مدربون السورين و روشتة اكتشاف المواهب
عمر السومة

لا شك أن مسألة ندرة المهاجمين في الملاعب باتت معضلة عالمية، أربكت حسابات الكثير من المدربين والنقاد.

ولا يختلف اثنان على أن المهاجم القناص الذي يسجل من أنصاف الفرص، عملة نادرة، قد لا يتوفر في أي مكان وزمان، على غرار بيليه ومارادونا.

وحاول معرفة أسباب نقص المهاجمين على مستوى العالم، من خلال رصد آراء بعض المدربين.

وقال المدرب السوري عبد الحميد الخطيب “المهاجم هداف بالفطرة، اكتشاف المواهب الهجومية في الصغر مهم للغاية من أجل التدريب المكثف على الكرات الطويلة والعرضية أمام المرمى”.

وأضاف “اكتشاف المواهب وخاصة المهاجمين يجب أن يبدأ من الأحياء الشعبية والمدارس، لكن الأمور باتت معكوسة حاليًا باشتراك لاعبي الأندية في البطولات المدرسية”.

وشدد “غياب المدربين المميزين للفئات العمرية ساهم في عدم اكتشاف مواهب جديدة بعد ضعف المردود المادي وغياب الاهتمام من قبل الأندية”.

العلم والعمل

أما المدرب راكان الباشا أكد أن المهاجم المميز يحتاج للموهبة مع ضرورة الجمع بين العلم والعمل.

وقال الباشا “يجب تدعيم الفرق الناشئة لأنها تضم مواهب جيدة، يجب منح المهاجمين تدريبات مكثفة”.

وأضاف “غياب الرعاية والدعم لدوري الفئات العمرية وتحديدًا الأشبال والناشئين من أهم أسباب دفن المواهب الهجومية”.

وتابع الباشا “اكتشاف المهاجم يحتاج إلى نظرة ثاقبة من خبير وليس مجرد مدرب عادي، ثم معرفة توظيف إمكانيات هذا المهاجم ليكون رأس حربة قناص في وقت قياسي”.

ونوه “الأكاديميات في العالم تتفرغ لصناعة النجوم وتحديدًا المهاجم الذي دائمًا يكون تسويقه أفضل من الناحية المالية، ولذلك بدأت في نشر كشافيها في كل مكان”.

إهمال صناعة المهاجم

أما المدرب مهند البوشي قال إن المهاجم يحتاج لعمل وجهد كبير منذ اكتشافه، لمعرفة قدراته الفنية والبدنية والذهنية والمهارية.

وتابع “المهاجم يجب أن يتعلم أين وكيف يقف داخل منطقة الجزاء، ومتى يسدد ويدرس مدافعي الخصم وحارس المرمى، من أجل التعامل معهم بذكاء شديد”.

وأضاف البوشي “صناعة المهاجم تحتاج لوقت طويل بجانب العلم والعمل، بشرط توافر الموهبة”.

وأتم “للأسف الكثير من الأندية المحلية والعربية أهملت صناعة المهاجم، وكان خيارها الأول التعاقد مع مهاجم أجنبي بأرقام خيالية”.