أشعر بفراغ إذا لم أحب!

محتويات المقالة

[ad_1]

السؤال

أنا يا خالة حنان إنسانة جامعية عاقلة واعية، مشكلتي أني بحاجة إلى أحد بجانبي دائماً، أعطيه عواطفي وحبي واهتمامي، فكل مرة ينكسر قلبي بسبب هذه العلاقات.. أقصد علاقة مع شاب.. تقتصر هذه العلاقة فقط على الرسائل الهاتفية فقط لا غير، وعندما أبتعد عن أحدهم أصبح فارغة من الداخل فأبحث عن غيره وهكذا.. أريد الخلاص من هذا التصرف.
(شادية)

رد خالة حنان

 

أنا بحاجة إلى أحد بجانبي

1 أرجو ألا يفاجئك ردي يا حبيبتي؛ لأني سأقترح عليك اتباع تكتيك المصارعين والملاكمين لحل مشكلتك!!!
2 أول التقنيات التي يعتمدها الملاكم للدفاع عن نفسه، حين ينكسر قلبه من علاقة عاطفية أو يخسر خطيبة أو زوجة هو أن يغرق نفسه بتدريب عنيف من تمارين الضرب والركل والجري، والرياضة البدنية القاسية والمتواصلة لساعات!!!
3 هذه التمارين تقضي على كل الطاقة الفائضة التي تتصاعد من القلب، بسبب طفرة مشاعر الشوق والحرمان والرغبة!!
4 لكن بالطبع ليس هذا هو الحل كله، فالطاقة ليست فقط طاقة الجسد، بل هناك طاقة العقل والقلب والروح، وكلها تتغذى على مشاعر تحرك الجوارح، ما يجعل داخل كل منا يتناغم في فيض من الراحة والاطمئنان، أو يحيل داخله إلى فوضى من النشاز يعبر عنه بالتوتر والقلق والتهور والتعب، أو الفراغ الرهيب الذي ذكرته!
5 إذاً عليك يا حبيبتي أن تبدأي بتغذية عقلك وقلبك بطاقات من نوع آخر من خلال برامج اطلاع واندماج بمحيطك والتخلي عن الأنانية الذاتية لتكوني عنصراً فاعلاً في محيطك وأهلك ومجتمعك!
6 اعرفي يا ابنتي أن الشخص الفارغ الذي يخاف من الوحدة هو الشخص الذي يستطيع بسهولة أن يتغير ويغير من حوله، إذا ما اختار الطريق السليم الذي يجعله إنساناً سعيداً محبوباً ممن حوله، ومفيداً للمقربين منه، وهذا سهل ولا يتطلب إلا تغيير رؤيتنا والالتفات إلى ما يقع حولنا، والانتقال من تأمل نفسنا أمام المرآة في غرفة مقفلة، إلى فتح النوافذ والاطلاع على هذا الكون الجميل الذي خلقه الله لنا، لنتمتع به بمسؤولية من خلال مشاركتنا الآخرين، ليس بالحب فقط، بل بما يفيد حياتنا بشكل عام ومجتمعنا وأوطاننا وبما يرضي الله بالدرجة الأولى.
7 أخيراً لا يلغي الفراغ إلا الانغمار الحقيقي برؤية حقيقية وعملية للحياة، فلا تكتفي بتكنيك الملاكمة، بل ارفعي السقف لتصلي إلى ما ينير روحك من عمل صالح يجعلك من عباد الله الصالحين.



[ad_2]