تقنية ال 5G هي الجيل التالي من شبكات الإتصال التي يُنتظر منها أن توفر سرعات أعلى وأمان أفضل للهواتف الذكية والأجهزة الأخرى مقارنة بشبكات الجيل الرابع لأنها تجمع بين أحدث تقنيات والميزات التي تجعلها الجيل القادم، ولكن يبدو أن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن.
فعلى الرغم من وصف شبكات الـ 5G بأنها الأحدث والأسرع والأكثر أمانا إلا أن فريق من الباحثين في مجال الأمن بجامعة أيوا وجامعة بيردو الأمريكيتين اكتشفوا ما يقرب من عشر نقاط ضعف وثغرات في شبكات الجيل الخامس، الأمر الذي مكنّهم من تنفيذ بعض الهجمات الضارة مثل تتبع وتحديد مكان مستخدم الهاتف وإرسال تنبيهات طارئة مزيفة لنشر الذعر وقطع إتصال الهاتف بالكامل عن الشبكة.
ومع التأكيدات التي أطلقتها المؤسسات المسئولة عن تنفيذ بروتوكولات الأمان مثل 3GPP، إلا فريق البحث قد كشف عكس ذلك حيث يروا أن البروتوكول الخاص بشبكات الجيل الخامس 5G يفتقر إلى المواصفات العالية والمعايير الرسمية، وأن المعيار الحالي ينص في كثير من الأحيان على متطلبات الأمان والخصوصية بطريقة مجردة وبدائية مما يجعله عُرضة للعديد من التهديدات والهجمات المختلفة.
ولإثبات وجهة نظرهم، قام فريق البحث بإنشاء محطة راديو وهمية وخبيثة، ومن خلال الأداة التي طوروها والمعروفة بإسم 5G Reasoner، استطاعوا تنفيذ عدة هجمات متتالية ضد هاتف ذكي متصل بشبكة تعمل بتقنية 5G، حيث نجحوا في قطع الاتصال عن الهاتف عن طريق هجوم رفض الخدمة DoS، كما استطاعو تعقب موقع الهاتف الفعلي، غير أن اكثر تلك الهجمات خطورة تلك التي استطاعوا فيها التحكم في قناة التراسل الخاصة بالهاتف لبث إنذارات طوارئ مزيفة، وتكمن مدى خطورة تلك الهجمة في إمكانية خلق فوضى مصطنعة في المجتمع وبث الرعب والذعر، مثل ما حدث سابقاً عندما انطلق إنذار بطريق الخطأ فهم منه أن هاواي تتعرض لقصف صاروخي من قبل كوريا الشمالية، مما أدى إلى في حالة من الذعر واسع النطاق في الجزيرة
نظرًا لطبيعة هذه الثغرات وخطورتها، بالإضافة إلى مدى سهولة اختراقها واستغلالها، فقد قرر الباحثون عدم الإفصاح علنًا عن الأساليب الدقيقة والأكواد التي مكنتهم من فعل ذلك. وقد قاموا فعلاً بإخطار الجمعية الدولية المسئولة عن شبكات الهواتف المحمولة في العالم GSMA ، إلا أن الجمعية تجد أن تلك العيوب لا تسبب أي مشكلات وأنها لا تؤثر بشكل كبير على مستخدمي الهواتف الذكية.
ولكن فريق البحث له رأي آخر حيث يرى أن معظم العيوب الأمنية في التصميم الحالي يمكن إصلاحها بسهولة، إلا أن هناك بعض الثغرات التي تتطلب تغيير ولو بسيط في البروتوكول الخاص بشبكات الجيل الخامس لسد تلك المشكلات الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة مستخدمي الهواتف الذكية في كل مكان بالعالم.
التعليقات