[ad_1]
بدأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم الخميس، جولة على المسؤولين اللبنانيين في بيروت حيث لا يزال الجمود السياسي سيد الموقف برغم الضغوط الدولية لتسريع تشكيل حكومة طال انتظارها وقادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية ملحة.
والتقي لودريان الرئيس اللبناني، ميشال عون، ومن المتوقع أن يزور لاحقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الحريري وماكرون – ارشيفية
وعشية زيارته إلى بيروت، غرّد لودريان أنه يزور لبنان “حاملاً رسالة شديدة الحزم للمسؤولين اللبنانيين”، مضيفاً “سنتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة، واتّخذنا تدابير (…) هذه ليست سوى البداية”.
وستكون زيارة لودريان هذه المرّة صارمة، وسيسمي بالأسماء المعرقلين. ووفق الإعلام المحلي، سيذكّر الضيف الفرنسي المسؤولين المعنيين بالملف الحكومي بتجديد التزامهم وتعهدهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وفق المبادرة الفرنسية وبإطلاق ورشة الإصلاح.
ولم تستبعد مصادر بحسب إعلام محلي أن يلوّح لودريان بعقوبات إضافية خلال لقاءاته، كوسيلة ضغط.
من المرجح أن يصطدم لودريان مجددا بمواقف الفرقاء المعروفة سلفا. الحريري مع حكومة اختصاصيين مصغرّة، ورئيس الجمهورية وجبران باسيل مع تسمية الوزراء المسيحيين، بالإضافة إلى الثلث المعطل. والجدير بالذكر أن فرنسا سعت عدّة مرات لحلحلة العقد السياسية. وكان آخرها استقبال ماكرون الحريري في الإليزيه، والتنسيق مع موسكو، من خلال الجولة الباريسية التي قام بها نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف منذ قرابة أسبوع، وتناول فيها مع المسؤولين الفرنسيين الوضع السياسي في لبنان.
ومنذ ما قبل انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، يشترط المجتمع الدولي على لبنان تنفيذ إصلاحات ملحة ليحصل على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي التي يعاني منها منذ أكثر من عام ونصف العام.
رئيس جمهورية لبنان ميشال عون والحكومة سعد الحريري (أرشيفية- فرانس برس)
لكن وبعد مرور تسعة أشهر على استقالة حكومة حسان دياب إثر الانفجار، ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي والضغوط الدولية التي تقودها فرنسا خصوصاً، لم يُشكل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مجلس وزراء جديد وسط خلافات بين القوى السياسية، وخصوصاً بين الحريري وحزب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون.
وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية الحادة والخلاف على الحصص. لكن الانهيار الاقتصادي الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل لا تسمح بالمماطلة.
وأعلن لودريان نهاية الشهر الماضي أن بلاده فرضت قيودا على دخول شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن المراوحة السياسية.
ولم يتم حتى الآن الإفصاح عن هوية تلك الشخصيات أو ماهية تلك القيود، ربما في محاولة من فرنسا لإبقاء التهديد قائماً على مجمل الطبقة السياسية اللبنانية.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان مرتين منذ انفجار المرفأ وكرر مطالبة القوى السياسية بتشكيل حكومة تتولى الإصلاح، حتى أنه أعلن في سبتمبر عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها ونصت على تشكيل حكومة خلال أسبوعين.
التعليقات