا خلال احتجاجات جامعة “بوغازيتشي”.

وأكد تشاتكلي حبس اثنين من الموقوفين، وإطلاق سراح 498 آخرين، وإبقاء 108 منهم تحت المراقبة القضائية.

الخارجية التركية تحذر

بدورها، انزعجت وزارة الخارجية التركية مما وصفتها بـ”الانتقادات الأجنبية” لأسلوب السلطات التركية في التعامل مع الاحتجاجات في جامعة “بوغازيتشي”، قائلة إنه لا يحق لأحد التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا.

وذكرت في بيان الخميس: “نحذر تلك الدوائر من استخدام لغة تدعم جماعات تلجأ إلى وسائل غير مشروعة وتشجع على الأعمال غير القانونية”، مؤكدة أن حق التجمع والتظاهر، وكذلك حرية التعبير مكفولان دستورياً في تركيا، لافتة إلى اكتشاف عمليات تسلل مرتبطة بالإرهاب من خارج الجامعة في الاحتجاجات.

كما أوضحت أن قوات الأمن تقوم بواجباتها بناء على الصلاحيات التي يمنحها لها القانون، مضيفة أنه تم اتخاذ الإجراءات الضرورية والمناسبة ضد الأعمال غير القانونية التي تتجاوز حق التظاهر.

قلق وإدانات

يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس كان قال، الأربعاء، إن “الولايات المتحدة قلقة بشأن المظاهرات في إحدى الجامعات التركية”.

وأدان مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز أمور رد الحكومة التركية على الاحتجاجات، معبراً في تغريدة عبر حسابه في تويتر، عن قلقه البالغ بشأن “تدهور وضع احتجاجات بوغازيتشي، ورد الحكومة التركية حتى الآن، المتمثل بعنف الشرطة، والاعتقالات الجماعية، واتهامات الإرهاب العامة”.

إلى ذلك، أصدر رؤساء 35 نقابة للمحامين في جميع أنحاء تركيا بياناً مشتركاً، الخميس، يدين عنف الشرطة ضد الطلاب. وأشار البيان إلى أن التدخلات ضد الطلاب الذين يستخدمون حقهم الديمقراطي في الاحتجاج لا مكان لها في دولة القانون الديمقراطية.

وقال البيان إن “ما يجري مخالف للدستور وقوانين المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وكذلك قوانين القضايا المستقرة للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والمحكمة الدستورية العليا، ونطالب بإنهاء جميع أنواع الضغط على المواطنين الذين يستخدمون حقوقهم الديمقراطية التي لا تشكل جريمة، ونحن ضد جميع الأعمال والإجراءات غير القانونية، بغض النظر عن مصدرها”.

كما أصدر 3317 أكاديمياً ومفكراً وكاتباً من جميع أنحاء العالم، بينهم جوديث بتلر ونعوم تشومكسي، بياناً مشتركاً تضامناً مع طلاب جامعة “بوغازيتشي”.

وجاء في البيان أن “حكومة حزب العدالة والتنمية التركية تواصل تقويض حقوق وحريات الأفراد، ومبدأ استقلالية الجامعات والمنظمات المدنية”، مؤكداً أن تعيين بولو “محاولة من جانب أردوغان لوضع الجامعة تحت سيطرته”. ودعا الموقعون على البيان مليح بولو إلى رفض ما يجري، مطالبين الحكومة التركية إلى “الإفراج عن أي طالب لا يزال رهن الاحتجاز، وسحب جميع التهم، واحترام الحرية الأكاديمية واستقلالية الجامعة”.

نصف ناخبي حزب العدالة والتنمية غير موافقين

ووسط الاحتجاجات المستمرة وما تلاها من تدخل الشرطة ضد الطلاب واحتجازهم، أجرت شركة Metropoll Research استطلاعاً للرأي، وسألت المشاركين في الاستطلاع إن كانوا يوافقون على تعيين أشخاص من الأحزاب السياسية أو سياسيين مثل النواب السابقين أو المرشحين البرلمانيين السابقين كرؤساء جامعات. وأجاب 69% من المشاركين بـ”لا”، بينما أجاب 20.2% بـ”نعم”، و10.8% “ليس لديهم فكرة أو إجابة”.

وبالنظر إلى توزيع الرافضين حسب انتماءاتهم الحزبية، أكدت الشركة أن 50.6% من ناخبي حزب العدالة والتنمية الحاكم، و63.8% من ناخبي حزب الحركة القومية (حليف حزب أردوغان)، و90.2% من ناخبي حزب الشعب الجمهوري المعارض، و85.1% من ناخبي حزب الخير المعارض، و85.1% من ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، أجابوا على هذا السؤال بـ”لا”.

إل ذلك عندما سألت الشركة المشاركين باستطلاع الرأي، “كيف تعتقد أنه ينبغي تحديد رؤساء الجامعات”، أجاب 73% أن “أعضاء هيئة التدريس في الجامعات يجب أن ينتخبوا رؤساءهم بأنفسهم”، بينما قال 17.9% إن “العمداء يجب أن يعينهم الرئيس”، وهو النظام الحالي في تركيا.



[ad_2]