باحثة تتحدى الأزمات وتضع الفِطر اللبناني على خريطة العالم

[ad_1]

إنجاز ممزوج بعبق الطبيعة اللبنانية، قطفته الطالبة الباحثة ساندرا سليمان (25 عاماً)، ابنة بلدة قنطرة العكارية من صلب الأرض، لتشقّ طريقها نحو النجاح مستعينة بثقتها بنفسها وببعض الموارد العلمية المحدودة لدراستها.

وتقول سليمان لموقع “سكاي نيوز عربية: “استعنت باللغة اللاتينية من خلال التواصل مع باحثين في جامعة مونبلييه الفرنسية، وأرسلت عينات من الفطر اللبناني للباحثين هناك، وصل عددها إلى 105 أنواع، حيث أخضعوها للتحليل الجزيئي واستنتجوا أنّ العينات تضمّ أنواعاً جديدة من الفطر، واقترحوا علي كتابة دراسة معمقة نشرت لي مؤخراً في مقالة علميّة حول الموضوع، في موقع عالمي مختص بالفطريات تحت عنوان (أول مساهمة جزيئية في قائمة فحص الفطريات الكبيرة في لبنان)”.

وحققت سليمان في دراستها إنجازاً علمياً هو الأول من نوعه في لبنان في عالم الفطريات، فتوصلت لعشرات الاكتشافات تبيّن أنها الأولى من نوعها في الطبيعة اللبنانية والعالم.

وفي تتويج لجهد دؤوب دام أربع سنوات في البحث، وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة وضيق الإمكانات المادية وانقطاع المحروقات للتنقل، بقيت الدراسة حاضرة طيلة أربعة أعوام في غابات جرود عكار أقصى شمال لبنان، تحت أشجار الشوح والسنديان.

سليمان التي تحمل شهادة الدراسات العليا من الجامعة اللبنانية، وتعمل في مجلس البيئة في بلدة القبيات شمالي لبنان، قالت في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لم أتوقع كل هذا التميز والنجاح للبحث، وكل ما أردته اختيار بحث علمي فريد من نوعه في لبنان، فأخذني الشغف إلى غابات عكار لأبحث عن أنواع الفطر الذي طالما شغلني بتنوعه وخطورته، خصوصاً تلك الأخبار التي كانت تنتشر ولا تزال عن وفاة أشخاص قضوا بسبب أكلهم للفطر السام ظناً منهم بأنه الفطر المسموح أكله”.

وأضافت سليمان: “كشف هذا البحث عن تنوع بيولوجيّ نادر في هذه الغابات منها 62 نوعاً من الفطر لم يأت أحد على ذكرها في لبنان، و8 أنواع جديدة على صعيد العالم صُنّفت جديرة بالدراسة، و4 تعتبر أنواعاً نادرة التداول”.

وكانت سليمان قد بدأت في عام 2019 تخصصها في ماجستير إدارة وحفظ الموارد الطبيعية، وقالت: “اخترت الغوص في مجال دراسة نوع الفطر البري لسببين، فعلى الصعيد العلمي، لم توفّر الجامعة مواد علمية حول الفطر، ولا وجود لأساتذة ضمن هذا التخصص، وبدافع فضولي قررت أن أتعمق في البحث”.

وأردفت: “سعيت جاهدة من خلال بحثي في دعم الوعي لدى السكان المحليين، خصوصاً بعد تداول أخبار محزنة في مناطق عديدة من لبنان حول حالات وفاة أو تسمم لأشخاص تناولوا فطراً برياً كان سببا للمرض أو الوفاة”.

وأشارت سليمان: “زياراتي لم تكن عشوائية إلى الطبيعة، خصوصاً أثناء أزمة البنزين، وفي ظل الخوف الأمني من الذهاب إلى المناطق الجردية، ناهيك عن الحرائق التي نشبت مؤخراً في غابات عكار التي قضت على الأخضر واليابس”.

تابعت: “الزيارات كانت مكثفة في موسم الفطر، خصوصاً في فصلي الخريف والربيع، احتاج عملي للدقة وبعد البحث يأتي الكشف والتصوير والمسح”.

ولم يكن اختيار عكار وليد الصدفة، حيث لا يزال أهل المنطقة ينشطون ضمن البراري في عادة قطاف للفطر يسمونها بـ”السليق” لا سيما في فصل الربيع.

وأردفت: “بحثت في غابات منطقة تاشع على ارتفاع حوالي 1400 متر عن سطح البحر، نزولا نحو بلدة فنيدق والقموعة لغاية جرد بلدة القبيات بمعدّل مرة كل أسبوع أو اثنين، وأكثر ما لفتني هي ألوان الفطر المختلفة، لكن الصورة لا تظهر اللون الحقيقي أحياناً، والعيّنة يتغيّر لونها بعد قطفها، لذلك كان لا بد من تدوين ملاحظاتي للتوصل إلى اسم الفطر العلمي وخصائصه”.

وختمت الشابة قائلة: “طموحي كبير وسأبقى في لبنان، وحزينة على الشباب اللبنانيين الذين هاجروا من البلاد، وأشجع الأصدقاء والطلاب على متابعة ما بدأت، فنحن بحاجة أكثر للتوسع في هذا المجال والوطن بحاجة لجهود أبنائه دوماً”.



[ad_2]