تركيب العين وتشريحها

[ad_1]

فهرس المحتويات

تتميز العين بالتركيب المعد لتوليد الرؤية البصرية مع جزيئات الضوء من خلال أجزاء خارجية وداخلية، فهي عضو معقد مكون من عدة طبقات، بحيث تتميز بعض أجزائها بالتعامل الفيزيائي مع الضوء من خلال تجميعه وتكسيره وتكثيفه، بينما تختص شبكية العين بالتعامل الكيميائي معه.


تشريح العين

لاقى تشريح العين وكيفية الرؤية البصرية بها اهتماما بالغا منذ عهد علماء المسلمين القدامى، ولازالت المسميات التي أطلقوها على أجزائها تستخدم حتى يومنا هذ. وقد ساعد تشريح العين على فهم الضوء بصورة أفضل، كما أن محاكتها أدت إلى اختراع الكاميرا، تنقسم العين إلى جزأين:

اقرأ أيضا: عضو الطحال


تركيب العين الخارجي

أجزاء العين الخارجية
تركيب العين الظاهري

وجميعها ظاهرية، كما أن أجزاء العين الخارجية تنتمي إلى عضو الجلد، إضافة إلى بعض التحورات الوظيفية وهي تشمل:

الحواجب

منطقة جلدية خاصة في الوجه فوق العينين، تتميز بشاطها وقدرتها على إنماء الشعر، على عكس بقية مناطق الوجه. بالنسبة لوظيفتها فإنها لا تساهم في عملية الإبصار ولا تؤثر عليها، وإنما تقتصر على توفير بعض الحماية للعين من الأتربة والغبار. وهذه الوظيفية تتجلى بشكل أوضح في بعض الحيوانات كالجمل الذي يتميز بحواجب كثيفة تحمي العيون من أتربة الصحراء.

الرموش

شعر ينبثق من أطراف الجفنين العلوي والسفلي، بحيث يكون شعر الجفن العلوي أطول وأكثف من السفلي. ووظيفة الرموش تشبه وظيفة الحاجب لكنها أبلغ منها وأكفأ في منع الأتربة المحملة في الهواء من الدخول إلى عين.

الجفون

جلد متحور مشقوق، حيث أن الجفون تكون متصلة في المراحل المبكرة لنمو الجنين ثم تبدأ بالانفصال بفعل الخلايا الآكلة. يتميز الجفن العلوي عن السفلي باتصاله بعضلات مرنة إرادية، تسمح بمرور الضوء عند انقباضها. كما أن حركتها اللا إردية المنتظمة والتي تعرف بالرمش تعمل بمثابة تنشيط مستمر وتمرين للعين.

اقرأ أيضا: عضو القلب


تركيب العين الداخلي

أجزاء العين الداخلية
التشريح الداخلي للعين

العين عبارة عن كرة مدرجة في تجويف خاص من الجمجمة يعرف بالمحجر. تثبت كرة العين في المحجر من خلال ست عضلات تمنحها حركة مرنة، تتكون كرة العين من أربعة طبقات متباينة:

ملتحمة العين

غشاء لمفاوي رقيق يبطن الجفون ويغلف العين، جيث يقوم بوظيفة الترطيب المرتبطة بوظيفة الحماية. لأن السوائل اللمفاوية ذات طبيعة مناعية ضد العدوى البكتيرية والفيروسية.

الصلبة

للصلبة تركيب من طبقة ليفية وهي عبارة عن نسيج ضام، حيث تتمثل وظيفتها بضم أجزاء العين إلى بعضها البعض بشكل متين ومنع انفصالها، كذلك فإن متانتها توفر الدعامة اللازمة للعين، تغلف الصلبة كرة العين من كافة أطرافها، حيث تأخذ اللون الأبيض غير الشفاف، والجزء الظاهر منها يعرف ببياض العين. بينما ترق في المنطقة التي تعلو القزحية والبؤبؤ لتأخذ مظهرا شفافا لانعدام الأوعية الدموية فيها. وذلك للسماح بعبور الضوء من خلالها. تلك المنطقة الرقيقة من الصلبة تعرف بالقرنية. أما بشأن تغذيتها فإنها تتحصل على أكسجين الهواء الجوي الذائب في الخلط المائي.

المشيمة

طبقة عضلية وعائية، تختص بتغذية طبقات العين وأيضا تسمح لها بضبط كمية الضوء الداخل إليها من خلال العضلات التي تحكمها. تنقسم المشيمة إلى:

القزحية

وهي طبقة عضلية صبغية، تستجب للضوء، حيث تنقبض بالضوء الساطع لتقليل كميته الوالجة عبر البؤبؤ. بينما تنبسط لتتوسع فتحة البؤبؤ في الضوء الخافت.

الجسم الهدبي

عبارة عن عضلات تختص بإمساك عدسة العين الواقعة خلف القزحية، كذلك فإنه يتحكم بشكلها مما يؤدي لزيادة تركيز الضوء. يقوم الجسم الهدبي أيضا بتغليف الجسم الزجاجي بغشاء شفاف، يفصله عن الحجرة الخلفية للعين. إضافة إلى ذلك فإنه يفرز الخلط المائي، الذي يقع في الحجرة الأمامية خلف القرنية مباشرة، ليغذيها بالمواد الذائبة فيه.

الجسم الزجاجي

هو عبارة عن سائل هلامي شفاف، يقع في لب العين ويشكل حوالي 80% من حجمها. يتركب من 90% ماء مع احتوائه على بعض الكراهل والبروتينات الذائبة، لكن والرغم من أنه يشغل الحجم الأكبر من العينين إلا أن مساهمته في عملية الإبصار ثانوية. واستئصاله لا يسبب العمى وإنما يؤدي لاختلالات في ضبط النظر يمكن تصحيحها من خلال النظارات. يعتقد أيضا أنه يعمل على نفخ العينين لتأخذ شكلها الكروي، حيث أن انكماشه مع التقدم في السن يؤدي إلى غور العينين.

الشبكية

تعتبر الشبكية أعمق أغلفة العين، وأعقد جزء فيها، في حين أن جميع أجزاء العين الأخرى ينحصر عملها في ضبط الضوء وتركيزه وإيصاله إلى الشبكية، فإن الشبكية وحدها -على الرغم من أن سماكة حجمها لا تتعد سماكة صفحة من كتاب_ تعمل على تحويل الضوء من صورته في هيئة فوتونات ضوئية إلى صورة نبضات عصبية من خلال سلسلة تفاعلات متتالية تؤدي إلى تغيير في الغشاء العصبي وإطلق سيل كهربي من خلال الكراهل الموجودة في الخلايا. يمكن اعتبار الشبكية نسيجا دماغيا مرحلا عن الجهاز المركزي، كما أثبتت ذلك دراسات تطور الأجنة. حيث تكون الشبكية نتوء بارزا عن الدماغ الأولي في مرحلة مبكرة لنمو الجنين.

تركيب شبكية العين

تؤدي الشبكية  وظيفتها من خلال عشرة طبقات متمايزة، تترتب من حيث قربها إلى فتحة العين:

الغشاء المحدد

وهو غشاء نسيجي رقيق يفصل النسيج العصبي للشبكية عن الجسم الزجاجي.

الطبقة القعدية

تتكون من الخلايا القعدية وهي نوع خاص من خلايا عصبية ذات محور طويل ينتهي إلى الدماغ، حيث يتجه رأسها إلى ناحية المقابلة إلى الخلايا المستقبلة للضوء. لتعمل زوائدها الشجيرية على التشابك مع أنواع أخرى من الخلايا العصبية داخل طبقة الشبكية.

الطبقة الضفيرية الداخلية

تنسب هذه الطبقة إلى نوع خاص من الخلايا العصبية التي تتفرع زوائها الشجرية بشكل غزير لتشكل شبكة واسعة تربط بين عدد كبير من الخلايا العصبية.

الطبقة النووية الداخلية

هذه الطبقة تحتوي على رأس الخلية المكون للضفيرة العصبية.

الطبقة الضفيرية الخارجية

تماثل الطبقة الضفيرية الداخلية إلا أنها أضيق منها.

الطبقة النووية الخارجية

تحتوي على رؤوس الخلايا العصبية.

الطبقة المستقبلة للضوء

يحتوي تركيب العين في هذه الطبقة على خلايا عصبية حساسة للضوء، حيث أنها تثار بواسطتها لتؤدي نشاطا كهربيا يسري عبر المشابك العصبية إلى الخلايا العصبية التي تعمل كناقل وسيط، يوجد عدة أنواع من الخلايا العصبية الوسطية وهي:

  • أماكرين.
  • خلايا ثنائية القطب.
  • الخلايا الأفقية.
  • الضفيرة العصبية.

الخلايا الوسيطة تقوم بتمرير النبضة العصبية إلى الخلايا القعدية. والتي تحمل الضوء بصيغة شفرة عصبية يتولى الدماغ معالجتها، يوجد نوعين من الخلايا المستقبلة للضوء:

العصي

وهي خلايا عصوية الشكل، تمتص كافة الأضواء دون تمييز، وهي تنشط أثناء الرؤية الليلية، حيث تؤدي لتشكيل صورة بالأبيض والأسود.

المخاريط

وهي خلايا ذات رأس عصبي بنتوء بارز، ويوجد منها ثلاثة أنواع:

  • الحمراء: وهي ذات رأس طويل، تختص بامتصاص الضوء الأحمر، حيث يتسبب بإثارتها.
  • الخضراء: وهي ذات رأس متوسط الطول، تختص بامتصاص الضوء الأخضر
  • الزرقاء: وهي أقصر أنواع المخاريط، وتتميز باختصاصها بامتصاص الضوء الأزرق.

تعتمد العين البشرية على هذه الأنواع الثلاثة فقط لتوليد بقية الألوان، من خلال إعادة المزج أثناء المعالجة الدماغية للصورة.

الطبقة الصبغية

لا يحتوي تركيب العين في هذه الطبقة على خلايا عصبية، إنما تنتمي إلى خلايا المشيمة العضلية وهي غنية بأصباغ الميلانين، حيث توفر خلفية معتمة تمتص فوتونات الضوء الزائدة لكي لا تسبب ضغطا على عمل الخلايا المستقبلة للضوء.

اقرأ أيضا: عضو البنكرياس


الرؤية العامة، والرؤية الدقيقة

تتم الرؤية البصرية العامة واللامحة من خلال الاتصالات المتشابكة بين الخلايا العصبية في الشبكية، حيث يتصل بالعصبون الواحد ( الخلية القعدية) آلالاف الخلايا المستقبلة للضوء، بينما في حال الرؤية البصرية الحادة التي تركز على التفاصيل تتصل بالعصبون الواحد أقل من خمس خلايا مستقبلة للضوء. وذلك في منطقة النقرة الغنية بالخلايا المخروطية، حيث ينصب التركيز الضوئي عليها منتجا الرؤية الحادة والدقيقة، كالتي نستخدمها للقراءة.

اقرأ أيضا: عضو المعدة


تتم الرؤية البصرية من خلال تعاضد بين وظيفة العين والدماغ، حيث أن للعين تركيب يؤهلها تقوم بالمعالجة الفيزيائية للضوء فتكثفه وتركزه من خلال طبقاتها المتعددة حتى يصل إلى الشبكية والتي هي عبارة عن نسيج عصبي متصل بالجهاز العصبي المركزي، حيث  تقوم بامتصاصه والتعبير عنه بصورة كيميائية خلوية على هيئة نبضة عصبية يتولى الدماغ تفسيرها ومعالجتها بصورة عصبية.

[ad_2]