[ad_1]
“إن كسب مال من هوايتك هو أفضل هدف”
هذا ما كنت أقوله للعشرات من السنوات الماضية ولكن ما ستقول إذا قلت لك أن السؤال الصحيح هو “هل تريد أن تفعل ما تحبه أم تريد كسب الأموال؟” إني في حالة تعلم مستمر ومن المطلوب لتتعلم هو أن تشكك في معتقداتك فإني تخليت عن الكبرياء وانفتحت للاحتمالات المختلفة ولوجهات نظر مختلفة.
علمني أبي الثري أن: “لكل عملة ثلاث نواحي: الصورة والكتابة وحافة العملة” فقال إن معظم الناس يرون ناحية واحدة فقط من العملة مما يجعل تفكيرهم محدد حيث يكونوا كثيرون الجدال وغير مثقفون، فكان يحفزني أنا وابنه أن نرى العالم من “الحافة” قائلاً دائماً أن: “الناس الأذكياء يعيشون على الحافة ليروا كلا نواحي العملة.”.
إني استخدم مثال العملة التي لها ثلاث نواحي كتشبيه للذكاء الحقيقي حيث كلما نظرنا إلى الحياة على أن هناك صح وخطأ نصبح أقل ذكاءً، فإني أشير دائماً لقول سكوت فيتسجيرلد أن: “الذكاء المتميز هو الذي يتمثل في القدرة أن تحمل فكرتان يتناقضون في عقلك في وقتٍ واحد دون أن تعجز عن التفكير.” وتفسير ذلك هو أن اللحظة التي تستعمل مبدأ صح وخطأ تفقد نصفح ذكائك ولذلك الوقوف على حافة العملة لترى النحيتان بدلاً من أنحاز لناحية يجعلك أكثر ذكاءٍ.
فأني أريد أن ابين بعقلية منفتحة الناحية الأخرى من “عملة الهواية والمكسب” فهناك ناحية تنصحنا أن نحول هوايتنا إلى مصدر دخل وإني كنت على ذلك المبدأ منذ عشرات السنين، فتلك العقلية تجعلك تحب كل لحظة تؤديها تعمل وهناك قول شهير وهو أن” العمل لم يعد عمل إذا كنت تحب ما تفعله”
حيث الفيديوهات القصيرة التي ينشرونها جميلة وتجعلك تفكر فإذا أردت أن تصبح أكثر ذكاءً في 5 دقائق شاهد أي فيديو من الفيديوهات الموجودة على الموقع، من الفيديوهات التي اعجبتني فيديو لراجل الأعمال والشخصية التليفزيونية مايك روي، فهذا ما يقوله ميك في الفيديو: إن هناك شيئان فقط يمكنني أن أقولهم لك دون أي قصد مخفي وهم “مبروك” و”بالتوفيق” وأي شيء آخر ما أسميه الحقيقة القذرة وهي طريقة أخرى لنقول “إنها وجهة نظري” وفي وجهة نظري،
ستجد في هذا الموضوع..
كل الناس تنصحنا بنصيحة سيئة وهي أن نتبع شغفنا
كلما أشاهد جوائز الأوسكار أنا أنكمش عندما استمع لنجم من نجوم الأفلام عندما يتحدث وهو يمسك جائزته في يديه ويحكي قصة نجاحه لأنها تكون القصة دائما نفس الشيء: “لا تتركهم يقولون لك أن ليس لديك المطلوب!” والجملة المشهورة: “لا تتخلى عن أحلامك أبداً!”
إني واعي بأهمية الإصرار وبأهمية التشجيع ولكن من يقول لشخص لم يعرفه ألا يتخلى عن أحلامه دون أن يعرف ما هو حلم تلك الناس؟ كيف يمكن أن تعرف لادي جاجا أن أين ستصل بأحلامك؟ ألم تشاهد تلك الأفراد برنامج أمِريكان أيدول؟ حيث تأتي كل سنة الألاف من الناس طموحهم عالي ولكن يكتشفوا أنهم ليس يمتلكون الموهبة التي كانوا يظنون أنهم يملكونها.
ولكن ما أتعجب منه هو ليس عدم امتلاكهم لأي موهبة ولكن هي الدهشة التي تراها على وجوههم عندما يرفدهم النقاد ولحظة استيعابهم أن طموحهم وقدراتهم ليس بينهم أي صلة، إذا كنت تتحدث عن هوايتك فليس هناك مانع في أن تجعل الشغف يرشدك ولكن عندما الأمر يكون متعلق بكسب العيش فمن السهل أن تنسى الحقيقة القذرة وهي أن كونك تحب أن تفعل شيء ليس معناه أنك سوف لا تكون سيء في فعله وكونك حصلت على شهادة في المجال الذي اختارته لا يعني أنك ستجد “مهنة أحلامك” فمهنة أحلامك قد لا تكون غير ذلك، حلمك.
ولكن وجوده في مخيلتك قد يمنعك من أن تكتشف مجالات أخرى قد تعطي لك فرصة لتقوم بعمل قيم وقد تكتشف أنك تحب عملك الحالي أكثر مما كنت تظن وتذكر حقيقة قذرة أخرى: سعادتك في عملك علاقتها بوظيفتك علاقة ضعيفة، وعندما أفكر عن الوظائف القذرة أتذكر راجل كان ينظف الصرف الصحي وأصبح مليونير وقال لي:
“إني نظرت حولي لأرى أين كان يتجه الكل وبعد ذلك اتجهت إلى الاتجاه العكس وعندما فعلت ذلك أصبحت متقن عملي وبدأت أن أكون إنساناً ناجحاً وجاء يوم استوعبت أنني أحب عملي الذي يعتبره الكل عمل قذر.”، وإني سمعت تلك القصة من الحدادين والسباكين ومئات العمال الماهرون في مجلات مختلفة الذين اتبعوا فرص وليس أحلام ونجحوا في حياتهم نتيجة اختيارهم.
عليك أن تفكر في حقيقة ظروف سوق العمل الحالية
في الوقت الحالي هناك الملايين من الناس الذين لديهم شهادات ومؤهلات ولكنهم يتسابقون من أجل مجموعة قليلة من الفرص يسميها مجتمعنا “فرص عمل جيدة” في حين أن أصحاب العمل يعانون لأنهم عاجزون أن يجدوا موظفين مؤهلين ل5.8 مليون وظيفة حيث ليث هناك أشخاص مؤهلون للقيام بهم وهذه هي فكرة المهارات المفقودة، إنها موجودة بالفعل وسببها بسيط جداً: عندما يتبعون الناس أهوائهم فهم يفوتون فرص لم يدركون حتى أنها موجودة.
عندما كنت في ال 16 من عمري كنت أريد أن أكون مثل جدي فهو كان عامل ناجح وكان قادر على بناء بيت دون أن يلجأ إلى مخطط بناء فأصبح ذلك طموحي لسنوات عديدة فكنت أواظب على حضور كل حصص التعليم المهني في المدرسة وكنت أفعل كل ما أستطيع أن افعله لأكتسب الخبرة التي اكتسبها جدي بسهولة.
ولكن لسوء الحظ لم تكن عندي جينات جدي التي من شأنها أن تجعلني ماهر مثله حيث كنت أعاني كثير لأتعدى العواقب الناتجة عن عدم وجود أي مهارة عندي ولكن فشلت فأنا كنت مثل المتنافسون في أمِريكان أيدول الذين يظنون أن شغفهم وحده يكفي لتحقيق النجاح، وفي يوم أخذت معي في بيتي شيء صنعته كان شكله قبيح ولكن كنت أفتخر به حيث كنت أريد أن يراه جدي، فعندما رأى ما صنعته تأوه لبضع ثواني وقال: “ليس هناك مانع في أنك تفعل ما تحبه ولكن عليك أن تغير نوع الأدوات التي تستخدمها.” وفي ذلك الوقت كان كل ذلك يتناقض مع معتقداتي في أهمية الشغف والإصرار وأن تثق في نفسك ولكن في نهاية الأمر اتضح أن لديه الحق لأن اتباع شغفك لا يعني شيء إذا كان شغفك ليس يليق قدراتك، فبالرغم من أهمية أن يكون عندك شغف إلا أن اتباع شغفك مثل الأعمى تفكير غير سليم، وذلك يأتي بنا إلى أخر حقيقة قذرة: “لا تتبع شغفك ولكن احتفظ به دائماً”، فسأقول لك مبروك مرة أخرى، وبالتوفيق.
روبرت كيوساكي
إن لدي مايك فكرة جيدة من الصعب ألا نفكر فيها ولكني مازالت أفكر، قد يكون كلا الرأيين صحيح فكل إنسان يحتاج إلى اتجاه مختلف، إذاً فأنا سأبقى على حافة العملة لفترة أطول أو حتى للأبد وليس هناك مشكلة في ذلك لأن ليس من الضروري أن يكون العالم أبيض أو أسود وصح أو خطأ ولكن أحياناً تكون هناك حلول عديدة للمشكلة الواحدة.
التعليقات