تاجرت بدماء الفلسطينيين بتنسيق مع حماس.. هذه مكاسب إيران من حرب غزة

[ad_1]

كشف خبراء مصريون أسباب وتداعيات اتصالات أجراها مسؤولون إيرانيون مع قادة حماس خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في غزة من أجل التنسيق والاستفادة من العدوان في تحقيق مكاسب يمكن أن تستفيد بها طهران في صراعها مع إسرائيل من ناحية والغرب من ناحية أخرى للحصول على أوراق ضغط يمكن أن تلعب بها في مفاوضات فيينا الخاصة ببرنامجها النووي وللانتقام من إسرائيل.

وأكدوا أن طهران وكعادتها تاجرت بدماء الفلسطينيين من أجل مصالحها وكان يهمها استمرار العدوان وعدم إنهائه إلا بوساطتها، لإثبات قوتها الإقليمية والتأكيد على قوة دورها في المنطقة وما يتبعه ذلك من مواقف تترجم لصالحها على طاولة المفاوضات.

ويقول الدكتور سمير غطاس رئس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية لـ”العربية.نت ” إن إيران استغلت العدوان في غزة منذ البداية وبتنسيق تام مع حماس وقادتها للحصول على مكاسب وأوراق ضغط تفيدها في مفاوضات فيينا والحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل حول البرنامج النووي، ولكي ترد على ضربات إسرائيل القوية لها والتي اغتالت من خلالها محسن فخري زادة العالم النووي الإيراني وقصفت مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم، مضيفا أن إيران استغلت العدوان الإسرائيلي على غزة لفتح ساحة حرب جديدة يمكن من خلالها أن ترد الضربة وتنتقم من إسرائيل.

الدليل على ذلك – كما يقول الخبير المصري – إنه مع بداية العدوان على غزة حاولت إيران التأكيد على تواجدها في ساحة المعركة وبالتصريحات لإثبات أن أي خسائر توجه لإسرائيل لإيران دور فيها، ولذلك وعلى غير العادة وخلافا للعرف أعلن إسماعيل قاني قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني أنه اتصل بمحمد الضيف قائد كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحماس، وقائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، معلنا دعمه لهما في رسالة مبطنة للغرب وتل أبيب تفيد أن بيدها أوراقا كثيرة يمكن أن تدفع بها لاندلاع حرب شاملة في المنطقة وبيدها وقف ذلك كله.

ويضيف أن قادة حماس وكذلك الجهاد كانوا يعلنون خلال الاعتداءات وبتعليمات من إيران أن لديهم صواريخ متطورة ونوعية حصلوا عليها من إيران وأطلقوا عليها اسم قاسم سليماني مع ملاحظة أن تلك التصريحات خرجت من القادة العسكريين في حماس والجهاد وليس من قادة الجهاز السياسي للحركتين، وهو ما يعني أن التعليمات كانت بضرورة إبراز القوة العسكرية الإيرانية وأنها قادرة على أن تصل لإسرائيل في عمقها، مشيرا إلى أن ما يدعم ذلك هو اتصال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بقائد فيلق القدس لتوجيه الشكر له وليس بوزير خارجية إيران.

ماذا تريد إيران من ذلك؟

ويجيب الخبير المصري قائلا: إن إيران ترغب في تحقيق تقدم نوعي وقوي في مفاوضات فيينا، وتلعب بورقة الفصائل والميليشيات الموالية لها في المنطقة، وهم حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وحماس والجهاد في فلسطين، إضافة لجبهة سوريا لكي تؤكد قوتها وثقلها الإقليمي، وتنتزع اعترافا دوليا ببرنامجها النووي وتحصل على اتفاق نهائي بذلك، مضيفا أن إيران استغلت حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين من أجل مصلحتها فقط، ولو كانت تريد مصلحة شعب غزة لكانت قد ساهمت في التبرع بإعادة الإعمار.

ويقول إن طهران لم يثبت أنها ساهمت بتقديم تبرعات أو أموال لمشروعات إنسانية أو إعمار في غزة، بل ساهمت في تمويل شراء أسلحة وغيرها لكي تحول غزة لبؤرة سلاح تهدد بها أمن المنطقة، وتكون إحدى الأدوات الضامنة لأمن إسرائيل ما يعزز موقفها في أي تفاوض سواء مع تل أبيب أو الغرب، مؤكدا أن حرب غزة الأخيرة وما سبقها من حروب مماثلة في 2008 و2012 و2014 كانت مجرد فرص استغلتها إيران سياسيا وعسكريا لمصالحها الخاصة فقط وليس من أجل مصلحة شعب فلسطين وغزة بل على حساب دمائه.

الرسالة الأخيرة التي رغبت إيران في توجيهها للغرب من خلال اعتداءات غزة هي كما يقول الخبير المصري إن طهران تستطيع حتى وهي تحت الحصار والعقوبات أن تهدد أمن إسرائيل والمنطقة وبالتالي تحاول دفع الغرب وغيره للجلوس والتفاوض وتحقيق مصالحها.

ويكشف محمد مجاهد الزيات المستشار في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية لـ”العربية.نت” أن إيران كانت حاضرة للحرب على غزة، وأعلنت ذلك رسميا من خلال اتصالاتها بقادة الفصائل، وتأكيدها أنها تقف داعمة ومقدمة للسلاح والمال والتقنيات، والفصائل أعلنت أن الصواريخ التي تطلقها إيرانية، مؤكدا أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عبر عن شكرهما لإيران من خلال رسائل للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وأن حرص الطرفين على إعلان الاتصالات التي جرت بينهما خلال الحرب كانت بضغط إيراني.

ويضيف أن ايران أخطرت حماس والفصائل أن الجبهتين اللبنانية والسورية لن تشارك في الحرب لأن هناك مصالح استراتيجية لطهران تمنع ذلك حتى لا تكون حربا شاملة حاليا، وحتى لا تؤدي مشاركة حزب الله إلى التشويش على ما يجري من فيينا من مباحثات بخصوص البرنامج النووي، مشيرا إلى أن إيران أرادت أن تقدم وبصورة واضحة من وراء ذلك رسائل متعددة الأولى لإسرائيل، وهي أنها حركت جبهة واحدة وأحدثت كل هذا القلق والتأثير، فماذا كان سيحدث لو حركت الجبهتين الأخيرتين وهما سوريا ولبنان؟ وكل من الجبهتين أكثر قوة من جبهة غزة، ولو أصبحت حربا مفتوحة فالخسائر ستكون مدمرة وكبيرة على إسرائيل.

الرسالة الثانية موجهة للغرب وإسرائيل كما يقول الخبير الاستراتيجي المصري، وهي أن إيران لديها قدرة كبيرة على تطوير الصواريخ، وأنها ذراعها في فلسطين أصبح قويا بدرجة كبيرة وبالتالي باتت فصائل غزة ورقة في يدها تساوم بها الغرب ودول المنطقة فيما يخص التعامل معها، مشيرا إلى أن حرب غزة كانت محاولة أخرى لاستعراض القوة من جانب طهران وتلويح بأنها ستذهب إلى اتفاق فيينا وفي يدها حسب تقديرها ومفهومها انتصار حققته على إسرائيل لكي ترفع العقوبات عليها وتحقق ما تريده من الاتفاق النووي.

[ad_2]