[ad_1]
النفخة القلبية heart murmur هي صوت مستمر يسمع عند استخدام السماعة الطبية، ينتج عند عبور الدم من مناطق محددة في القلب.
ما هي النفخة القلبية؟
للقلب أربع حجرات، أذينتان وبطينان يفصلهما هيكل يقسم كل قطاع إلى حجرتين. يتألف الهيكل الفاصل من حاجز أذيني وحاجز بطيني وأربع صمامات (الأبهري والرئوي والتاجي وثلاثي الشرف) توجه تدفق الدم باتجاه محدد خلال القلب وموفرةً استفادة قصوى من كل نبضة للقلب من أجل ضخ الدم إلى بقية الجسم.
ينتج صوت النفخة عندما عدم تدفق الدم عبر القلب بشكل سوي وحدوث اضطراب. يستطيع الطبيب سماع النفخة القلبية خلال الفحص السريري باستخدام سماعة قلبية. ليست جميع النفخات القلبية خطرة أو غير طبيعية، فقد تكون نفخة عفوية. ولكن عند وجودها فقد تشير إلى احتمالية وجود شذوذ في القلب.
أعراض وعلامات ترافق النفخة القلبية
لا تسبب النفخة القلبية بعينها أي أعراض مرضية، وعلى العموم فلا تنتج أي ظواهر ولا يمكن للشخص المصاب بها سماعها. لكن المشكلة البنيوية الكامنة في القلب يمكن أن تسبب أعراضًا ترافق النفخة، لكن النفخة بحد ذاتها بريئة من التسبب بالأعراض وغير ذات ضرر.
قد يبدي الأطفال الخدج ذوي العيوب القلبية الخلقية علامات النفخة وأعراضًا كصعوبة التنفس والزراق. إذ لا يكون بمستطاع القلب تدوير الدم بين الرئتين والجسم. قد يبدي بعض الأطفال المصابين بمشاكل قلبية:
- صعوبة الرضاعة.
- تعسر النمو
- صعوبة اكتساب الوزن بشكل سليم.
أغلب النفخات القلبية لدى الأطفال صحيحي النمو هي نفخات غير مؤذية. قد تسبب شذوذات القلب لدى البالغين ألم الصدر وقصور القلب بالترافق مع أعراض ضيق التنفس وتوذم الأطراف. ويرى الخفقان أو الشعور بنبضة شاذة بشكل خاص لدى مرضى شذوذات الصمامات القلبية.
اقرأ أيضًا: مرض صمام القلب
مسببات النفخة القلبية
تختلف أنواع النفخة القلبية ما بين نفخة وظيفية أو نفخة لدى الأطفال الرضع أو نفخة مرضية.
النفخة القلبية الوظيفية
كثير من النفخات القلبية سليمة وتعرف بالنفخة الوظيفية أو العفوية أو الفزيولوجية. وتنتج عن دفع الدم ضمن القلب بشكل سريع خلال العمل الطبيعي للقلب وعند عدم وجود أمراض قلبية. قد توجد حالة ضمنية يمكن لها أن تنتج نفخة قلبية عفوية. تشمل هذه الحالات الأوضاع التي يتسارع فيها نبض القلب كالحمى وفقر الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية والحمل.
النفخات الخلقية لدى الخدج
تسمع النفخات القلبية الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة، وقد تكون نتيجةً لشذوذات في الصمامات أو الحواجز القلبية أو الشرايين والأوردة التي تحمل الدم من وإلى القلب. وقد يوجد خليط من الثلاثة معًا في بعض حالات الأمراض القلبية المعقدة. تختفي معظم النفخات الولادية تلقائيًّا دون الحاجة إلى تداخل طبي، بينما تستلزم أخرى عمليات جراحية لإصلاح العيب.
شذوذات الصمامات القلبية
قد تسبب الذوذات في الصمامات القلبية نفخة قلبية. قد يكون التأثير في أي من صمامات القلب وتختلف العلامات السريرية تبعًا لشدة تضرر الصمام وما إذا كان نمط جريان الدم ضمن القلب مستقرًا. تفضي كل مشكلة في الصمامات غالبًا إلى نمط وتوقيت محدد للنفخة.
- تضيق الصمام: هو التناقص في قطر سعة الممر الدموي عبر الصمام، ويحدث غالبًا مع الزمن نتيجةً لإصابة الصمام أو للتعرض لعدوى كالحمى الرثوية أو من عيب تكلسي ولادي في الصمام.
- الارتجاع الصمامي (أو القصور): هو حالة يسرب فيها الصمام مسببًا عودة الدم بعكس اتجاه الجريان الطبيعي في القلب.
- تصلب الصمام: وهو التضيق الخفيف المصاحب بقساوة في وريقات الصمام (يشاهد أغلب الامر في الصمام الأبهري) نتيجة للتقدم بالعمر.
- هبوط الصمام: هو التدني في الصمام والذي يسبب بعض التسرب ويحدث في الصمام التاجي أكثر الأحيان.
- التهاب الشغاف: وهو خمج (عدوى) تصيب البطانة الداخلية للقلب وقد تشمل صمامًا قلبيًّا وتؤذيه.
- الفتحات في جدران القلب (العيوب الحاجزية في الجدران الفاصلة بين الحجرات): يمكن لها كذلك أن تسبب نفخة قلبية. ويميز نوعان من الفتحات، هما عيب الحاجز الأذيني (ASD) وهو فتحة في الجدار الفاصل بين الحجرتين الجامعتين للدم (الأذينتين)، بينما عيب الحاجز البطيني هو العيب في جدار البطينين الذين يضخان الدم للجسم.
“اقرأ أيضًا: الإسهال المرافق للصادات“
العوامل المؤهبة لظهور النفخة القلبية
النفخة القلبية من الموجودات السريرية للحالات القلبية الكامنة، فهي عرض لا مرض، وفي أغلب الحالات تكون غير جدية. ولذا فالخطر لحدوث نفخة قلبية هو نفسه خطر التعرض لمرض قلبي.
تنزع أمراض القلب الخلقية لاتباع نسق عائلي، أي قد يكون لدى الطفل استعداد وراثي لتطور شذوذ بنيوي في قلبه.
توجد بعض أمراض الصمامات منذ الولادة، لكنها تستغرق سنوات كثيرة لظهور الأعراض. على سبيل المثال، يفترض أن يكون للصمام الأبهري ثلاث وريقات تعمل معًا، ويولد بعض الأفراد بصمامات أبهرية ذوات شرفتين فقط. ومع الوقت يصير الصمام ذو الشرفتين أكثر عرضة للتكلس والتضيق من ذي الثلاث. وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد وقت متأخر من العمر.
تنتج بعض أمراض الصمامات عن العدوى (التهاب الشغاف)، وقد وصفت الحمى الرثوية تاريخيًّا بتسببها بالتهاب صمامات القلب كنتيجة لعدوى المكورات العنقودية. مع القدرة الحالية على تشخيص عدوى المكورات العنقودية والاستخدام المناسب للصادات الحيوية صارت أمراض القلب الرثوية قليلة. قد يشاهد التهاب الشغاف كنتيجة لإدمان المخدرات الوريدية.
تشمل عوامل الخطر الأخرى لشذوذات صمامات القلب أمراض القلب الناتجة عن التصلب العصيدي والأزمة القلبية وأم الدم الأبهرية واضطرابات النسيج الضام كالذئبة الحمامية ومتلازمة مارفان. تؤثر كل حالة بصمامات القلب بطريقة مختلفة مسببة تعطلها وتطور النفخة القلبية.
“اقرأ أيضًا: ألم الكلى“
تشخيص النفخة القلبية
تشخص النفخة القلبية عادة خلال الفحص السريري من قبل الطبيب بينما يستمع لأصوات القلب من خلال السماعة الطبية.
القصة المرضية
يبدأ تقييم القلب من خلال طرح أسئلة تتعلق بعمل القلب على المريض. قد تشمل الأسئلة لدى البالغين السؤال عن ألم الصدر أو الضغط أو ضيق التنفس، مع الجهد أو مع الراحة، إضافة إلى تورم القدمين. لدى الأطفال قد تشمل الأعراض عسرة البلع أو الأكل وقلة كسب الوزن وضعف النمو أو نوبات من الزراق.
الفحص السريري
يشمل الفحص السريري تقييم لون الجلد وتحسس وتقييم النبض، تقييم مظهر الساقين فيما إذا كان هناك وذمة أم لا، والاستماع لأصوات الرئتين لأجل علامات تراكم السوائل.
يشمل فحص القلب تقييم معدل النبض ونظم القلب لرؤية أهو متسرع أم متباطئ، منتظم أم غير منتظم. يمكن جس الجدار الأمامي للصدر من خلال وضع الكف على المنطقة المغطية للقلب للشعور بالاهتزازات (الرعشات) التي يمكن أن تحدث في بعض النفخات النوعية الكبيرة.
تسمع القلب
يبدأ تسمع القلب بالسماعة الطبية بتقييم الأصوات الأساسية للقلب الأول والثاني. يحتمل سماع أصوات إضافة تعرف بالصوت الثالث والصوت الرابع. عند سماع النفخة، سيحاول الطبيب تحديد ما إذا كان الصوت قادمًا من شذوذ في الصمام أو عيب في الحاجز البطيني أو الأذيني. وتوصف النفخة بسماعها عند الانقباض (مرحلة ضخ الدم من القلب) أو الانبساط (مرحلة امتلاء القلب بالدم). مكان السمع على الصدر حيث ينتشر الصوت مهم في تحديد منشأ النفخة. تصنف شدة النفخة عادةً على مقياس من ست درجات وفق:
- 1/6 نفخة تسمع بصعوبة.
- 2/6 نفخة مسموعة لكنها خفيفة.
- 3/6 نفخة مسموعة وواضحة.
للنفخات ذوات الشدة 4 و5 و6 رعشة (اهتزاز) تستشعر عند جس جدار الصدر:
- 4/6 نفخة واضحة.
- 5/6 نفخة صاخبة يمكن سماعها عند وضع السماعة على الصدر بشكل غير كامل.
- 6/6 نفخة يمكن سماعها دون السماعة الطبية.
تشخص معظم النخفات على أنها فزيولوجية بناء على الفخص السريري ولا تستلزم أي تقييم إضافي.
تشمل الفحوصات الأولية تخطيط القلب الكهربائي المفيد في تقييم معدل نبض ونظم القلب والتوصيل الكهربائي ضمن القلب وما إذا كان هناك ضخامة عضلية قلبية أم لا. تصوير الصدر الشعاعي يفيد في تقييم حجم القلب وشكله وإيجاد السوائل الفائضة في الرئة والناتجة عن شذوذ عمل القلب.
إذا دعت الحاجة إلى فحوصات أكثر فغالبا يفيد تصوير صدى القلب في استعراض البنى والوظائف القلبية. وقد يفيد تصوير صدى القلب في تحديد التشخيص الدقيق عند وجود نفخة قلبية. القسطرة القلبية، وهي إجراء متغلغل تحقن خلاله صبغة مباشرةً ضمن الدم العابر في بنى القلب لتفيد في تقييم حالتها.
علاج النفخة القلبية
يعتمد العلاج في حال وجود نفخة قلبية على السبب المحدد لها والحالة الصحية للمريض. لا تحتاج أغلب النفخات تدخلًا أكثر من المراقبة. تقترن بعض النفخات مع عدوى خطرة في الصمامات وتحتاج للعلاج بالصادات الحيوية. تكون بعض الصمامات متأذية بنيويًّا وتحتاج إصلاحًا جراحيًّا. العيوب الحاجزية الأذينية والبطينية قد تتطلب جراحة لإصلاحها، تبعًا للحالة.
قد يحتاج الخدج والأطفال المصابون بعيوب قلبية خلقية إلى تقييم أخصائي قلبية لتحديد الحاجة إلى الأدوية أم للجراحة أم المراقبة.
“اقرأ أيضًا: النزف الهضمي“
اختلاطات النفخة القلبية
النفخة القلبية هي عرض لمشكلة بنوية كامنة في القلب. وليس للنفخة بحد ذاتها أي اختلاطات. تعتمد تداعيات النفخة على الشذوذ المسبب لها وعلى تأثيره في فزيولجية القلب.
متى تدعو الحالة إلى تدخل طبي؟
لا تسبب النفخة القلبية بعينها عمومًا أي أعراض مرضية، إنما هي العلة الوظيفية القلبية الكامنة التي تدفع بالمرضى لقصد الطبيب. ويجب دائمًا أخذ ألم الصدر وضيق التنفس على محمل الجد وعدم تجاهلها.
قد تكون النفخة القلبية عرضًا طبيعيًّا غير دال على أي حالة خطرة، وقد تكون كذلك مؤشرًا على وجود حالة قلبية تستدعي العلاج.
المصدر : https://faharas.net/?p=86195
التعليقات