السل الكلوي

[ad_1]

فهرس المحتويات

السل الكلوي أو سل الكلى مرض يصيب الكلى في مرحلة متأخرة بعد إصابة الرئتين بعصيات كوخ (العصيات السلية)، ما هي أهم أعراض السل الكلوي وماذا عن أسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه؟


لمحة عن السل الكلوي

في البداية، شهد العام 1882 اكتشاف العالم روبرت كوخ العامل المسبب لمرض السل وهو نوع من الأحياء الدقيقة تمت تسميته بالمتفطرة السلية (المتفطرة الدرنية) وأطلق عليه فيما بعد اسم العالم الذي اكتشفه (عصية كوخ). علاوة على ذلك، عندما يصيب مرض السل الإنسان فإنه أولاً يصيب الرئتين ثم، العقد اللمفية وبعدها جهاز الهضم يليه الهيكل العظمي. وأخيراً، يصيب السل الكلى والجهاز البولي التناسلي بشكل عام. لذلك، يجب أن يعرف المريض أن  السل الكلوي يعتبر مظهراً متأخراً لمرضه.

من الجدير ذكره، أن السل يمكن أن يصيب أي جزء من السبيل البولي التناسلي، كأن يصيب على سبيل المثال (الكلية – الحالب – المثانة – البروستات – الأسهر – البربخ – القضيب).

اقرأ أيضاً: تنظير الكلية.


كيف يحدث السل الكلوي؟

في الحقيقة، تم الإثبات بشكل قطعي أن انتقال السل إلى الكلى يحدث عن طريق الدم. علاوة على ذلك، يغلب أن يتطور مرض السل في كلية واحدة بينما يظل هامداً في الكلية المقابلة. إضافة إلى ذلك، عندما تظهر أعراضه السريرية تظهر في جانب واحد بسبب عدم إصابة الكلية الأخرى. لكن، يمكننا القول أنه في ثلث حالات سل الكلى يمكن أن تكون إصابة الكليتين مزدوجة.

تشوه الكلى والسل الكلوي

إن وجود خلل تشريحي ولادي وتشوّه في واحدة من الكليتين أو الطرق البولية من شأنه أن يساعد في تطور الإصابة بالسل الكلوي في الجهة المتشوهة أكثر من غيرها.

وصول الجراثيم للكلى

بعد وصول الجراثيم للكلية تترسب وتتجمع على قشرها الخارجي. ثم، تشكّل نتيجة هذا التجمع ما يعرف بالبؤرة السليّة. ثم، يمكن أن تتطور الحالة بعد ذلك إلى عدة مستويات:

المستوى الأول:

 تتكلّس البؤرة السلية ولا يبدي المرض أي أعراض حيث تكون مناعة المريض جيدة ومقبولة.

الثاني:

تكون البؤرة السلية لدى المريض ذات فاعلية لكنها محدودة لا تتطور.

المستوى الثالث:

تتطور البؤرة السلية بسبب عدة عوامل منها على سبيل المثال ضعف المناعة أو الرضوح أو الداء السكري أو تناول الأدوية الهرمونية. ثم، تنتقل البؤرة السلية من القشر لباقي أقسام الكلية وتخربها فتظهر أعراض المرض.

من الجدير ذكره، أن تكلّس البؤرة السلية لا يعني شفاء مريض السل من السل الكلوي لكنه يعني أن عصية كوخ باقية وتنتظر فرصة حدوث نقص مناعة لديه لتتفعّل.

اقرأ أيضاً: الصداع النصفي (الشقيقة).


التشريح المرضي في سل الكلى

عندما يتم أخذ عينة من نسيج الكلية ليتم فحصه بالتشريح المرضي تظهر التبدلات التالية:

في القشر الكلوي

تكون البؤر السلية أعلى من قشر الكلية. ثم، تتطور الحالة المرضية بارتشاح البؤر السلية إلى لب الكلية ثم الكؤويسات الكلوية وبعدها الحويضة ثم الحالب وأخيراً، المثانة.

لب الكلى والسل الكلوي

يرتشح السل للب الكلوي. ثم، نتيجة ذلك ينتج تموت هذا النسيج بالكامل وانطراحه. النتيجة النهائية تشمل تشكُّل جوف يسمى بالكهف السلّي.

التهاب الكلية القيحي السلي

مع تطور الحالة الالتهابية يصل الالتهاب للحليمات الكلوية. علاوة على ذلك، تتطور حالة الالتهاب بتعدد الكهوف السلية المذكورة. ثم، يتشكل جوف كبير يملؤه القيح. أخيراً، يحدث ما يعرف بالتهاب الكلية القيحي السلي.

من الجدير ذكره، أن هناك قاعدة تصف السل الكلوي وتقول بأن سل الكلى سيؤدي لتجويف العضو البرانشيمي (الوظيفي) كالكلية على سبيل المثال، وإلى امتلاء العضو المجوف من الداخل (كالمثانة والحالب).

اقرأ أيضاً: فشل الكبد الحاد.


أعراض السل الكلوي

في الحقيقة، لا توجد أعراض واضحة تصف بدقة سل الكلى، لأن هذا المرض غالباً يتطور تحت قناع أمراض أخرى غيره أو قد يرافق هذه الأمراض أو تكون الأمراض التي تلتبس أعراضها مع أعراضه من أحد مضاعفاته واختلاطاته. من هذه الأمراض نذكر على سبيل المثال:

في الحقيقة، يكون مريض السل الكلوي بدون أعراض فقط في حالة توضع البؤرة السلية على قشر الكلية فقط. لكن، بعد ذلك ستظهر الأعراض ونذكر منها على سبيل المثال:

  • الألم.
  • عسر التبول وعدم القدرة على إطراح البول أو وجود صعوبة في التبول.
  • البيلية الدموية (خروج دم مع البول).

الألم

أول أعراض السل الكلوي ظهوراً هو الألم المتوضع في منطقة الكلية المصابة. ومن صفات هذا الألم نذكر على سبيل المثال:

  • ليس حادّاً.
  • يتوضّع في الخاصرة.
  • في حالات قليلة يشبه ألم القولنج الكلوي.

عسر التبول

  • ثاني أعراض سل الكلى ظهوراً، وله ميزتان رئيسيتان هما:

لا يستجيب للعلاج (معنّد على العلاج)، فعلى سبيل المثال، إذا همد الالتهاب المذكور لمدة وجيزة فإنه سيعود وينكس مجدداً وسيكون أكثر حدّة من السابق. وثاني ميزة أن زرع البول في المختبرات يكون سلبياً لأن عصية كوخ لا تنمو على أوساط الزرع العادية.

تبوّل الدم والسل الكلوي

ثالث أعراض السل الكلوي، وهي تشبه البيلة الدموية في حال الإصابة بسرطان الكلية. وأهم صفاتها:

  • غير مؤلمة للمريض.
  • شاملة لكل وقت التبول.
  • لا أعراض أخرى ترافقها.
  • قد تكون مجهرية غير ظاهرة للعيان.

من الجدير ذكره، أن أعراض السل الكلوي قد تتراجع بشكل بسيط. لكنها، تعاود الظهور بقوة أكثر من السابق.


تشخيص السل الكلوي

يتم تشخيص هذه الحالة بالفحص السريري أولاً، ثم الفحص الشعاعي. وبعد ذلك، يتم إجراء بعض الفحوص التنظيرية الخاصة.

التشخيص السريري

في الحقيقة، يكون المريض بحالة عامّة جيدة عندما يتم فحصه سريرياً وذلك لأن سل الكلى هو إصابة ثانوية تحدث بشكل متـأخّر بعد الإصابة بمرض السل. علاوة على ذلك، إن القصة المرضية التي يقدمها المريض لطبيبه ضرورية وتشكّل ما نسبته 75% من تشخيص الحالة. تتضمن الأسئلة التي يجب على المريض الإجابة عنها على سبيل المثال:

  • السؤال عن سوابق إصابة أحد أفراد العائلة بسل الكلى.
  • قصة وجود سل رئة عند أحد الأقارب.
  • حدوث انصباب جنب لدى المريض سابقاً.
  • السؤال عن وجود شكوى التهاب خصية أو التهاب بربخ عند المريض الذكر.
  • وجود التهاب موثة (غدة البروستات).
  • مرض بوت pott disease أو أي إصابة توجّه الطبيب للشك بوجود سل الكلى.

الفحص السريري

يقوم الطبيب بجسّ الكلية في عدّة حالات منها على سبيل المثال استسقاء الكلية أو تقيّحها. علاوة على ذلك، بحال حدث لدى المريض حالة التصلّب السلّي سيتمكن الطبيب من جسّ عقيدات في البربخ لديه. إضافة إلى ذلك، سيتمكّن من جسّ عقيدات ضمن غدة البروستات أيضاً ويمكن أ يلاحظ الطبيب بالفحص السريري وجود ناسور بين كيس الصفن والعجان.

التشخيص المخبري

إن الاستقصاء المخبري لسل الكلى هو أهم الاستقصاءات. أولاً، يتم إجراء فحص البول والراسب حيث يشاهد فيه لدى مريض السل الكلوي:

  • خروج دم مع البول(بيلة دموية).
  • بيلة قيحية (خروج قيح مع البول).
  • بيلة بروتينية.

التحرّي عن عصيّة كوخ

  • يمكن التحرّي عنها بعدّة طرق، منها على سبيل المثال:
  • فحص مباشر تحت المجهر: بعد التلوين بصبغة تسل نيلسون.
  • زرع بول المريض في وسط لوفنشتاين جونسون (لمدة 3 أيام متواصلة): يحتاج شهرين أو شهرين ونصف ليعطي النتيجة لكنه فحص دقيق.
  • زرع بول المريض على الوسط الدموي بطريقة بريست ويحتاج من أسبوعين إلى أربعة لكنه أقل دقّة من السابق.

الطريقة البيولوجية

هناك طريقة بيولوجية لكشف وجود عصية كوخ وهي تعتمد على حقن راسب بول المريض المصاب بالسل الكلوي تحت جلد حيوان مخبري أو تحت صفاقه. بعد ذلك، ينتظر الفاحص حوالي الشهرين، فإذا مات الحيوان يقوم بتشريحه حتى يلاحظ وجود عصيات كوخ ضمن أعضائه وعندها يكون هذا الدليل أكيداً على الإصابة بالسل. أخيراً، يمكننا القول أن الطريقة البيولوجية هي أدق طريقة في تشخيص سل لكلى.

فحص دم مريض السل الكلوي

  • التعداد طبيعي.
  • زيادة طفيفة بالكريات البيض من نوع العدلات.
  • قد يلاحظ وجود فقر دم في حالات السل الكلوي المتقدمة.
  • تزداد سرعة التثفل.
  • الكرياتينين وقيم البولة غالباً طبيعية.

استئصال الكلية الذاتي والسل الكلوي

في بعض الحالات ونتيجة طرح مواد متحللة ومتموّتة من الكلية عن طريق الكلى، قد يحدث انسداد في حالب المريض. علاوة على ذلك، تسمى هذه الحالة طبياً باستئصال الكلية الذاتي وهي لا تعني شفاء المريض أبداً. لأن عصيات السل تظل حيّة في كلى المريض فترة من الزمن منتظرة حدوث أي حالة تضعف مناعته لتستعيد نشاطها من جديد.

تشخيص السل الكلوي بالأشعة

عندما يشك الطبيب بالسل يوجّه المريض لإجراء بعض الفحوصات لتأكيد تشخيص السل الكلوي:

  • صورة شعاعية بسيطة للصدر.
  • صورة للعمود الفقاري (يتم البحث فيها عن سل الرئة ومرض بوت).
  • أيضاً، صورة بسيطة لجهاز البول.
  • يجب إجراء صورة ظليلة لجهاز البول.
  • لكن، قبل ذلك يتوجب عيار البولة والكرياتينين لدى المريض ففي حال كان الكرياتينين يفوق 1.5 لا يجب إجراء الصورة أبداً.
  • عندما يحدث فقدان لوظيفة الكلى لدى المريض أو عندما لا تعطي الصورة الظليلة معلومات كافية يجب إجراء صورة ظليلة للحالب والكلية بالطريق الراجع.
  • التصوير الظليل لأوعية الكلية (نادراً ما يتم إجراؤه لتشخيص السل الكلوي).
  • التصوير بالأمواج فوق الصوت (الإيكو): يكشف وجود تكلّسات – حصيات – توسّعات وغيرها.
  • يتم كشف الحالة الوظيفية للكلية عن طريق التصوير الومضاني أو بالنظائر المشعّة.

تشخيص السل الكلوي تنظيرياً

مهم جداً، يتم مشاهدة الحدبات السليّة وهي عبارة عن ورم حبيبي ذو صفة تدرّنية أو ما يعرف بالـ Granuloma. إضافة لذلك، ترافقه خلايا عملاقة متوضعة في مركزه ومحاطة أيضاً بخلايا لمفية كثيفة. إضافة لذلك، يمكن للتنظير أن يظهر القرحات السلية.


مضاعفات السل الكلوي

  • حصيات الكلى: تحدث بنسبة 15% حيث يسبب التضيق الحالبي ركودة بولية يرافقها ترسّب أملاح. نتيجة ذلك، تتشكل الحصيات.
  • القصور الكلوي: يحدث في مراحل متقدمة من سل الكلى.
  • خرّاج حول الكلية: حيث يمكن أن تصل كمية القيح حول الكلية إلى ليترين تقريباً.
  • استسقاء الكلية: يحدث نتيجة تجوّف برانشيم الكلى (المنطقة الوظيفية فيها) وتوسّع الكلية.
  • انسداد الحالب.

علاج السل الكلوي

بالنسبة لعلاج سل الكلى فلهُ قسمين دوائي وجراحي حيث يستطب اعتماد العلاج الدوائي في كل حالات سل الكلى، بينما العلاج الجراحي فهو يأتي مكملاً لخطة العلاج الدوائية. لكن، يجب على الطبيب المشرف أن يحذر من العلاج التجريبي لمرض السل في حال كان يشكّ بوجوده لكنه غير متأكد منه، لأن أدوية علاج السل تؤثر على الجسم من عدة نواحي. أخيراً، يمكننا القول أنه يتوجب على المريض الصبر لأن العلاج سيكون مديداً وقد يستمر لدة سنتين أو أكثر.

علاج السل الكلوي دوائياً

  • في المرحلة الأولى من المرض:

يتم استخدام أدوية نوعية حيث تعطى ثلاثة أنواع منها دفعة واحدة. لكن، بالمقابل لكل دواء فعاليته الخاصة وتأثيره المختلف عن الآخر. تتضمن هذه الأدوية على سبيل المثال:

الستربتومايسين

يعطيه الطبيب بجرعة 1 غرام/ يومياً عن طريق العضل لمدة ثلاثة أشهر.

الإيزونيازيد

يعطيه الطبيب بجرعة 5 ملغ/ كغ/ يوم عن طريق الفم.

الإيثامبوتول

يعطى بجرعة 20 ملغ/ كغ/ يوم عن طريق الفم.

من الجدير ذكره، أن دواء الريفامبيسين من الأدوية البديلة التي تبدي فاعلية في علاج السل الكلوي لأن وصفه من قبل الأطباء قلّ كثيراً وبالتالي قلّت مقاومة الجراثم له وأصبحت تتحسس عليه بشكل جيّد.

  • المرحلة الثانية (مرحلة الثبات):

مدتها تتراوح بين 10 – 12 شهراً حيث يتم فيها مشاركة نوعين فقط من الأدوية السابقة.

  • المرحلة الثالثة (مرحلة المراقبة):

تستمر هذه المرحلة حتى سنتين كاملتين يعطى المريض فيها دواء واحد فقط كعلاج دائم لحالته.

علاج السل الكلوي بالجراحة

إن الجراحة خيار انتقائي لعلاج السل الكلوي، أي ليس كل مريض سل كلوي سيحتاج لها. علاوة على ذلك، كان استئصال الكلى في السابق هو الخيار العلاجي لجميع المرضى أما الآن فقد أصبحت الجراحة تجرى فقط لعلاج بعض الآثار الجانبية. إضافة لذلك، يتم اللجوء للخيار الجراحي واستئصال الكلية في الحالات السيئة جداً التي أدت لتخريب واسع في عضو الكلية ومن هذه الحالات نذكر على سبيل المثال:

  • حالة التقيح الكلوي بسبب السل (كلية مملوءة تماماً بالقيح).
  • التكلس السلي الذي يشمل الكلية بالكامل.
  • الاسسقاء الكلوي بسبب السل.
  • السل الكلوي متعدد الكهوف.
  • ارتفاع الضغط الشرياني الذي يحدث نتيجة وجود مرض سل الكلى.

إن مرض السل الكلوي kidney Tuberculosis يتوجب المتابعة مع طبيب مختص بالجراحة البولية وأمراض الكلية كي لا يصل لمرحلة متقدمة تهدد حياة المريض.

[ad_2]