المصابون بكوفيد 19 الى النصف مليون
وباء كورونا أدخل العالم في حالة هلع

تفاقم وباء كورونا في العالم، خلال الآونة الأخيرة، ليقترب عدد المصابين بفيروس (كوفيد 19) في كافة الدول من نصف مليون مصاب، يوم الخميس.

ووصل عدد المصابين إلى هذا المستوى القياسي، بعدما أضحت إيطاليا والولايات المتحدة على وشك تجاوز أعداد الصين التي ظهر فيها الفيروس، أواخر العام الماضي.

وإلى حدود الساعة الواحدة ظهرا من يوم الخميس، بلغ عدد المصابين بالفيروس 488 ألفا، فيما وصل عدد الوفيات إلى 22 ألفا و58، بينما تماثل 117 ألف شخص للشفاء.

وتداعت أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا ونيويورك، تحت وطأة رعاية المصابين، حيث يبحث المسؤولون هناك بشكل دؤوب عن أجهزة تنفس صناعية لإبقائهم على قيد الحياة.

وإثر إدراك حجم التهديد، صدق مجلس الشيوخ الأميركي، مساء الأربعاء، على حزمة إنقاذ اقتصادية غير مسبوقة بقيمة 2.2 تريليون دولار لمساعدة شركات وموظفي وأنظمة الرعاية الصحية.

ويأمل ملايين الأميركيين أن يمنحهم هذا الإجراء شريان حياة، بعد أن فقد كثيرون وظائفهم ودخلهم بسبب قواعد التباعد الاجتماعي اللازمة لإبطاء انتشار الفيروس.

في غضون ذلك، يخضع ما لا يقل عن 1.5 مليار شخص الآن لقيود صارمة على السفر.

لكن رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عاتب قادة العالم لإضاعة الوقت الثمين في مكافحة الفيروس الذي قتل أكثر من 21 ألف شخص، وترك ملايين من دون عمل، وأثر على الاقتصاد العالمي.

وأطلق غريبسوس على فيروس كورونا المستجد صفة “العدو العام رقم 1”.

وقال “كان وقت العمل الفعلي منذ أكثر من شهر أو شهرين. أهدرنا الفرصة الأولى … هذه فرصة ثانية، ينبغي ألا نبددها، ويجب أن نفعل كل شيء لقمع هذا الفيروس والسيطرة عليه.”

الولايات المتحدة

وفي الولايات المتحدة، التي ارتفع عدد الوفيات فيها إلى 1050، مع نحو 70 ألف مصاب، نشبت معركة سياسية شرسة بين من يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة لفرض حصار طويل ضد الوباء، مثل حاكم نيويورك أندرو كومو، وبين الرئيس دونالد ترامب.

وبرزت نيويورك كنقطة عالمية للفيروس، وقال كومو إن العدوى تتضاعف كل بضعة أيام تقريبًا.

وتحول مركز المؤتمرات في المدينة إلى مستشفى مؤقت، وشهدت الولاية 280 حالة وفاة، وفقًا لإحصاء أعدته جامعة جونز هوبكنز.

واجتازت إسبانيا الصين في عدد الوفيات بعد وصولها إلى الرقم 3600، وفق ما نقلت رويترز.

وأضحى البلد الأوروبي في المرتبة الثانية بعد إيطاليا التي توفي فيها 7500 شخص.

وقالت ليديا بيريرا، ممرضة في مستشفى دي لاباز التي يوجد بها ألف سرير في مدريد، إن ثمة حاجة ماسة لمزيد من العاملين في المجال الطبي، وأضافت “نحن ننهار”.

وتابعت “مشاهدة المرضى يموتون بمفردهم يقتلنا جميعًا من الداخل”.

وقالت زميلتها باتريشيا نونيز، وهي ممرضة تتعافى من إصابتها بالعدوى، “هذا أمر معقد للغاية جسديا، لكنه مروع من الناحية النفسية “.

تأهب عالمي

في إيطاليا، يتوسل لأطباء وممرضات للحكومة يوميًا لتقديم المزيد من الأقنعة والقفازات والنظارات الطبية، وحثوا المواطنين على تفهم مدى أهمية تدابير الإبعاد الاجتماعي المرهقة.

زيقول علماء إن إيقاف شخص واحد فقط من المصابين بالفيروس يعني أن عشرات آخرين لن يصابوا بالعدوى.

واجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، في قمتهم الثالثة في غضون ثلاثة أسابيع، حيث يكافحون لاحتواء انتشار الفيروس، وإدارة الخراب الذي يسببه لاقتصادهم.

ومع ارتفاع عدد الوفيات في أوروبا إلى أكثر من 12 ألفا، مددت إسبانيا حالة الطوارئ التي ستسمح لها بفرض عمليات إغلاق أوسع نطاقا، في حين أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما أطلق عليه “عملية الصمود”، المدعومة من الجيش لمكافحة الوباء.

فرنسا

وبدأت فرنسا في إجلاء مواطنين مصابين من منطقة “الألزاس”، التي يتفشى فيها المرض، شمال شرقي البلاد باستخدام قطار طبي خاص فائق السرعة، وصفه وزير الصحة بأنه “الأول في أوروبا”.

وتم نقل حوالي 20 مريضا من ستراسبورغ إلى مستشفيات في باي دو لا لوار ومناطق أخرى.

وأمرت بريطانيا بتجهيز 10 ألف جهاز تنفس صناعي للتعامل مع أزمة مرض كوفيد-19 بالتعاون مع مهندسين من شركة دايسون.

وبدأت الهند اليوم الخميس فرض أكبر إغلاق في العالم، في محاولة لإبقاء 1.3 مليار شخص داخل منازلهم.

وفي باكستان المجاورة، ارتفع عدد الحالات المصابة لما يقرب من 1100 حالة، ما دفع الحكومة لإقناع أكثر من 200 مليون شخص في البلاد بالبقاء في منازلهم.

ويعقد قادة مجموعة العشرين، مؤتمرا بالفيديو لبحث تحسين تنسيق الاستجابة للوباء، برئاسة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.