أضرار الجلوس المبكر للأطفال

[ad_1]

تعلم الطفل الجلوس هو بمثابة فتح نافذة جديدة وبداية استكشاف العالم من منظور جديد وذلك من خلال القدرة على الجلوس واللعب وتناول الطعام، والأهم من هذا هو متابعته للحياة الاجتماعية المحيطة به ومراقبة كل التفاصيل الدقيقة لعائلته الصغيرة من زاوية أفضل تساعده على التعلم والتطور والنمو الذهني السريع؛ لذلك ترغب كل أم في مشاهدة طفلها الصغير، وقد تعلم الجلوس مما يستدعي بعضهن للاستعجال لبدئها قبل الأوان في بعض الأحيان مما قد يتسبب في ضرر طفلها. الدكتور وائل عبدالعال، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى “إم إم سي” رويال، يشرح عن أضرار جلوس الطفل مبكراً.

د. وائل عبدالعال

إبطاء مسار تطوره

الجلوس المبكر يبطيء مسار تطوره

لكل مرحلة عمرية تطورات تتميز بها، ومن أهم تلك المراحل مرحلة جلوس الطفل، وتعد قدرة الطفل على إسناد رأسه وإظهار اتزانه من العلامات التي تدل على بداية استعداد الطفل للجلوس، وقد يظهر بعض الأطفال هذه القدرة مبكراً عند عمر خمسة أشهر والبعض الآخر من الممكن أن يؤخرها حتى عمر تسعة أشهر، مما قد يدفع بعض الأمهات إلى الاستعجال بدفع الطفل في وضعية الجلوس؛ اعتقاداً منها أنها تساعده ولكنها في الواقع ربما تؤدي إلى أبطاء مسار تطور الطفل الحركي؛ لذا لا يجب على الأم إجبار طفلها على الجلوس مادام لم يظهر استعداده لذلك.  

التقدم الطبيعي للمهارات

لا يحقق الطفل تقدماَ في المهارات

  يعتبر التسلسل الطبيعي لتطور نمو طفلك الحركي هو محاولة رفع رأسه عند وضعه على بطنه ثم  التدحرج،  ثم الدوران، ثم الدفع للخلف والتراجع للأمام، ثم الزحف على البطن، ثم يتمكن الطفل من الزحف على يديه وركبتيه، ثم دفع نفسه للخلف للجلوس، لذا لا يتمكن الطفل من الجلوس حتى يبدأ في مرحلة الزحف، ونتيجة لما ذكرنا فإن الجلوس مبكراً يتعارض مع هذا التقدم الطبيعي للمهارات التي يلعب كل منها دوراً مهماً في التعلم والتطوير لاحقاً، ويعطي فرصة أكبر لنمو العضلات بصورة تسمح للطفل بالتطور الطبيعي.

مساوئ استخدام المشايات

لا تستعجلي أي مرحلة من النمو

كل تلك الحركات التي ذكرناها من إتقان الطفل التحكم في رأسه وضبط وضعه تلقائياً وتقوية عضلات بطنه بالزحف مطلوبة قبل البدء بالجلوس، ولذلك فإن الاستعجال بدفع الطفل للجلوس قبل عمر ستة أشهر يقلل من وقت نمو عضلات البطن، ويعطي فرصة أقل لتطوير ردود فعل الطفل التي تسمح له بالجلوس بأمان مما قد يؤدي إلى زيادة فرص سقوطه وارتطام رأسه؛ لذا فإنه ليس هناك حاجة إلى دفع الطفل للجلوس مبكراً أو استخدام المشايات التي لا تسمح له بالحركة بحرية، والتي تحرم الطفل من تطوير قوة عضلاته فقط عليك تحفيز طفلك وترك الأمر للتطور الطبيعي.

يجب أن يكون طفلك قادراً على الجلوس دون دعم عند بلوغ شهره السابع، أما إذا بلغ الطفل تسعة أشهر ومازال غير قادر على الجلوس فقد يكون هذا علامة على تأخره في المهارات الحركية خصوصاً إذا كانت مصحوبة بإحدى العلامات الآتية، وهي تصلب في عضلات الطفل أو تحريكه وتحكمه بجهةٍ واحدةٍ فقط من جسمه من الأمور التي قد تدلّ على وجود مشاكل عضليّةٍ لدى الطفل، أو صغر حجم العضلات. الحركات اللينة. ليس لديه تحكم قوي في الرأس والسقوط المتكرر. لا يستطيع الوصول لشيء ووضعه في فمه؛ لذا يكون من الأفضل استشارة طبيب لتقييم نمو طفلك والتدخل في أقرب وقت. 

لين العظام

قد يعود السبب في تأخر جلوس الطفل إلى وجود مشكلة في العضلات مثل رخاوة العضلات أو وجود مشكلة بالعظام مثل لين العظام أو ربما تكون المشكلة مركزية بالمخ والأعصاب ينتج عنها تأخر الحركة وبطء النمو؛ لذا يجب الانتباه في حالة عدم استجابة الطفل للأصوات الخارجية والتفاعل معها، وربما كانت مشكلة سلوكية، لذا أيضاً يجب الانتباه في حالة عدم ابتسام الطفل لوالديه والتفاعل معهما وعدم القدرة على تواصله مع المحيطين بالعينين، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الأطفال الخدج يأخذون وقتاً أطول من الأطفال الطبيعيين لاكتساب نفس مهاراتهم في النمو.

توصيات

قد يصاب بتقوس العمود الفقري

بحسب توصيات أكاديمية طب الأطفال الأمريكية ومُختصّي العلاج الطبيعي للأطفال، فإنّ إجبار الطفل على الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ في مراحل مبكرةٍ من العمر قبل إظهاره للاستعداد لذلك أو استخدام الأدوات المساعدة مثل المشاية قد يؤدّي إلى حدوث مشاكل في تطوره أخطرها تقوس في العمود الفقري، وتغيير شكل الانحناء السليم والذي يحتوي على انحناءيْن أعلى وأسفل الظهر، وهو الشكل الطبيعي للعمود الفقري الذي يمثل محور ارتكاز الجسم وشكل الجسم العام. 

 

 

 



[ad_2]